انتقد مؤسس حركة «خدمة» التركية، فتح الله غولن، وقوف تركيا إلى جانب النظام القطري في مواجهة الدول الداعية لمحاربة الإرهاب: الإمارات، السعودية، البحرين ومصر، فيما بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متناقضاً مع نفسه بين ما اعتبره حراماً على غيره في ملف قطر، وما أحله على نفسه في ملف إقليم كردستان.وقال غولن في حوار مع موقع إلكتروني من ولاية بنسلفانيا الأمريكية: «إن علاقة دول الخليج بتركيا علاقة قديمة، ولا أعرف ما المصلحة في أن ترسل تركيا قوات فتدخل بلدانًا خليجية وتواجه السعودية؟»، وأضاف، «أنا كمتابع من الخارج لا أجد هذه التحركات بناءة». وقال «نحن نمرّ بفترة حرجة، وهدفنا الأول يجب ألا يكون إشعال نزاعات جديدة». وذكر أن «الإدارة الحالية التركية استغلت احترام القواعد الانتخابية للدين وجاءت إلى السلطة منذ نجم الدين أربكان»، وأضاف «إن حركته تحسست الموقف منها إلى حد ما وقتذاك، وكان لدى أردوغان رؤية أن يعتبر نفسه زعيم العالم الإسلامي».ورأى أن «الإدارة التركية دمّرت جسور الحوار كلّها»، مضيفاً أن التصالح والاتفاق مع أشخاص مثل هؤلاء يعني الابتعاد عن بقية العالم، والعالم الإسلامي، فمن جهة نتعرض لملاحقات، ومن جهة ثانية، يجب أن يكون واضحاً للعالم أننا لسنا متحالفين معهم، وهذه أفضلية، لأن أفعالهم الظالمة ستصبح أوضح بمرور الوقت».من جهة أخرى، بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متناقضاً مع نفسه بين ما اعتبره حراماً على غيره في ملف قطر، وما أحله على نفسه في ملف إقليم كردستان.ووفقاً لموقع «سبق» الإلكتروني فإن أردوغان الذي تباكى كثيراً على قطر بعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها، يقف بكل قواه اليوم مكشراً عن أنيابه ضد استفتاء إقليم كردستان، ويلوح ب«محاصرته وتجويعه»، رغم أن الإقليم لم يضره لا من قريب ولا بعيد، وظل طوال العقود الماضية محايداً تجاه المشاكل الداخلية التركية بين الحكومة وبعض المتمردين الأكراد.ففي موضوع أزمة قطر، اصطف الإخوان خلف موقف أردوغان وحكومته الذي كان منحازاً إلى الدوحة، رغم ثبوت دعمها للتطرف والإرهاب، وسمح لنفسه بالتدخل في شأن عربي خالص، وزعم زوراً بأن الدول الأربع تفرض حصاراً على قطر، رغم أنها لم تفعل ذلك.أما اليوم، وبعد أن قرر إقليم كردستان تقرير مصيره، اختلفت نظرة اردوغان تجاه ما يجب فعله، فأصبح كل ما هو حرام بالأمس حلالاً اليوم، فهدد ب«محاصرة» الإقليم و«تجويع» ساكنيه ولوح ب«إجراءات عسكرية»، في تناقض يعكس حجم الأزمة الأخلاقية لأردوغان والإخوان.(وكالات)
مشاركة :