أيقنت الإمارات خلال وضع خططها التنموية المستقبلية، أن تطوير قطاع الفضاء، هو أحد أهم السبل لدفع الدولة نحو مستقبل علمي مشرق، تواكب إن لم تنافس فيه الدول المتقدمة علمياً، فضلاً عن إعادة اكتشاف وتجديد الحضارة الإسلامية التي تميزت في هذا الشأن.. وتجسيداً لذلك أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن وثيقة السياسة الوطنية لقطاع الفضاء، فضلاً عن المشاريع الفضائية المتميزة مثل مسبار الأمل، والأقمار الصناعية دبي سات، وخليفة سات، ومدينة المريخ العلمية. وركزت السياسة الوطنية لقطاع الفضاء، على أهمية بناء قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام، يدعم ويحمي المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، كما يساهم أيضا في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية، بالإضافة إلى تأصيل ثقافة الابتكار والاعتزاز القومي، وترسيخ دور الإمارات ومكانتها إقليمياً وعالمياً كونها لاعباً مهماً في نادي الفضاء العالمي. وأقرت الوثيقة كذلك في بنودها على أهمية دعم المشاريع الفضائية الوطنية، والاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا وتعزيز الاستكشاف لدى أبناء الدولة، فضلاً عن دعم الأنشطة التجارية لهذه المشاريع، التي تجسدها الأقمار الصناعية الإماراتية التي أطلقت. وتهتم جهود وكالة الإمارات للفضاء بتحديد الإطار التنظيمي لقطاع الفضاء الوطني، من خلال وضع الاستراتيجية الوطنية للقطاع، إضافة إلى التشريعات والقوانين التي تحدد عمله في الدولة، بما يُسهم في تعزيز دوره بدعم المبادرات والبرامج والأنشطة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الوطنية المختلفة. كما يلعب مركز محمد بن راشد للفضاء دوراً مهماً في بناء قطاع فضاء قوي ومستدام، يتمتع بمعايير عالية المستوى، لتتبوأ الإمارات مراكز متقدمة ومنافسة في العالم في مجال صناعة وتقنيات وأبحاث الفضاء، فضلا عن استقطاب الكوادر الوطنية وتنمية القدرات في صناعة الفضاء لترفد مشاريعه الفضائية بالخبرات اللازمة لإدارتها باحترافية، إضافة إلى دعم المؤسسات التربوية، لتأسيس برامج أكاديمية جديدة. مسبار الأمل وفي حدث تاريخي في 2014، تم الإعلان عن بدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي، في رحلة استكشافية علمية تصل إلى الكوكب الأحمر بحلول عام 2021. وحمل مسبار الإمارات لاستكشاف المريخ اسم «الأمل»، لأنه يمثل آمال وأحلام العالم العربي، ومن المقرر أن يصل إلى المريخ بحلول العام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام الدولة، فيما سيجيب المشروع عن أسئلة حول الكوكب الأحمر والتي لم يستطع العلماء الإجابة عنها سابقاً بسبب قلة البيانات والمعلومات. وسيغطي المسبار جوانب لم تتم تغطيتها سابقاً من نواحٍ علمية ومعرفية، كما أنه سيعمل على رسم صورة واضحة وشاملة عن مناخ المريخ وأسباب تآكل غلافه الجوي وتبدد المياه من على سطحه، وبالتالي اختفاء فرص الحياة عليه، وسيتابع بشكل يومي حالة الطقس على الكوكب الأحمر. وتفاعل التغيرات في أجوائه من عواصف ودرجات حرارة مع قممه البركانية الشاهقة ووديانه العميقة وصفائحه الجليدية وصحرائه الواسعة. ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية تصميم وتصنيع وإطلاق مسبار الأمل، تحت إشراف وكالة الإمارات للفضاء وبتمويل مباشر منها، وسيقطع المسبار 60 مليون كيلومتر في رحلة تستغرق تسعة أشهر للوصول إلى المريخ، فيما يضم فريق عمل مسبار الأمل أكثر من 75 من المهندسين والباحثين الإماراتيين، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 150 مهندساً وباحثاً بحلول عام 2020. «خليفة سات» ويعتبر خليفة سات أيقونة تقنية وأول قمر صناعي يتم صناعته في الغرف النظيفة في مقر مركز محمد بن راشد للفضاء، وعند إطلاقه في 2018 سيكون القمر الصناعي الثالث والأكثر تقدماً من الناحية التقنية الذي ترسله الإمارات إلى الفضاء، وسيوفر صوراً فضائية فائقة الجودة تلبي احتياجات المؤسسات الحكومية ومشاريع القطاع الخاص. ويتم تطويره على أيدي كفاءات إماراتية بشكل كامل، وتشمل خدماته الرصد البيئي والتغيرات التي تحدث فيها في أي مكان بالعالم، والمساعدة في التخطيط العمراني على مستوى الدولة، فضلاً عن اكتشاف التغيرات التي تنجم عن الاحتباس الحراري والمشاريع الهندسية والإنشائية التي تؤثر على البيئة، ومتابعة خطوط سير السفن، ورسم خرائط الغطاء الأرضي والتضاريس. نايف 1 ويعد «نايف 1» أول قمر صناعي نانومتري صمم لأغراض تعليمية، وتم تصميمه وتصنيعه في مركز محمد بن راشد للفضاء بأيدٍ إماراتية في إطار شراكة بين المركز والجامعة الأمريكية في الشارقة، وهو قمر صناعي من نوع «كيوب سات». كما أنه يوفر التدريب العلمي والعملي لطلاب الهندسة في مجال علوم الفضاء والتقنية المتقدمة، ويعتبر «نايف1» تجربة تعليمية حقيقية للطلبة تمنحهم مقدمة علمية واقعية ومعلومات وتدريباً عملياً على تصميم وتصنيع قمر صناعي حقيقي. مدينة المريخ ولقيادة مسيرة إعمار الكوكب الأحمر وتحسين حياة البشر على الأرض، أعلنت الإمارات مؤخراً عن إطلاق «مدينة المريخ العلمية»، المدينة الفضائية الأولى من نوعها، التي ستتخذ من داخل حديقة مشرف مقراً لها، بتكلفة 500 مليون درهم على مساحة أرض تبلغ مليوناً و900 ألف قدم مربع، لتشكل بذلك أكبر مدينة فضائية يتم بناؤها على الأرض، وتشكل نموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ. ريادة يأتي الإعلان عن مدينة المريخ العلمية في إطار جهود الدولة ومساعيها الحثيثة لتحقيق الريادة في السباق العلمي العالمي لإيصال البشر إلى كوكب المريخ خلال العقود المقبلة، من خلال استراتيجية المريخ 2117، التي تم إطلاقها، والتي تهدف لبناء أول مستوطنة بشرية على المريخ من خلال قيادة تحالفات علمية بحثية دولية. وبإنجاز المشروع سيكون مبنى مدينة المريخ العلمية أكثر مبنى تطوراً في العالم، وبالإمكان تنفيذه بشكل كامل على كوكب المريخ، وقد عملت على المشروع فرق عدة من علماء ومهندسين ومصممين.
مشاركة :