«ناني».. في دور العرض الخميس

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: زكية كردي قصص كثيرة تحيكها المخيلة في الطريق إلى سينما روكسي في «سيتي ووك» بدبي لمشاهدة العرض الخاص للفيلم الوثائقي «ناني» للمخرج بول جيمس دريسكول، عن فكرة للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، وإنتاج «أناسي للإنتاج الإعلامي»، والفائز بأربع جوائز عالمية، منها جائزة أفضل فيلم وثائقي في مسابقة الأفلام الأمريكية لعام 2016، والجائزة الذهبية للفيلم الطويل في مسابقة هوليوود السينمائية، وجائزتين من مهرجان لوس أنجلوس للسينما المستقلة، هما: أفضل فيلم وثائقي، وجائزة الإلهام السينمائي للمرأة. تدور أحداث الفيلم الذي سيعرض في دور السينما بالإمارات بدءاً من الخميس المقبل وحتى 12 أكتوبر، حول المربية البريطانية جولي وتجربتها في العمل مع عائلة إماراتية للمرة الأولى.في البداية وبعد أخذ موافقة جولي على المشاركة في الفيلم، نصطدم بما يشبه الخيبة المبكرة بأن أياً من العاملات في مكتب التوظيف بلندن لا تتوقع أن تنفتح العائلة الإماراتية على فكرة استقبال كاميرات التصوير في منزلها لتوثق تفاصيل حياتها اليومية مع المربية البريطانية، لكن محمد الحمادي وزوجته كانا على قدر من الثقافة والانفتاح ليوافقا على تبني واستقبال مشروع الفيلم الذي شد الأنظار ببساطته المفاجئة، لندخل إلى بيت «أبوعبدالله» الواسع ونتنقل بين غرفه مع أبنائه الستة وطاقم الخدم الذي يعمل فيه.نتوقف عند الابن الأكبر عبد الله الذي يمثل الكثير من أبناء هذا الجيل بتعلقه بالألعاب الالكترونية وتفضيلها على الواقع، و كان يرجو والده أن تتمكن جولي من علاج هذه المشكلة وشد عبدالله للقراءة، والعروض المسرحية، ولعب الكرة التي كان يحبها سابقاً، فنراقب محاولات جولي معه بتمعن، وهي تصّر على أن يتجمع أفراد الأسرة حول مائدة واحدة، وأن يمارسوا الأنشطة التي تنمي مخيلتهم وتدفعهم لاكتشاف العالم بأنفسهم بالحركة واللعب والقراءة.وأيضاً كنا نراقب عن كثب النقاشات التي تدور بين جولي و صديقتها المربية الأخرى حول العديد من الأمور التي تتعلق بهذه المهنة مثل أيام الإجازة، ومدى تقبلها لفكرة ارتداء «اليونيفورم»، لنرافقهما وهما تستمتعان بالتعرف إلى الأسواق العربية والملابس التقليدية، فتشتري كل منهما قلادة تحمل اسمها باللغة العربية وفي هذا دلالة على حب هذا البلد، والرغبة في الاحتفاظ بذكريات هذه التجربة، وأخيراً نرى جولي تستمتع برفقة العائلة بالذهاب إلى البر، حيث يظهر نجم مواقع التواصل الاجتماعي عبدالله الجسمي «ابن باز» ونرى هنا صورة دلالية جميلة على التربية والأخلاق العربية التي تتمثل بمساعدة الآخر ومد يد العون له، حيث يشارك الأبناء والدهم في مساعدة ابن باز لإخراج سيارته العالقة في الرمال، ومن ثم يساهمون في البحث عن قلادة جولي التي وقعت منها في الرمال، ولا يمكن تجاهل الأثر الجميل الذي تركته أغنيته تيم تار، التي أضافت طعمة إماراتية دافئة و محببة إلى مشاهد الفيلم.الفكرة كانت تشكل الكثير من علامات الفضول والشغف بالنسبة لبول جيمس مخرج الفيلم، الذي أوضّح أن سبب حماسه لإخراج الفيلم كان يتعلق بتساؤلاته الشخصية حول هذه الحالة من حيث إن تلك المربية تترك عائلتها لتربي أبناء عائلة أخرى، خاصة أن ثقافة وجود المربية في المنزل ليست منتشرة في بريطانيا، لهذا أراد أن يخوض هذه التجربة ويراقبها عن كثب، واستطاع أن يكتشف ويصور من خلال الفيلم سهولة التعايش بين الثقافات المختلفة في المجتمع الإماراتي، حيث توصل إلى نتيجة إنسانية عميقة بإثبات أن البشر بجميع الجنسيات والثقافات لا يختلفون إلا بالظاهر، فمن السهل أن تقرب بينهم المشاعر والأحاسيس والثقة والاحترام المتبادل.أما عن رسالته في هذا العمل فلخصها باهتمامه بتسليط الضوء على أهمية النظر إلى خلفية الأشخاص الذين يعملون في المنازل من مختلف الفئات، من حيث كونهم يتركون عائلاتهم وأوطانهم ليقدموا لنا خدمة ما، ويجعلوا حياتنا أسهل بطريقة ما، ومن الجميل أن نضع أنفسنا في مكانهم بعض الأوقات لنرى بوضوح أكثر، ونتمكن من قراءة مشاعرهم وتقدير وضعهم، فلديهم عائلات يفتقدونها، ولديهم وطن يحنون إليه، ويضيف بأن هذا أيضاً يجعلنا نشعر بأننا محظوظون، وأخيراً أشار إلى أن الفيلم يحتوي العديد من الرسائل التي يمكن لكل شخص أن يلحظها أو يقف عندها حسب وجهة نظره.بدت نجمة الفيلم جولي سعيدة بظهورها العفوي والصادق في مشاهد الفيلم، لم تكن ممثلة محترفة، لكن العفوية والصدق لازما حضورها في كل المشاهد فجعلا منها شخصاً مقرباً ومحبباً لعين المشاهد، كانت تتحدث بصراحة وهي تتجه إلى منزل عائلة محمد الحمادي للمرة الأولى، وفي مرات أخرى لمسنا انفعالها الحقيقي في نقاشها مع الخادمة الفلبينية حول المفهوم الخاطئ والشائع في الخلط ما بين المربية والخادمة، حيث إن المربية تكون مؤهلة علمياً للقيام بهذه المهمة، فتعمل على تقويم العادات والسلوك لكونها على دراية بما هو أفضل. أما عن الأحداث الواقعية التي كانت تجري في حياتها خلف المشاهد المصورة، وبعد انتهاء التصوير، فأوضحت أنها في البداية لم تتمكن بالفعل من رؤية أبنائها لفترة بسيطة، لكنها استطاعت أن تراهم بانتظام فيما بعد، وبعد الانتهاء من مهمتها في منزل محمد الحمادي اتجهت مؤخراً للعمل في منزل عائلة أخرى بدوام جزئي بحيث تكون أقرب إلى أبنائها.

مشاركة :