حمد بن خليفة يدير السياسة القطرية.. وإيران انتهازية

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: محمد المالحي قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي المصري البارز مدير مكتبة الإسكندرية، إن النظام القطري يضمر الكثير من المرارة والعداء للسعودية ومصر، مؤكداً أن أزمة قطر تتمثل في أنها دولة صغيرة بإمكانيات مادية هائلة، أرادت أن تحدث ضجيجاً في المنطقة العربية، وأن يكون لها دور، ولكنها تلعب هذا الدور لصالح قوى أخرى لا تريد الخير للمنطقة العربية. وأكد الدكتور الفقي أن الشيخ حمد بن خليفة هو العقل المدبر للسياسة القطرية، وقد أثبتت الأيام صحة ذلك، مشيراً إلى أن إيران تمارس دوراً انتهازياً، من خلال محاولة استغلال الأزمة لشق وحدة مجلس التعاون الخليجي، إلا أن مجلس التعاون لن يضحي بقطر، نظراً لطبيعة العلاقات القبلية في المنطقة، فكل المطلوب من قطر أن تغير سلوكها.. وهذا ما يوضحه بالتفصيل في حواره التالي ل«الخليج».* ما رؤيتك لتطورات الأزمة القطرية مع الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب؟ الدور القطري بدأ منذ عقدين على الأقل، ومنذ انقلاب الأمير حمد على أبيه وتوليه الحكم، ومنذ ذلك وهو يضمر الكثير من المرارة والعداء غير المبرر، لكل من مصر والسعودية، فمصر باعتبارها أكبر دولة عربية، والسعودية باعتبارها أكبر دولة خليجية. وهذا الشعور انعكس في كثير من المواقف، وكأن قطر تريد أن تقول «أنا هنا»، مثل قبولها إنشاء أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة العربية، وإنشاء أكبر محطة إعلامية في العالم العربي ممثلة في «فضائية الجزيرة»، مرورا بالتدخل في كل شأن داخلي لأي دولة، مثل التدخل في مشكلة «دارفور»، والوضع في لبنان، وبين حركة «فتح» و«حماس» بفلسطين، والوضع في سوريا، والحرب في ليبيا، والحرب في اليمن.وهذا الأمر لفت الانتباه، ووضع علامة استفهام على دولة قطر، واستطعنا أن نتأكد في النهاية أنها ليست دولة قطر، ولكنه دور مرسوم لمن يحكمون «قطر»، فهم يقومون من خلاله بخدمة سياسة معينة، هذه السياسة هي التضييق على السعودية في الخليج، وتقزيم دور مصر وتحجيمه، تحت دعوى نقل مركز الثقل من القلب إلى الأطراف.* كيف ترى تطور الأمور داخل قطر، على ضوء بيان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني مؤخرا؟ هي محاولة لإيجاد قيادة بديلة والتلويح أمام أمير قطر، أن هناك من الأسرة المالكة من لم يرض عنه، وهناك تأكيدات أن المعارضة القطرية موجودة على أعلى المستويات داخل الأسرة الحاكمة، ومحاولة في ذات الوقت للضغط على الأمير تميم ووالده الذي ما زال يحكم، خاصة أن الشيخ حمد هو العقل المدبر للسياسة القطرية، وتقديري أنها أكثر الرسائل إزعاجا للنظام القطري، كونها تشعره بوجود البديل والاستعداد للمضي حتى آخر الطريق.وكنت أتصور أن حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري الأسبق هو العقل المدبر للسياسة القطرية والمتحكم في الأمور، حتى قال لي عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، كلمة لن أنساها، وهي أن الأمير حمد بن خليفة، هو صاحب القرار الأول والأخير في قطر، ولا تتخيل غير ذلك، وأثبتت الأيام صحة مقولته.