الرواية الإماراتية تطوي 72 ساعة «فاصلة» في «العويس»

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طوت الرواية الإماراتية 72 ساعة، جاءت ساخنة في كثير من فعالياتها، سواء في ما يتعلق بالقضايا المثارة، أو الشهادات العديدة التي صاحبتها، ليتحول نتاج تلك الساعات إلى ما يشبه توصيات يمكن أن تكون «فاصلة»، حسب المنتدين، في مسيرة الروائيين الشباب، في حال تفعيل نتاجها. القصة قبل الرواية كشفت الروائية إيمان اليوسف، مبدعة رواية «حارث الشمس»، أنها عرفت إبداع القصة القصيرة قبل ولوجها عالم الرواية، وذلك عبر مجموعتها «وجوه إنسان». وعرّجت يوسف في شهادتها الروائية إلى العوائق العديدة التي رسّخت نفسها حديثاً في دور النشر المحلية، مضيفة «استغرقت كتابة المجموعة القصصية نحو عام، أما النشر فاستغرق عامين، وكانت تجربة غير موفقة، مع الأسف». وأضافت «ظروف النشر تعرضت للكثير من التبدل في السنوات الـ10 الأخيرة، وهي قضية حرية بالمناقشة». - النهوض بالرواية المحلية يتطلب صناعة متكاملة بدءاً من الكاتب ومروراً بالناشر والناقد والإعلام. وفرضت الرواية الإماراتية عموماً، وليس «رواية الشباب فقط»، ألق حضورها، كبؤرة اهتمام المنتدين في الدورة الثانية لملتقى رواية الشباب، الذي نظمته مؤسسة «العويس» الثقافية، على مدار ثلاثة أيام، اختتمت مساء أول من أمس، في مقرها بدبي. وشهدت أيام الملتقى الثلاثة مناقشات مثمرة للعديد من القضايا والظواهر البارزة على الساحة، مستعرضة تجارب روائية بعينها، في حين أحالت الجلستان الختاميتان إلى مناقشة «التأسيس الجديد» لرواية إماراتية معاصرة، فضلاً عن ظروف النشأة التي أدت، حسب الورقة البحثية، إلى سياسة «حرق المراحل»، إضافة إلى شهادات لعدد من أبرز الروائيين الإماراتيين، الذين قدموا أعمالاً مهمة في المرحلة الأخيرة خصوصاً. وأكد الأمين العام لمؤسسة العويس الثقافية، عبدالحميد أحمد، لـ«الإمارات اليوم»، على أهمية إقامة هذا الملتقى، وتسليطه الضوء على أبرز القضايا الملحة للروائيين الشباب خصوصاً، مؤكداً على ضرورة ترسيخ قناعة أن النهوض بالرواية المحلية يتطلب تضافر جهود العديد من المؤسسات، باعتبار الوصول إلى نتاج الرواية يتطلب صناعة متكاملة، بدءاً من الكاتب، ومروراً بالناشر والناقد والإعلام، ومنافذ الطرح، وغيرها، وليس عملاً فردياً. وقدم الدكتور أحمد الزغبي ورقة بحثية عن فضاءات الرواية الإماراتية الجديدة، عبر دراسة ركزت على الأحداث والقضايا في الرواية لكاتبتين إماراتيتين، هما آمنة المنصوري عبر رواية «عيناك يا حمدة»، ومريم الغفلي عبر رواية «طوي بخيتة». ورفض الزعبي مبدأ مقارنة النتاج الروائي النسوي بالإمارات مع نظيره عربياً أو عالمياً، مشيراً إلى أن «الرواية النسائية الإماراتية، ومن منطلق التطور الطبيعي المنطقي للإبداع وظروفه التاريخية والفكرية، قطعت شوطاً كبيراً نسبياً، وبانتظار أشواط أخرى ستخوضها وتتجاوزها وتنقلها من المحلية إلى آفاق أوسع وثقافات أرحب». وفي ورقة بعنوان «الرواية الإماراتية والتأسيس الجديد»، اتخذ الباحث إسلام أبوشكير رواية سلطان العميمي «غرفة واحدة لا تكفي» مدخلاً للحديث عن «جماليات الموضوع والأداة»، ليشير إلى أن الرواية الإماراتية المعاصرة بصدد تأسيس جديد، يختلف بشكل كبير عن مختلف الإنتاج الروائي المحلي السابق. وذهب أبوشكير إلى أن هناك جيلاً إماراتياً جديداً، ينتمي إلى مجتمع المدينة الحديثة أو المجتمع المعولم، حسب تعبيره، المختلف ثقافة واقتصاداً وأنماط سلوك وتفكيراً وتعبيراً، وأن النتاج الروائي لكتّاب هذا الجيل يملك خصوصية تجعله متمايزاً عن نتاج الجيل السابق الذي عايش مراحل أخرى. ورأى شكير أن رواية «غرفة واحدة لا تكفي» لسلطان العميمي كانت جزءاً من توجه جديد، أسس له جيل من الكتاب ينتمون إلى مجتمع المدينة الحديثة، وهي في ذلك تحمل قيمة كبيرة، لأنها تؤسس وتمهد، لكن قيمتها لا تتوقف هنا، فثمة وعي فني يتسم بالكثير من النضج. وفي شهادتها الروائية بختام الملتقى، قالت الروائية بدرية الشامسي إن «مرحلة الاحتراف، إن صح التعبير، بدأت بالانتساب إلى برنامج دبي للكتابة، تحت مظلة مؤسسة محمد بن راشد، هنا تتلمذت على يد الروائية نجوى بركات، تعلمت كيف تُحوّل الفكرة إلى مخلوقات روائية تمشي على قدمين معك، وأنجزت من خلال البرنامج الذي استمر سنة كاملة روايتي الأولى (ذوات أخرى)، التي تتحدث عن شخصية فتاة شابة، تعيش أزمة هوية تتوزع بين بلدين».

مشاركة :