قصة سلاح غامض يستهدف الدبلوماسيين الأمريكيين: يصيبهم بصمم وصداع حاد وتورم في الدماغ

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على نحو قد لا يبدو مفاجئًا، سحبت الولايات المتحدة 21 دبلوماسيًا أمريكيًا من كوبا، لمعاناتهم من مشاكل صحية في الأشهر الأخيرة حسب ما نشرته الوكالة الألمانية «د.ب.أ» مساء الجمعة، لكن دون توضيح تفاصيل ما يعاني منه هؤلاء المسؤولين. بداية القصة تعود إلى مايو الماضي، حينما أعلنت الولايات المتحدة طرد دبلوماسيين كوبيين من أراضيها، ردًا على إصابة الدبلوماسيين الأمريكيين بأعراض جسدية غامضة، جراء تعرضهم لهجمات بأسلحة صوتية حسب ما أكدته واشنطن. وفق BBC، ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، «هيذر نويرت» أن الموظفين بدأوا يشكون من فقدان السمع، وهو ما لوحظ في أواخر العام الماضي، قبل أن تشير إلى وجود أجهزة صوتية وُضعت خارج منازل الدبلوماسيين، تنبعث منها موجات صوتية غير مسموعة يمكن أن تسبب الصمم. على الجانب الآخر أعلنت السلطات في كوبا استعدادها للتعاون مع واشنطن لتوضيح ما حدث، مؤكدين على أن «كوبا لم تسمح أبدًا، ولن تسمح، باستخدام أراضيها فى أى إجراء ضد الدبلوماسيين المعتمدين أو أسرهم». في اليوم التالي تغيرت الأمور مؤقتًا، إذ قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، وفق «فرنسا 24»، إن واشنطن لا تتهم كوبا مباشرة بالوقوف وراء تلك الأحداث، لكن في نفس الوقت أكدت على مسؤولية كوبا فيما يخص تأمين البعثة الدبلوماسية، وذلك ردًا على طرد مسؤولي كوبا قبلها. بعد فترة أعلنت الولايات المتحدة توقف الهجمات على مسؤوليها، مع التنويه إلى أن 16 شخصًا تمت معالجتهم في كوبا. هدوء لم يستمر لأكثر من شهر، حينما عاودت «هيذر» الظهور مجددًا، في الثاني من سبتمبر الجاري، مؤكدةً في بيان أن الهجمات تواصلت، وأصيب 19 دبلوماسيًا أمريكيًا: «لا نستطيع استبعاد وجود حالات جديدة، إذ يواصل كادر طبي محترف فحص وتقييم أوضاع عدد من العاملين في السفارة». على الجانب الآخر، أصدرت رابطة الخدمات الخارجية الأمريكية، التي تمثل الدبلوماسيين الأمريكيين والكوادر الدولية المساعدة لهم، بيانًا جاء فيه أن 10 أشخاص تلقوا معالجة طبية، مضيفةً: «تشمل التشخيصات حالات إصابات دماغية متوسطة وفقدان سمع دائم، فضلاً عن أعراض إضافية كفقدان التوازن، وصداع حاد، واضطراب إدراكي وتورم في الدماغ». عودة الخلاف من جديد دفعت وزير الخارجية الكوبي، «برونو رودريجيز»، لتحذير الولايات المتحدة من اتخاذ قرارات متسرعة ضد بلاده، داعيًا إلى التعاون للتحقيق في هذا الأمر. وفي محاولة للوقوف على حقيقة الأمر، استقبل وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، نظيره الكوبي وناقشا ما حدث في العاضمة هافانا، لكن في صباح الأمس نقلت قناة «الحرة» الأمريكية، عن مسؤولين، إن خطة وزارة الخارجية، والتي تضع عليها اللمسات النهائية، ستدعو لرحيل الموظفين غير الأساسيين وأسر الدبلوماسيين. تلك المقدمات يبدو أنها مهدت لسحب الـ 21 دبلوماسيًا من كوبا بالأمس، لتتوتر العلاقة مجددًا بين البلدين، بعد أن هدأت حدة الخلافات في عام 2015، حينما عاد التمثيل الدبولماسي الأمريكي إلى كوبا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، بعد 50 عامًا من القطيعة.

مشاركة :