رئيس المفوضية الأوروبية دونالد تاسك (يسار) ورئيس وزراء إستونيا جوري راتاس في مؤتمر صحفي على هامش الإجتماع الأوروبي حول الإعلام الاليكتروني في استونيا الجمعة (أ.ب)رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك (يسار) ورئيس وزراء إستونيا جوري راتاس في مؤتمر صحفي على هامش الإجتماع الأوروبي حول الإعلام الاليكتروني في استونيا الجمعة (أ.ب)المجلة: لندن حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الجمعة من أن المملكة المتحدة تحتاج إلى معجزة لبدء المرحلة الثانية من مفاوضات بريكست الشهر المقبل، خلال قمة القادة الأوروبيين الذين تطرقوا في تالين إلى رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإصلاحية. وكان يفترض أن تتمحور مباحثات العاصمة الإستونية حول المستقبل الرقمي للاتحاد لكن انفصال بريطانيا وخطة ماكرون للنهوض بالتكتل طغيا على جدول الأعمال. ومن المواضيع التي طرحت على جدول أعمال القمة، الجمعة، أمن الإنترنت والتبادل الحر للبيانات، وهي مواضيع تعتبر من الأولويات الأوروبية في رأي إستونيا. أعطى ماكرون زخماً للاتحاد الأوروبي بعد الإحباط الذي ساد إثر اختيار الأوروبيين بريكست عام 2016، رغم التخبط الحاصل حول آليات خروج البريطانيين في مارس (آذار) 2019. وقال يونكر إن فرص تحقيق تقدم منعدمة تقريبا في مباحثات الانفصال بنهاية الشهر المقبل لإتاحة الانتقال إلى بحث اتفاق تجاري جديد مثلما تأمل لندن. وأضاف: «بنهاية أكتوبر (تشرين الأول)، لن نكون قد حققنا تقدما كافيا». وتابع لدى وصوله إلى مقر القمة في يومها الثاني: «أقول إنه لن يتم تحقيق ما يكفي من التقدم من الآن وحتى أكتوبر إلا إذا حصلت معجزة». حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويفترض أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة تعقد في 19 و20 أكتوبر إذا كان التقدم المحرز كافيا في ثلاث مسائل، هي فاتورة خروج بريطانيا، ومصير آيرلندا الشمالية، وحقوق المواطنين الأوروبيين المقيمين في بريطانيا. لكن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أكدت مع ذلك إحراز «تقدم جيد» بشأن حقوق الأوروبيين المقيمين في بريطانيا، بعد خطاب حول بريكست ألقته في فلورنسا الأسبوع الماضي. واختتم المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد ديفيس جولة رابعة من المفاوضات في بروكسل الخميس معلنين تحقيق تقدم بعد خطاب ماي. وقال رئيس وزراء آيرلندا ليو فارادكار إن هناك «تحسناً في الأجواء وفي الأهواء» خلال المباحثات، لكنه أضاف: «بديهي أن الأمر يتطلب مزيدا من العمل». وقالت المستشارة أنجيلا ميركل، الزعيمة الأوروبية الأوسع نفوذا، إنه «تم تحقيق تقدم» وأثنت على المباحثات «البناءة للغاية» مع ماي بعد لقاء ثنائي قصير في تالين. دعت إستونيا، الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي، التي تعد نفسها في طليعة الثورة الرقمية، لعقد القمة «الرقمية» المتمحورة حول شركات الإنترنت بهدف تطوير القطاع الرقمي في أوروبا. وفي كلمته المتعلقة بالقطاع الرقمي، دعا ماكرون نظراءه المشككين إلى تعديل الأنظمة الضريبية لصالح ضخ مزيد من الأموال الضريبية في خزائن الدول الأوروبية من أرباح الشركات الرقمية العملاقة مثل «آبل» و«غوغل» المتهمة بممارسة التهرب الضريبي. ففي خطابه حول أوروبا الثلاثاء في جامعة السوربون في باريس، هاجم ماكرون عمالقة التكنولوجيا الذين وصفهم بأنهم «طفيليات العصر». وقال يونكر إن الاتحاد الأوروبي سيقترح مثل هذه الضريبة السنة المقبلة، ويأمل الأوروبيون في التوصل إلى توافق على نهج مشترك بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2017، وبعدها تكلف المفوضية الأوروبية وضع اقتراح تشريعي خلال عام 2018. حصل طرح ماكرون على دعم عشر دول بينها ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، غير أن آيرلندا عارضته بشدة. وقال فارادكار: «إذا أردنا أن تصبح أوروبا رقمية، فإن الحل لا يمر عبر فرض مزيد من الضرائب والأحكام، لا بل على العكس». واقتراح ماكرون الضريبي جزء من رؤية أوسع هدفها إحياء المشروع الأوروبي الذي أضعفه بريكست والتيار الشعبوي وأزمة الهجرة. وقال ماكرون الجمعة: «الجميع في أوروبا بات يدرك أنه لا غنى عن القيام بقفزة إلى الأمام»، ونوقشت خطط ماكرون مساء الخميس خلال مأدبة عشاء غير رسمية بين القادة الأوروبيين. وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخميس، تأييدها رؤية الرئيس الفرنسي وأعطت دفعا للحلف الفرنسي الألماني الذي لا بد من تعزيزه من أجل تمرير الإصلاحات. ومن بين الدول التي تثير لديها طموحات فرنسا القلق، ردت بولندا على رؤية ماكرون: «أوروبا ذات سرعات متعددة». وقالت رئيسة وزرائها بياتا زيدلو إن «تقسيم أوروبا إلى مجموعات ذات سرعات متفاوتة ونواد صغيرة وكبيرة هو ببساطة خطأ». وشاركت تيريزا ماي في العشاء، بينما لم توجه دعوة إلى المملكة المتحدة للمشاركة في اللقاءات السابقة غير الرسمية حول مستقبل الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :