إعداد: قرشي عبدون يختبئ هذا البلد الصغير الذي يقدم للسياح أجمل المناظر الطبيعية الخلابة والجمال الأثري في مكان قصي بشرق إفريقيا، وبسبب قبائلها التقليدية وحياتها البحرية الضخمة التي يمكن رؤيتها من على ظهور الإبل، وصف هذا الجزء من شرق إفريقيا بأكبر وجهة سياحية قادمة في إفريقيا.لا توجد في الوقت الراهن، في جيبوتي مبان سياحية كتلك التي تبنى على نطاق واسع في البلدان السياحية وهذا هو مصدر السعادة والراحة النفسية التي يجدها السياح في هذا البلد، وكذلك لا توجد سلسلة الفنادق العالمية إلا في العاصمة، وحتى الآن لا يقوم بزيارتها إلا عدد قليل من السياح، وليس شائعاً تقديم الدعوات لحضور السياح إلى بيوت العائلات لتناول كأس من الشاي كما في البلدان الأخرى. أما الأزياء الملونة للماكاويين التي على النقيض من لون السماء الزرقاء الساطعة والسهول المسطحة خارج المدينة، تتميز بجمال غريب وقاس، حيث يمجدها وتتغنى بها القبائل المحلية في الشعر والأغنية. أما الصخور الفضفاضة التي يكسوها اللون الأخضر وسط القطعان التي تشبه جمال البراري فتتحدث عن الماضي البركاني للبلاد.خلافاً للعاصمة التي تنبعث منها نسمات البحر الأحمر، فإن أجواء جيبوتي في أشهر الصيف تصبح حارة للغاية، حيث يتنقل السكان المحليون بشكل بطيء ومعلوم على الأقل إلى حين أوقات الاستراحة في ساعات النهار. لو كان بوسع السائح تحمل درجات الحرارة العالية، فهناك فرصة متوفرة للاستمتاع بعالم الطبيعة، حيث يستطيع المرء تسلق جبل «أردوكوبا» البركاني الخامد، أوالتسكع حول بحيرة «اسال» التي تعد أكثر منطقة منخفضة في إفريقيا، أو الذهاب في رحلة للاستمتاع بممارسة الغوص مع الحيتان وأسماك القرش في البحر الأحمر، حيث تجرف هذه المخلوقات الضخمة الساحل الجيبوتي وتركض فوق العوالق. مزيج الثقافة الإفريقية والعرقية الذي يمثله شعب جيبوتي رائع على حد سواء، إنهم يستقبلون السياح والزوار بالكرم وحسن الضيافة، ولا تزال القبلية راسخة إلى حد كبير في بلدهم، ولكنها لا تشكل خطراً لصغر حجم البلاد وسهولة إدارتها، ولكن قبل كل شيء فإن جيبوتي مذهلة بحق.تاريخ جيبوتيلقد تم الاستيطان في جيبوتي منذ العصر الحجري الحديث على الأقل، حيث تعتبر من مهد الحضارات البشرية، ويقال بأنها كانت جزءاً من الإقليم المعروف لدى المصريين القدماء باسم «بونت» قبل 2500 قبل الميلاد. وكان الصوماليون ومجموعة العفار من أوائل المعتنقين للإسلام في المنطقة، حيث تعاقب على حكم الأرض التي نعرفها باسم جيبوتي لفترة طويلة خلال القرون الوسطي عدد من السلاطين المسلمين، وأباطرة إثيوبيين أقوياء. وحالما أقام الفرنسيون إدارة مستقرة في مدينة جيبوتي في بواكير التسعينات من القرن الثامن عشر، أقاموا «أرض الصومال الفرنسي» في المنطقة المحيطة ومنحت وضعية الإقليم التابع لفرنسا بالخارج عام 1945، حيث ظلت على هذا النحو حتى 1967، حتى أطلق عليها اسم «إقليم العفارييين والعيسويين الفرنسي». وقادت التوترات بين العفاريين والعيسويين والفرنسيين إلى موجات عنف متقطعة خلال أواخر الستينات وبواكير السبعينات من القرن التاسع عشر حتى وافق الفرنسيون على الانسحاب في عام 1977 ونالت استقلالها وأصبح حسن غولد أبتيدون رئيساً للبلاد.أوقات الزيارةفقدت جيبوتي 88% من غاباتها الواسعة خلال ال 200 عام الماضية، وفقدت 20% خلال ال 50 عاماً الماضية وحدها. وهل تعلم أن الأغاني الصومالية الرومانسية مشهورة جداً في الصومال، وأن طائر الفرنكولين في جيبوتي يتعرض لخطر شديد ولا يعرف له إلا موقعان. اللغات الرسمية في جيبوتي هي العربية والفرنسية كما تستخدم الصومالية والعفارية بشكل كبير، وتستخدم الإنجليزية في الفنادق والأسواق ومع سائقي سيارات الأجرة.أما أفضل أوقات الزيارة فهي في الفترة ما بين نوفمبر/ تشرين الثاني إلى يناير/ كانون الثاني عندما يكون الطقس أكثر برودة نسبياً، حيث إن هذه هي أشهر الشتاء بجيبوتي. لا يكون البرد قارساً في جيبوتي، والأشهر من نوفمبر إلى يناير يكون الطقس لطيفاً جداً ومناسباً للغاية لممارسة الأنشطة في الهواء الطلق. أما في موسم الركود ما بين مايو/أيار إلى سبتمبر/أيلول فتبلغ درجات الحرارة ذروتها. ومن فبراير/ شباط إلى إبريل/ نيسان هي أيضاً أوقات طيبة للزيارة حيث إن المناخ يمر بمرحلة انتقالية من الشتاء إلى الصيف، مما يجعل الأيام أكثر سخونة تدريجياً أما في أكتوبر/ تشرين الأول فيحدث العكس.مناطق الجذب السياحي} بحيرة عسل: تحيط ببحيرة عسل جبال بركانية خامدة، وحقول الحمم، وتعتبر البحيرة التي تقع على بعد 100 كم إلى جهة الجنوب الغربي من مدينة جيبوتي أكثر المناطق انخفاضاً في كوكب الأرض حيث توجد على عمق 150 متراً فوق سطح البحر، ولا يمكن الوصول إليها إلا بسيارة دفع رباعي.} مثلث عفار: في جيبوتي مساحة جغرافية تعرف ب «مثلث عفار»، وهي أكثر منطقة ساخنة ومهجورة على كوكب الأرض، وهو جزء من الأخدود الإفريقي العظيم أو ما يعرف بالوادي المتصدع الكبير، وصحراء مسطحة يندفع نحو الجزء الرئيسي من إثيوبيا، أغلبه أقل من مستوى سطح البحر.} الجيولوجيا: ينصح عشاق الجيولوجيا والحياة البرية بالاتجاه نحو البراري التي حول بحيرة آبي، حيث يمكن الوصول إليها بسيارة دفع رباعي فقط، وهي منطقة تتجمع فيها طيور الفلامنجو والبجع، ويتميز المكان بمداخن طبيعية غريبة.} خليج تاجورا: يضم خليج تاجورا (خاصة أوبوك) العديد من أنواع الأسماك والمرجان وهو مثالي للغوص والغطس والتصوير تحت الماء. يمكن الوصول بسهولة إلى الشعاب المرجانية في كثير من الأماكن في البحر الأحمر من الشواطئ، أفضل وقت لهذه الأنشطة هو من شهر سبتمبر إلى مايو عندما تكون مياه البحر الأحمر صافية. كما يمكن الترتيب لممارسة الرياضات المائية وركوب الأمواج.} السمك الاستوائي: يستحق حوض السمك الاستوائي الزيارة بجانب المعارض تحت الماء من البحر الأحمر والقصر الرئاسي، مفتوح يومياً من الساعة الرابعة عصراً إلى السادسة والنصف مساء.} العاصمة: في مدينة جيبوتي ذات الملامح العربية الواضحة التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، يمكن للسياح زيارة السوق المركزي الحيوي (مارشي سينترال) بالقرب من المسجد المركزي في العاصمة.
مشاركة :