حوار - إبراهيم بدوي: أكد سعادة السيد ألون كيرنز وزير الدولة البريطاني لشؤون ويلز أن قطر شريك للمملكة المتحدة في مكافحة الإرهاب، وأنه يتعين على دول الخليج أن تجد وسيلة لتخفيف حدة الوضع ورفع الحصار والقيود الحالية التي تؤثر تأثيراً حقيقياً على الحياة اليومية للناس في المنطقة. وقال كيرنز، في حوار مع الراية على هامش زيارة يقوم بها إلى البلاد، أن قطر وبريطانيا يعملان عن كثب على مجموعة من القضايا ويتقاسمان رؤية للسلام والاستقرار الإقليميين.وأوضح أنه منذ بدء الأزمة الخليجية الراهنة، قامت قطر والمملكة المتحدة بتعزيز تعاونهما في مجال الأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب.. مشيراً إلى أن حكومة المملكة المتحدة تلتزم التزاماً قوياً بتعزيز الشراكات والفرص مع قطر، وأنها عملت بشكل وثيق مع الخطوط الجوية القطرية لتدشين خط جوي رائد إلى الشرق الأوسط بين قطر وويلز من المقرر أن يبدأ أولى رحلاته أول مايو المقبل. ونوه بأن قطر تورد حوالي 25٪ من احتياجات المملكة المتحدة الحالية من الغاز الطبيعي، عبر محطة هوك الجنوبية غرب ويلز .. لافتاً إلى أن حجم التجارة المتبادلة يبلغ 5 مليارات جنيه إسترليني سنوياً فيما يدرس أكثر من 3500 قطري بالمملكة المتحدة.. وإلى تفاصيل الحوار:في البداية، ما سبب زيارتكم للدوحة وجدول أعمال الزيارة؟ - نريد التواصل بشكل أوثق بالمناطق الأسرع نمواً وتأثيرا في الاقتصاد العالمي، وحضرت منتدى قطر- المملكة المتحدة للأعمال والاستثمار مؤخرا في برمنجهام لمناقشة إمكانيات الاستثمار في ويلز وسجلها الحافل في مجال ريادة الأعمال والتصنيع. ويعد هذا المنتدى أكبر معرض تجاري بين قطر والمملكة المتحدة. وأنا عازم على تنمية العلاقات التجارية المزدهرة بين قطر وويلز إلى مستويات أعلى. وخلال زيارتي، سوف ألتقى السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية، الذي عملت معه لتدشين خط جوي مباشر كارديف - الدوحة ومن المقرر أن ينطلق أول مايو 2018 .. وآمل في مناقشة المزيد من الفرص الاستثمارية التي قد تنشأ نتيجة لعلاقة أوثق بين قطر وويلز، وكذلك تعزيز نقاط القوة في قطاع الطيران في ويلز. كما سأجتمع مع جمعية رجال الأعمال القطريين، حيث آمل أن تتاح لي الفرصة لفهم وجهات نظرهم حول الاستثمار في المملكة المتحدة وويلز كشريك تجاري، والأهم من ذلك، أريد أن أطمئنهم على الاستثمار في المملكة المتحدة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهذا ما سأفعله أيضا عندما أقابل شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، حيث سنناقش استثماراتها الحالية بالمملكة المتحدة، وما إذا كان لديها اهتمام بالاستثمار خارج لندن، كما أتطلع إلى تجربة الثقافة والتاريخ الفريد للبلاد خلال زيارة لمتحف الفن الإسلامي وحضور عرض فريق السهام الحمر - سلاح الجو الملكي البريطاني للاستعراض الجويّ الذي يبدأ عروضه اليوم في الرابعة مساء على كورنيش الدوحة- كجزء من جولة الفريق في الشرق الأوسط لتعزيز العلاقات طويلة الأمد في المملكة المتحدة عبر الخليج.حدثنا عن ويلز واقتصادها وحجم التجارة مع قطر؟ - ويلز بلد مبني على تاريخ من التجارة العالمية، من صناعات الفحم والصلب التي دفعت الثورة الصناعية خلال القرن العشرين إلى الخدمات المالية والصناعات الإبداعية والتصنيع المتقدم اليوم، ومن هذه الخلفية المنتجة للطاقة، والمثير للاهتمام أن نلاحظ أن ويلز وقطر توفران معا ما يصل إلى 25٪ من احتياجات المملكة المتحدة الحالية من الغاز الطبيعي، من خلال خدمات قطر للغاز الطبيعي المسال التي يتم توريدها عبر محطة هوك الجنوبية، غرب ويلز، وصادرات ويلز تستمر في النمو لتصل إلى 13 مليار جنيه استرليني في العام حتى نهاية مارس 2017 - بزيادة سنوية قدرها 11.9٪.الخطوط القطرية ستكون أول شركة طيران خليجية تبدأ رحلات مباشرة إلى كارديف .. ما أهمية تلك الخطوة للبلدين؟ - تلتزم حكومة المملكة المتحدة التزاما قوياً بتعزيز الشراكات التجارية والفرص مع قطر، وعملت بشكل وثيق مع الخطوط الجوية القطرية لتدشين هذا الخط الجوي الرائد إلى الشرق الأوسط من ويلز، وسمعة قطر في مجال الطيران مثالية، واقتصاد بريطانيا المفتوح على الأعمال كان بمثابة مغناطيس جاذب لقرار الخطوط القطرية لإطلاق خط ويلز، وهذا الخط يبعث برسالة إيجابية عن ويلز وتطلعها لتطوير طرق التجارة الدولية والسياحية لبقية العالم.لماذا الخطوط الجوية القطرية فيما تواجه حصارًا شديدًا من بلدان مجاورة؟ - الخطوط الجوية القطرية واحدة من شركات الطيران الرائدة في العالم، ونحن سعداء بالشراكة معها. والتزامهم بتقديم خدمة عالمية المستوى مثير للإعجاب، ونحن على ثقة تامة بأن خط الدوحة كارديف سيحقق نجاحاً كبيراً.