توصف البيانات بأنها الثورة النفطية للمستقبل، وتركز دبي حالياً على تأسيس بنية تحتية قوية تعمل على تقييم ومعالجة الجرائم الإلكترونية والتي تشكل تهديداً أمنياً من نوع جديد في المنطقة، وقد أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، قانوناً بإنشاء "مركز دبي للأمن الإلكتروني" ليتولى مهمة التعامل مع المخاطر الإلكترونية في الإمارة. وكشف تقرير دولي صدر تحت عنوان “Markets for Cybercrime Tools and Stolen Data: Hackers’ Bazaar برعاية شركة جونيبر نتووركس ونفذته شركة RAND، عن وجود ثمانية خصائص فريدة للسوق السوداء الإلكترونية التي تبدي مستويات غير مسبوقة من النمو والنضوج. وفي أعقاب إصدار هذا التقرير، وجهت شركة جونيبر نتووركس الدعوة للعاملين في مجال صناعة الأمن الإلكتروني، والحكومات، والمجتمعات القانونية والحقوقية لمضافرة جهودهم لتأسيس قواعد جديدة تحدد الكيفية التي تقوم بها الشركات للدفاع عن نفسها وصد الهجمات الإلكترونية مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل الخصوصية والحريات المدنية، والحدود المناسبة للقطاعين العام والخاص. ويقول أدريان بيكرينج، نائب الرئيس جونيبر نتووركس الشرق الأوسط وأفريقيا: "صناعة الأمن، والحكومات، والمجتمعات الحقوقية والقانونية حول العالم يجب أن تضافر جهودها لتأسيس قواعد جديدة تحدد الكيفية التي تقوم بها الشركات للدفاع عن نفسها وصد الهجمات الإكترونية. ومنطقة الشرق الأوسط ليست مستثناة من ذلك، وعلى الزعماء أن يتعاونوا مع بعضهم من أجل تفعيل دورهم في هذه المعركة لمواجهة الجرائم الإلكترونية الكامنة في السوق السوداء الإلكترونية." وتشبّه شركة جونيبر السوق السوداء للقراصنة بأنها عاصمة دولية تتعدد بها المجتمعات والصناعات والتفاعلات. ويلخص التقرير الخصائص الثماني المتفردة للسوق السوداء الإلكترونية في : - الواجهات: مثلها مثل أي شكل من الاقتصادات الإلكترونية، تتمتع السوق السوداء الإلكترونية بوجود العديد من سجلات البيانات، وأدوات الاستغلال والبضائع التي يتم بيعها وشراؤها من واجهات المحال التجارية – والتي من الممكن أن تشمل كل شيء بدءاً من الرسائل الفورية، وقنوات الدردشة والمنتديات. ووجد التقرير الذي نفذته RAND أن بعض المؤسسات يمكنها أن تصل إلى 70 شخص فقط وحتى 80 ألف شخص، وبانتشار واسع يدر مئات الملايين من الدولارات. - الاقتصاد الخدمي: وجدت RAND في التقرير الذي أعدته أنه ليست البضائع فقط هي التي تتوفر للبيع وإنما، خدمات الجرائم أيضاً. هذه الأدوات، تباع في السوق السوداء كبرامج عادية أو يتم تأجيرها كغيرها من الخدمات، لتساعد القراصنة ذوي الخبرة القليلة على شن هجمات متطورة بشكل نسبي. على سبيل المثال، عثر القائمون على التقرير أيضاً على فخاخ Botnets يمكن عبرها شن هجمات تخريبية DDoS، والتي يمكن بيعها نظير (50 دولارا) 185 درهما فقط لتنفيذ هجوم يدوم لمدة 24 ساعة. - مجتمع منظم: كأي عمل تجاري منظم، اكتشفت RAND أن الموضوع يحتاج إلى اتصالات وعلاقات حتى يمكن الوصول إلى مراتب أعلى في هذا السوق. الوصول إلى الأعلى يتطلب علاقات شخصية، حيث إن من يحتلون مقدمة الصفوف هم الذين يحصدون نصيب الأسد. - قواعد منظمة: هناك أخلاقيات عمل حتى بين اللصوص. اكتشفت RAND أن العديد من مناطق السوق السوداء الإلكترونية منظمة للغاية، وتتمتع بقواعد صارمة تتحكم بها كدستور. بالإضافة إلى أن من يقوم بإغراق الآخرين بالرسائل الإلكترونية يتم منعهم بانتظام أو إقصاؤهم من السوق. - التعليم والتدريب: وقامت RAND بتعريف الأدوات والمصادر المتوفرة بشكل واسع في السوق السوداء الإلكترونية التي تقوم بتعليم كيفية تنفيذ الجرائم وشن الهجمات، والتي تتضمن أيضاً معدات الاستغلال، ومن أين يتم شراء بطاقات الائتمان. إن هذه السهولة في الوصول إلى عمليات التدريب ساهمت في تسريع تطورها وظهور مجموعات واسعة من التشريعات المنظمة، ما ساعد على تسهيل الدخول إلى اقتصاد القرصنة. - العملة : غالباً ما يتم تنفيذ الصفقات في السوق السوداء الإلكترونية عبر عملات رقمية تشمل Bitcoin و Pecunixو AlertPay و PPcoin و Litecoin و Feathercoin و امتدادات عملة Bitcoin مثل Zerocoin وغيرها. واكتشفت RAND العديد من مواقع الجريمة التي بدأت في قبول العملات المشفرة فقط وذلك لعدم وجود هوية لها وخصائصها السرية. - التنوع: بينما وجدت RAND تنوعاً في جنسيات القراصنة من كل من الصين وأمريكا الجنوبية، وشرق أوروبا، من الذين اشتهروا بشن هجمات مكثفة، إلا أن الروس اشتهروا بجودة هجماتهم. القراصنة الروس والرومانيون واللتوانيون والاوكرانيون يركزون هجماتهم على المؤسسات المالية. أما القراصنة الصينيون فمتخصصون في سرقة الملكيات الفكرية. وفي الولايات المتحدة، يركز القراصنة هجماتهم على الأنظمة المالية المحلية. -المجرمون: حتى السوق السوداء الإلكترونية تحتوي على مجرمين يُطلق عليهم صفة rippers أو النصابين الذين لا يوفرون الخدمات التي يعدون زبائنهم بها.
مشاركة :