المريخي: أهل قطر ضربوا أروع أمثلة الوفاء

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة الداعية الدكتور محمد بن حسن المريخي، أن الوفاء من أرفع درجات الفضيلة والأخلاق الكريمة. وأضاف في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: «إنه لا بد أن نتذكر قيم الوفاء، ونحن في خضم الأحداث والفتن، والتخوين للخلان، وقطع الأرحام، والاتهام بالإرهاب والإفساد والطغيان». وأوضح: «إن الوفاء للأوطان يكون بطاعة الله فيها، ونشر الفضيلة، والأمر بالمعروف، وحراستها، وصيانتها، والدفاع عنها، ودفع الظلوم الحقود ودحره، وبنائها، والمحافظة على مكتسباتها، وتقدير الظروف، ومطالعة نعمة الله فيها، وهي الأمن والاستقرار».وقال: «إن الوفاء للأوطان يكون بالولاء لولاتها الطيبين المحبين لرعاياهم وشعوبهم، بمعاونتهم، والدعاء لهم، والوقوف معهم صفاً واحداً للدفاع عنها ورد العدوان، وصلتهم، وعدم الخروج عليهم». وأوضح: «إن الشعب القطري يتقدم الشعوب الوفية للوطن، ولولي الأمر»، كما ضرب أروع الأمثلة في التكاتف، والاتحاد، والمحافظة على البلاد، والالتفاف حول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فكم تحمّل من السب والشتم والطعون، وكم قاوم ودفع ورد، وكم أعرض عن التشكيك والإشاعات». وقال: «أهل قطر أفشلوا المخططات، وأوفوا بوعدهم لله ثم لبلادهم، وولي أمرهم، وإن ولي الأمر الوفي المحب يُعضّ عليه بالنواجذ ويُحفظ ويُحرس؛ لأنه رأس الدولة، وعينها، وحارسها الأمين، والشعب الوفي». وقال: «إن على شعبنا الوفي أن يعمل على بناء الوطن حسياً ومعنوياً، وأن يتسلح بالعلم النافع، والتمسك بالدين الحنيف، ولا ينشغل بالمغرضين والوشاة التافهين، وأن يعرض عن عوامل الهدم من الناس الحاقدة والإشاعات والأخبار السيئة وذكر ما يهوّن العزائم والإرادة من أقوال المرجفين الحاقدين وأفعال المبطلين، حفظ الله لنا ديننا وعقيدتنا وبلادنا وولاة أمورنا». وتحدّث خطيب الجمعة عن معنى الوفاء وحفظ العهود والوعود والمواثيق والأمانات وأدائها، والاعتراف بالفضل للغير، وحفظ الجميل، وصيانة المودة والمحبة، ورعاية الصلات. وأوضح أن الله تعالى وصف نفسه بالوفاء فقال: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}. والوفاء خلق أنبيائه، يقول الله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}. ويقول تعالى: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا}، وذلك تنويهاً بأن أعلى درجات الوفاء وأسماها وأجلّها وأرقاها الوفاء لله تعالى، وفاء العبد لربه جل وعلا الذي خلقه فسوّاه وأسبغ عليه النعم ودفع عنه النقم. وأوضح أن الوفاء مع الله يعني الالتزام بأمره ونهيه، والخضوع لشرعه وحكمه، ومطالعة نعمه ومننه وبركاته، يقول تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}. وقال المريخي: «إن من الوفاء لله الوفاء لكتابه، بتلاوته، وتدبّره، وتعلّمه، وتعليمه، والعمل به، والوقوف عند أوامره ونواهيه، وللسنة النبوية المطهرة التي هي وحي من الله تعالى بعد القرآن، باتباعها، واعتمادها، والدفاع عنها، والرد على من طعن فيها من الجاهلين والمغرضين الساخرين والمستهزئين». وأوضح المريخي: «إن من أحق الناس بالبر والوفاء الوالدان؛ فقد بذلا وأعطيا وتعبا وشقيا من أجل أبنائهما؛ فهما السبب في وجودهم {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}، وقال سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، لقد مرضا لتصحّ، وسهرا لتنام، وجاعا لتشبع، وحزنا لتفرح، وتضررا لتنتفع. يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد سأله رجل: مَن أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك». وأوضح المريخي: «هناك الوفاء للزوج والزوجة البارّة، بالمعاشرة الطيبة، والمعاملة الحسنة، وإعانتها على الطاعة، وحفظها، وسترها، والثناء عليها عند عمل الخير، والصفح عنها عن حدوث الخطأ».;

مشاركة :