وكيف تقيم العلاقات الثنائية بين قطر والمملكة المتحدة؟ - العلاقات بين قطر والمملكة المتحدة قوية ومتنامية على كافة المستويات. وبلدانا على اتصال منتظم. ونعمل عن كثب على مجموعة من القضايا الهامة. وتتقاسم المملكة المتحدة وقطر رؤية للسلام والاستقرار الإقليميين. ويبلغ حجم التجارة المتبادلة الآن 5 مليارات جنيه إسترليني في السنة، وتزايدت في أعقاب منتدى الأعمال والاستثمار الناجح الذي عقدناه في مارس. ومن خلال تنمية تجارتنا والاستثمارات يمكننا خلق وظائف وفرص عمل جديدة لشعوبنا. وفي مجال التعليم، يدرس أكثر من 3500 قطري في المملكة المتحدة.هل تأثرت العلاقات بالحصار الراهن؟ - علاقتنا المتنامية تزداد قوة أكثر فأكثر، ومنذ بدء الأزمة، قمنا بتعزيز تعاوننا في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والدفاع، مع توقيع على بيان نوايا لشراء 24 طائرة تايفون من قطر الأسبوع الماضي. ونأمل أن يستمر هذا التعاون في النمو في الأشهر والسنوات القادمة.دعت المملكة المتحدة إلى رفع الحصار عن قطر، ما الرسالة التي يحملها هذا الموقف؟ - هناك حاجة إلى أن تحافظ جميع الأطراف على الحوار وأن تجد حلاً يمكن أن يدعمه الجميع، ويتعين على دول الخليج أن تجد وسيلة لتخفيف حدة الوضع ورفع الحصار والقيود الحالية التي تؤثر تأثيراً حقيقياً على الحياة اليومية للناس في المنطقة. والمملكة المتحدة تدعم الكويت في قيادتها للمفاوضات مع أصدقائنا الخليجيين. ومع الولايات المتحدة والشركاء المماثلين، سنواصل بذل كل ما في وسعنا لدعم تدابير بناء الثقة من خلال الدبلوماسية وتخفيف حدة التصعيد.كيف ترى الدبلوماسية القطرية في التعامل مع هذه الأزمة؟ - رحب وزير الخارجية بالتزام قطر بمكافحة الإرهاب والتعهد بحل الخلافات مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين من خلال الحوار والتفاوض والوساطة الكويتية. وأعرب وزير الخارجية عن أمله في أن تستجيب السعودية والإمارات ومصر والبحرين من خلال اتخاذ خطوات لرفع الحظر ما يسمح بإجراء مناقشات موضوعية حول الخلافات المتبقية، وستواصل المملكة المتحدة إشراك شركائنا في المنطقة لمساعدتهم على التوصل إلى حل، بما في ذلك دعم جهود الكويت الهامة بأي طريقة ممكنة، وحث جميع الأطراف على القيام بدور بناء من أجل استعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي.وما تقييمك للتعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب؟ - صداقة المملكة المتحدة الوثيقة والتاريخية مع جميع دول الخليج أصبحت أكثر أهمية في عالم اليوم المتقلب. وقطر هي شريك المملكة المتحدة في مكافحة الإرهاب، ورحب وزير خارجية المملكة المتحدة بمذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة وقطر بشأن مكافحة الإرهاب الموقعة في 11 يوليو الماضي، باعتبارها خطوة هامة للأمام لمكافحة الإرهاب بجميع مظاهره. ومن خلال التركيز ليس فقط على التطرف العنيف، ولكن على كامل نطاق التطرف، فنحن لا نلاحق الإرهابيين فقط ولكن نعمل على معالجة أسباب هذا التهديد الإرهابي من خلال استهداف أيديولوجية التطرف وكل من يسعون إلى نشرها.ماذا عن القطاعات الأخرى للتعاون بين البلدين؟ - في مارس من هذا العام، وضعنا الأسس لفصل جديد وجريء في هذه الشراكة بين بلدينا. وشمل ذلك توقيع مذكرة تفاهم تاريخية لدعم رؤية قطر الوطنية 2030. وسوف تعمق هذه المذكرة من التعاون بين حكوماتنا وأعمالنا عبر مجموعة واسعة من المجالات الحيوية بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والعلوم والبحوث والابتكار والسياحة والثقافة والنقل والطاقة والخدمات المالية وتطوير الأعمال التجارية الصغيرة.وماذا عن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على علاقتها مع قطر؟ - أعطى التصويت لمغادرة الاتحاد الأوروبي فرصة ذهبية للمملكة المتحدة، وللمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً، سيكون لدينا سياسة تجارية مستقلة، وإقامة صلات تجارية أوثق مع الأصدقاء القدامى والحلفاء الجدد، ولدينا 3 أولويات في هذا الصدد هي، الصادرات، والاستثمار، والسياسات التجارية. وقطر شريكنا في العديد من الأهداف حيث سنعمل على زيادة الصادرات من خلال تقديم الدعم المالي والتشغيلي للمصدرين المحتملين. وسوف نروج للمملكة المتحدة في الخارج لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وعرض كل ما يمكن أن يقدمه هذا البلد الديناميكي والمبتكر للمستثمرين من جميع أنحاء العالم.
مشاركة :