علي بن محمد الرباعي ما يأتي متأخرا أحيانا أفضل من الذي يأتي خصوصا من القرارات الحيوية المتماسة مع واقعنا اليومي، ولم يعد بخاف علينا ولا سرا بيننا حجم المعاناة التي تمر بها المرأة والأطفال في المحاكم العامة منذ سنوات خلت، لا بسبب قصور القضاة بل لغياب المحاكم المتخصصة وذات الخبرة في نظر مظالم الأسر، ومنذ اليوم سيفتح تاريخ القضاء السعودي صفحة جديدة تضاف لصفحات إصلاح سبقت وصفحات نقية ستفتح هدفها بحول الله صون الحقوق وحماية الأسر من العبث أو التطاول من أي طرف أو منتم للكيان الأسري، فالزواج والطلاق والنفقة والمواريث عبء على المحاكم العامة كونها تنظر في قضايا كبرى منها الدماء والأموال والأعراض، وكان الانتظار الطويل سيد الموقف حتى يقع بعض المراجعين في تجاوزات بسبب الملل من الانتظار، وليس بمستبعد على وزارة العدل ولا عصي عليها أن تتبنى تأسيس جميع المحاكم المتخصصة وإن مرحليا ما سيؤسس لفترة ذهبية في إعطاء الحقوق لمستحقيها وستمتص الوزارة بهذه الخطوة انفعال الناس ونقدهم الجارح للروتين خصوصا في قضايا تتعلق بالإساءة للزوجات أو المماطلة في الوفاء بما لهن من نفقات وحقوق زوجية والأمل الأكبر في توفر عدد كاف من القضاة لنظر القضايا الأسرية ومعالجتها أولا بأول، ومع كل إضاءة إصلاح وبارقة أمل تطوير نشعر بالفخر بوطننا والامتنان لولاة أمرنا ونجدد الشكر للمسؤول المواكب لتطلعات الشعب والقيادة.
مشاركة :