لعلكم سمعتم الكثير من الأساطير التي تشير إلى أنه بإمكان الخفافيش أن تهاجم البشر أو تمتص الدماء أو حتى الإمساك بالشعر خلال طيرانها، ولكن كونوا على ثقة بأن كل ذلك ما هو سوى خرافات لا أساس لها من الصحة. فإذا وجدت خفافيش بالقرب من منزلك لا تهلع، فقط قم بالإبلاغ عنها للجهات المختصة التي ستوجهها إلى مكان آخر دون أن تؤذيها نظراً لأهمية هذا النوع في إحداث التوازن في بيئتنا المحلية خاصة وأنه بمقتضى القانون يمنع التعرض له أو قتله. هذه المعلومات أكدتها جمعية الإمارات للحياة الفطرية حيث قال جاكي جوداس مدير ومستشار التنوع الاحيائي في الجمعية إن أصناف الخفافيش التي تتواجد في بعض مناطق الإمارات تعتبر غير ضارة وتحاول تجنب البشر تماماً، ففي حال كان أحدها على وشك الاقتراب منك في الظلام، كن على يقين من أنه منشغل بصيد حشرة ما. وأوضح أنه في الإمارات فقط، هناك 9 أنواع من الخفافيش المسجلة حتى الآن، ولكن نادراً ما تم دراسة هذه المجموعة، لذا فإنه من المحتمل وجود أنواع أخرى. وأضاف جاكي أن الخفافيش المعروفة بـ«مصاصي الدماء» تتواجد فقط بأمريكا الجنوبية أو الرسوم المتحركة وأفلام الخيال التي نشاهدها في التلفاز وبالتأكيد، لن تقوم الخفافيش بمص دمك، بل إنها تحاول على الأرجح مساعدتك على التخلص سلمياً من البعوض أو غيره من الحشرات غير المرغوب بها، حيث تلعب الخفافيش دوراً هاماً في نظامنا البيئي علينا التعرف عليه بشكل جيد قبل اتخاذ أي إجراء لإدارة تواجدها حولنا. وسرد خبير الخفافيش في جمعية الإمارات حادثة صادفته منذ شهر حيث قال: «منذ قرابة الشهر تقريباً، توجهت إلى بيت أحد القاطنين في منطقة المرابع العربية، الذي عبر عن قلقه الشديد بعد أن اكتشف وجود مستعمرة من الخفافيش في مسكن الطيور في حديقة منزله، حيث أصابه هو وأفراد أسرته الذعر بعد مشاهدة أعداد كبيرة من الخفافيش تطير فوقهم يومياً، مسببة ضوضاء تأتي من سقف المنزل. فضلاً عن كثرة تساقط فضلاتها على ردهة الجلوس الخارجية، وكانت الأسرة حاولت يائسة التخلص من الخفافيش ولكن دون قتلها أو إلحاق الضرر بها، حيث قاموا بالاتصال بالعديد من الشركات التي تقدم مثل هذه الخدمات ولكن لسوء حظهم تبين لهم أن جميع الوسائل المستخدمة لم تكن موثوقة أو فعالة، حيث تستخدم هذه الشركات الأسلاك المكهربة لتخويف الخفافيش أو ربما قتلها. إعادة توجيه وتابع: «حاولت بدوري طمأنة أفراد الأسرة نظراً إلى معرفتي بهذا النوع من الخفافيش المنتشرة في عدة مناطق أخرى من العالم، مشيراً إلى أنها ليست ضارة على الإطلاق وبصفتي عالم أحياء مرخص لالتقاط الخفافيش، قررت إعادة توجيه الخفافيش إلى مكان آخر لإبعادها عن المنزل دون تعريضها إلى أي أذى». وأكد الخبير جاكي أن الخفافيش تعد من أكثر الحيوانات المثيرة للاهتمام والمنتشرة بشكل كبير، حيث تتميز بقدرات تكيف بيئي متطورة ومتنوعة للغاية، لذا علينا أن نعتبرها بمثابة حليف لنا في الحفاظ على بيئة صحية، حيث يشير تكاثر أعدادها في منطقة ما إلى وفرة الموائل البيئية الصحية فيها. وقال إن الخفافيش لها دور هام في تلقيح المحاصيل، كما تساهم أيضاً في تنظيم وجود الحشرات غير المرغوب بها، فبإمكان كل خفاش أن يأكل العشرات منها إن لم يكن المئات من الحشرات في ليلة واحدة، الأمر الذي يُحدث فرقاً كبيراً في إدارة الحشرات كالبعوض والعث. ضوضاء ودعا الخبير البيئي المواطنين والمقيمين في حال ايجادهم الخفافيش في مكان قريب من المنزل، فإنه يتوجب عدم ايذائها ففي أسوأ الأحوال، ستسبب هذه الأنواع القليل من الضوضاء خلال فترة الليل أو ستلقي بفضلاتها على التربة، ولكن بغض النظر عن هذه الأمور، إلا أن إيجابياتها تفوق سلبياتها. وأكد انه يتوجب إبلاغ الجهات المختصة عن وجودها وعدم قتلها لأنها محمية بموجب القانون فإذا أراد الشخص التخلص منها، ينبغي الاتصال بجمعية الإمارات للحياة الفطرية التي ستقوم بتقديم المشورة اللازمة بشأن كيفية التعامل مع الوضع. وأوضح جاكي انه نظراً إلى ما نمر به حالياً من أزمة للتنوع الأحيائي، وفقدان الكثير من الأحياء البرية بمعدل غير مسبوق، يعتقد الكثير من العلماء أننا على وشك دخول مرحلة الانقراض العظيم السادس في التاريخ. وعليه، من الضروري أن نحافظ على الأحياء البرية سواء كانت مستعمرة من الخفافيش أو حتى النحل في الحديقة، فكلاهما يلعبان دوراً مهماً في نظامنا البيئي الثمين.
مشاركة :