وأنا شخصيا قابلت الشيخ حمد بن خليفة وهو ولي للعهد، قبل الانقلاب على أبيه، مع عمرو موسى وكان وقتها وزيراً للخارجية المصرية، حيث كنت في زيارة لقطر وقت عملي مساعداً لوزير الخارجية للشؤون العربية عام 1989، وكنت متوجها إلى هناك لإلقاء محاضرة بنادي «الجسرة» حضرها الشيخ يوسف القرضاوي، وعندما علم الشيخ حمد بوجودي، طلب أن يلتقيني، وبالفعل توجهت إليه، مع سفير مصر، وقال لي إنه أجل خروجه للصيد من أجل لقاء وزير الداخلية المصري وقتها، الراحل اللواء زكي بدر، وخلال اللقاء تحدث عن مصر والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بمحبة وتقدير شديد حتى ظننته ناصرياً. ازدواجية أمريكية وأوروبية * الموقف الأمريكي والأوروبي يتسم بالتأرجح منذ بداية الأزمة، كيف تفسرون ذلك؟هذا هو تماماً موقف الغرب، الإمساك بالعصا من المنتصف، ازدواج المعايير والكيل بمكيالين، هم لا يريدون أن يخسروا قطر، ويريدون حل المشكلة والأزمة مع دول الخليج بأي حل توفيقي أو حتى «تلفيقي» حتى تنتهي، هم لا يريدون أن يفرطوا في هؤلاء ولا هؤلاء، فقضية الإرهاب لدى الغرب تتعلق بالإرهاب على أرضهم فقط، وليس على أراضي الدول الأخرى، فمصر مثلا تحارب الإرهاب وتكون محل انتقاد الغرب، في مفارقة غريبة، رغم أن الإرهاب يقتل العديد من المصريين، الغربيون يريدون دائماً تفسير الأمور وفق هواهم، لذا فمعظم مشكلات المنطقة العربية صناعة غربية.وللعلم الولايات المتحدة الأمريكية لن تأخذ موقفا عقابيا ضد قطر، لأن البنتاجون سوف يتدخل لمنع أي موقف عقابي من الرئيس الأمريكي تجاه قطر، بسبب تشابك المصالح، فالقاعدة الأمريكية في الخليج تتحمل قطر تكلفتها، بعيدا عن الميزانية الأمريكية على سبيل المثال. انتهازية إيرانية * وماذا عن التحالف القطري مع إيران وتركيا؟ الدور الإيراني انتهازي كالمعتاد، ويجد أن هذه فرصة لمحاولة شق الصف العربي وضرب مجلس التعاون الخليجي، ومندوب قطر في الجامعة العربية، وصف الموقف الإيراني بالموقف الشريف الوحيد في الأزمة، فهنيئا لهم كما قال مندوب المملكة العربية السعودية، نحن في مصر لسنا دعاة قرع للطبول في مواجهة إيران، رغم أننا نعرف أن لهم أطماعاً في الخليج ولبنان وسوريا واليمن، ويدسون أصابعهم في كل مكان.ونطلب من الإيرانيين أن يتفهموا ضرورة أن تكون العلاقات بين الفرس والعرب إيجابية وليست سلبية، للطرفين تحت مظلة الإسلام الحنيف، ولا يجب أن يفهموا أنهم بغزوهم الثقافي والمذهبي، يمكنهم أن يغيروا شكل المنطقة لصالحهم، فهذا أمر لن يحدث أبدا.والدور التركي واضح أيضا فهي صديقة لقطر، وكل من يتطاول على مصر تدعمه تركيا، والأتراك حاولوا التصعيد والاستفادة أيضاً من الأزمة، رغم علاقاتهم الطيبة مع المملكة العربية السعودية في نفس الوقت، وهذا يؤكد أنه لا يوجد تحالفات كاملة أو خالصة في العلاقات السياسية الدولية، بين الدول حالياً، مثلما كان يحدث في الماضي، ولديك علاقات «روسيا» بدول الخليج وعلاقاتها ب«تركيا» على الجانب الآخر، على سبيل المثال. ترامب أفشل مبادرة الكويت * لماذا فشلت في رأيك مبادرة أمير الكويت في حل الأزمة؟ فشلت بسبب التعنت القطري في المقام الأول، وبسبب التصريح بانتزاع فتيل العمل العسكري، والخليجيون أشقاء في المقام الأول، ومصر بمثابة الأخ غير الشقيق الذي يحظى بمحبة الأخ الشقيق. والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسبب في شرخ كبير، في فشل المبادرة، عندما قابل أمير الكويت بالبيت الأبيض بعدها، حيث تم نقل مركز حل المشكلة من «الخليج» إلى «واشنطن»، وكان هذا تدبيرا خبيثا من القطريين.

مشاركة :