«أكاديمية الإمارات الدبلوماسية».. وسمات الدبلوماسيين الناجحين

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هل تحَلُم بأن تكون أحد نجوم الدبلوماسية الإماراتية يوماً ما؟ هل تطمح إلى العمل في المجال الدبلوماسي؟ لكي تجيب على هذين السؤالين، ينبغي أن تسأل نفسك أولاً ما المقصود بالدبلوماسية، وما هو دورك كدبلوماسي في المستقبل؟ هل تعرف معنى الشؤون الخارجية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة بما يتجاوز نطاق مسؤوليات الدبلوماسي؟ العمل في وزارة الخارجية والتعاون الدولي هو أرفع مكانة يطمح إليها كل مواطن إماراتي، فوزارة الخارجية هي أسمى مؤسسة دبلوماسية في أي بلد. وأود التركيز على جانبين مهمين أولهما، يتعلق ببعض مفاهيم الدبلوماسية. وثانيهما الدور الذي ينهض به الدبلوماسيون لتحقيق أهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة. يُعرَّف «تشو إنلاي»، وزير خارجية الصين في الفترة من 1949 حتى 1958 وأول رئيس وزراء لها، الدبلوماسية بأنها استمرار للحرب بوسائل أخرى. في العالم المُعاصر، يتضمن هذا التعريف استيعاب مفاهيم القوة الخشنة والقوة الناعمة. وقد وضع جوزيف ناي، أستاذ العلوم السياسية الأميركي والعميد السابق لجامعة جون كينيدي، تصوراً للقوة الناعمة ووصفها بأنها القدرة على جذب الناس وإقناعهم بآرائك دون استخدام القوة الخشنة الاقتصادية أو العسكرية أو السياسية. وقال اللورد وليام سترانج، وكيل الوزارة الدائم في وزارة الخارجية البريطانية من 1949 إلى 1953 إن «في العالم الذي تكون فيه الحرب مأساة تصيب الجميع، وكابوساً يؤرق الكَافَّة، فإن الدبلوماسية تصبح مهمة كل فرد». وينطوي هذا التعريف على النظر إلى الدبلوماسية باعتبارها من اختصاص الدبلوماسيين. استقبلت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية ضيفاً استثنائياً ليتحدث عن مفهوم الدبلوماسية من وجهة نظره الخاصة. وكان ضيفنا هو السفير عمر أحمد عُدي البيطار، سفير الدولة إلى الصين من 2010 إلى 2016 والذي تولى منصب نائب المدير العام في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية. وعن نظرته إلى الدبلوماسية، يقول السفير عُمر البيطار، إن الدبلوماسية هي المهارة والطريقة التي نتصرف بها لنحقق سياساتنا، وهي كذلك فن اسْتِمَالَة شخص ما أو إقناعه بطريقة أو بأخرى بما نقوله أو بما نفعله. ويضيف السفير عمر أن الدبلوماسية هي السلوك الذي نتحلى به و، أو الموقف الذي نتخذه أثناء تنفيذ السياسة الخارجية. وفي معرض حديثه عن الدبلوماسيين والمعرفة والخبرات الضرورية لهم، يسرد السفير عُمر صفات الدبلوماسيين الناجحين، ويقول إن الشؤون الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة تقتضي سمات فكرية ومهارات شخصية متميزة. فالدبلوماسيون لا يمثلون أنفسهم وحسب، وإنما يمثلون قيادتهم وشعبهم وبلادهم وثقافتهم في الخارج ويسعون بكل جِد لتحقيق المصالح القومية لوطنهم. تَكْرِيس الجُهد والولاء للقيادة وللوطن من السمات التي لا غنى عنها للجميع ولا سيما الدبلوماسيون. في ميدان تتنافس فيه كل الدول لتحقيق مصالحها، لا بد أن تكون بطلاً لتستطيع تحقيق أو تعزيز أقصى مكاسب ممكنة لوطنك. ولهذا، فلا بد أن تكون في كامل الاستعداد، وتكتسب أكبر قدر ممكن من المهارات والصفات اللازمة، كما أن الانضباط واحترام الرؤساء صفات لا غنى عنها، فالمرؤوس يتعين أن يقدم العون والمساعدة لرئيسه في تنفيذ مسؤولياته، وأن يتحلى بأعلى المعايير المهنية دائماً ويبتعد دوماً عن شخصنة العلاقات أو القضايا التي يتعرض لها في العمل. ويتعين أن يكون الدبلوماسي كذلك عضواً فعالاً في فريق العمل، وعندما يتولى القيادة يكون قدوة حسنة لمرؤ سيه. السفير عُمر البيطار قدّم نصائح قيَّمة لجميع الدبلوماسيين من أهمها: التحلي بأعلى معايير الأخلاق والنزاهة، والأمانة والانضباط، ووضع مصالح الدولة فوق كل اعتبار، والإحساس بالمسؤولية والولاء والواجب والاحترام، والتعليم الجيد والمعرفة الواسعة، والتَّفْكِير العميق، والرؤية النافذة، والابتكار، والتكيف مع المتغيرات والضغوط. السفيرة لانا نسيبة، الممثل الدائم لدولة الإمارات في الأمم المتحدة، هي مثال حَيّ للنقاط التي ذكرها السفير عمر البيطار، وهي مصدر إلهام للدبلوماسيين الإماراتيين الذين ينظرون إليها باعتبارها نموذجاً يحتذى به في الدولة. أمَّا السفير عُمر البيطار، فهو خير مثال للقيم الأخلاقية والاستثنائية للدبلوماسيين الإماراتيين، قائد حقيقي يُمكِن إتباعه. وكان لأكاديمية الإمارات الدبلوماسية شرف عظيم أن تولى سعادته منصب نائب المدير العام فيها. وكان السفير عُمر في الفترة التي عمل فيها في الأكاديمية مصدر عون دائم للطلاب ليستفيدوا من خبراته الواسعة. وكان دائماً لديه الوقت ليقدم النصائح والمشورة للجميع، ويحث طلاب الأكاديمية على أن يكونوا قادة، ويسرد قصصاً عن خبرات عمله في السِلك الدبلوماسي. وكانت خبراته المتراكمة عنصراً أساسياً في مُضي الدبلوماسيين الجدد قدماً في حياتهم المهنية. أنني أُعبَّر عن خالص امتناني وشكري للسفير عُمر البيطار على مساعدته الدائمة للطلاب ولكل ما تعلمته من شخصيته الفريدة. وأخيراً لا يفوتني أن أُعبَّر عن خالص شكري وتقديري لصانِع الدبلوماسيين سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والذي كان له السبق في إنشاء هذه المؤسسة المتميزة، وهي أكاديمية الإمارات الدبلوماسية بغرض الارتقاء بمهارات دبلوماسيي الدولة لتصل إلى أعلى المعايير بما يمكنهم من تمثيل الدولة في الخارج على أفضل نحو والدفاع عن مصالحها. * أستاذ مساعد بأكاديمية الإمارات الدبلوماسية

مشاركة :