مد نادي الأحساء الأدبي تجربته بجمع الأطياف الثقافية ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتعددية في المنطقة إلى خارج حدود الأحساء، وشملت مثقفي المملكة من كل أنحائها، وتجسد ذلك خلال احتفال النادي باليوم الوطني، في تظاهرة ثقافية وطنية غير مسبوقة، دعا لها النادي نحو 60 مثقفا ومثقفة، يمثلون أطيافا مختلفة من جميع مناطق ومحافظات المملكة، ليكمل النادي بذلك - طبقا لرئيس مجلس إدارته - تجربته في تفعيل الدور الأساسي للمؤسسات الثقافية، وهو جمع الأطياف وتوحدهم على حب الوطن وخدمة الفعل الثقافي. لا إقصاء ولا تهميش قال رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري لـ«الوطن»: جمع كل الأطياف بالنادي ليس أمرا صعبا على من يعمل بصدق وأمانة وإخلاص في أي مكان، أما في الأحساء بلد التعايش والتعددية الفكرية والأدب والثقافة، فإن من يعمل في بيئة كهذه ثم لا ينجح، فهو مقصر، ولا يعرف كيف يدير المؤسسة، وعليه أن يغادر فورا ويترك المكان لمن هو أجدر، ولذلك عند انتخاب مجلس الإدارة الحالي واعتماد تشكيله من قبل وزير الثقافة والإعلام في الثالث من ذي القعدة 1432، عقد المجلس أول اجتماع، حددنا فيه آلية عملنا، وكان من أهم قرارات المجلس على الإطلاق ألا يستخدم منبر النادي لتمرير أي توجه مذهبي أو فكر قد يشيع الفرقة أو ينتقص من طيف معين من أطياف المجتمع الأحسائي، أو يتعدى حدود الثوابت الدينية والمجتمعية، أو يتعارض مع توجهات الدولة، فهذا غير مرحب به في النادي، ولهذا أدرك الجميع في الأحساء أن النادي للجميع، يعمل من أجل الجميع، وشعر الأحسائيون جميعا أن النادي صادق في علاقاته المجتمعية، فلا إقصاء ولا تهميش ولا انتقاص من أي فكرة أو مشورة أو رأي يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق ولا يثير مشكلة أو يحدث إشكالية، لذلك نال النادي ثقة وحب الجميع في الأحساء، وهو ما مكن النادي من النجاح والاستمرارية بهذا التوهج الثقافي. للثقافة مفهوم أوسع النادي لم يعد دوره محصورا في ندوة أو أمسية قصصية أو شعرية، فقد انفتح وغيره من الأندية الأدبية على الثقافة بمفهومها الواسع - ويجب أن يكون كذلك -، هكذا يعلق الدكتور الشهري، على نجاح ناديه في تقديم فعالية اليوم الوطني، مضيفا: النادي قام بما يجب عليه في مناسبة وطنية مثل اليوم الوطني للمملكة، هذا واجبنا وقدرنا ولا نشكر على ذلك، بل نرى أننا مقصرون في جهودنا تجاه الوطن وتجاه الأدب والأدباء والمثقفين والمثقفات، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الحديث عن استفادة المؤسسات الثقافية الأخرى من تجربة نادي الأحساء، قائلا «لا أعرف ظروفها ومن يجيب على مثل هذا هم القائمون عليها أنفسهم».
مشاركة :