تنظيم «داعش» لا يزال قادرا على شن هجمات مباغتة في الرقة رغم خسائره

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

رغم انكفاء مقاتليه إلى آخر جيب في مدينة الرقة التي كانت تعد أبرز معاقله في سوريا، ما زال تنظيم «داعش»، قادراً على التسلل وشن هجمات مباغتة ودموية ضد قوات سوريا الديمقراطية في أحياء ظنت أنها باتت آمنة. وخسر التنظيم سيطرته على أكثر من تسعين في المئة من مدينة الرقة، منذ بدء قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية في يونيو/ حزيران، هجوما للسيطرة على المدينة بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية. ورغم تراجعهم إلى المربع الأخير في وسط المدينة، تمكن العشرات من مقاتلي التنظيم قبل أيام من التسلل متنكرين بثياب عسكرية إلى حي المشلب، أول حي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة عليه على الأطراف الشرقية للمدينة. وفتحوا نيرانهم على مركز إعلامي تابع لهذه القوات في الحي. ويقول المسؤول عن هذا المركز الإعلامي هفال كاني، الذي كان على تواصل مع فريق وكالة «فرانس برس» أثناء وقوع الهجوم، «لبسوا ثياب وحدات حماية الشعب الكردي وجاؤوا على متن ست سيارات من جهة الشرق». وأسفرت ساعات من المعارك بين الطرفين عن مصرع مقاتلين على الأقل من قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت تظن أن الحي يشكل قاعدة خلفية آمنة لعناصرها. وإثر الهجوم، قطعت هذه القوات الطريق المؤدي إلى شرق الرقة لأيام بالبراميل المعدنية والعوائق الرملية، رغم أنه شكل خلال الأسابيع القليلة الماضية ممراً للمدنيين الهاربين. واتخذ مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية وضعية التأهب القصوى على الحواجز الكثيفة التي أقاموها، وأخضعوا السيارات والدراجات النارية لعملية تفتيش دقيقة. وخلال هذا الأسبوع أيضاً، حاول عناصر التنظيم المتطرف التسلل لمرتين إلى غرب المدينة من دون أن يتمكنوا من ذلك. وتوجهت أكثر من عشر عربات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية من الضاحية الغربية إلى وسط المدينة لتعزيز نقاطها الأمنية الموجودة هناك. ويقول مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية، إن مقاتلين من التنظيم حاولوا الجمعة التسلل إلى خارج المدينة بين المدنيين الفارين من المعارك.خلايا نائمة وأنفاق يؤكد مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، لـ«فرانس برس»، أن «هناك أكثر من محاولة من داعش لفك الطوق عن المحاصرين في الداخل، بينها ضرب الخطوط الخلفية لقواتنا». واستخدم التنظيم في هجومه على حي المشلب، وفق بالي، ثلاثين مقاتلا على الأقل تسللوا من منطقة تقع على بعد كيلومترات عدة شرق حدود الرقة. ويقول، «هذا دليل على أن التسلل كان كبيراً على منطقة يفترض أن تكون آمنة نوعاً ما»، وذلك يؤشر إلى استمرار وجود «خلايا نائمة» تابعة للتنظيم. ومنذ إعلانه «الخلافة الإسلامية» صيف العام 2014، على مناطق واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق، باتت مدينة الرقة تعد أبرز معاقله في سوريا. وفرض على السكان قيوداً مشددة تطال مختلف جوانب حياتهم كما شهدت ساحات المدينة عمليات إعدام وحشية وانتهاكات جسيمة نفذها بحق كل من خالف أحكامه. وعلى رغم أن معظم أحياء مدينة الرقة باتت اليوم تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً، إلا أن مقاتليها يوضحون أنهم لم يتمكنوا من تمشيط منازلها الواحد تلو الآخر. ويخشى بعضهم اعتماد التنظيم على شبكات ضخمة من الأنفاق لتنقلهم بين الأحياء بشكل سري. ويروي أحد المقاتلين في غرب المدينة جكر ديريك لـ«فرانس برس»، «كيف تعرضنا قبل يومين لهجوم من تحت الأرض بعد خروج عدد من عناصر داعش اشتبكنا معهم». ويشير إلى مدخل نفق مغلق حالياً داخل مبنى يقع على بعد مئات الأمتار غرب مشفى الرقة الوطني، حيث يعتقد أن المئات من مقاتلي التنظيم محاصرون هناك مع المدنيين. ويقول، «يدخلون النفق من هناك لكن نهايته (مخرجه) ليست واضحة».يأتيك «من أي مكان» ويقول مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية وممثلون عن التحالف الدولي بقيادة أمريكية الداعم لهجومهم في الرقة، إن عناصر التنظيم يحاولون الاختلاط بين المدنيين النازحين للفرار بشكل سري من المدينة قبل شن هجمات جديدة. وأعلن التحالف الدولي الأسبوع الماضي، أنه ألقى القبض على العديد من مقاتلي التنظيم، بينهم قيادي محلي، خلال محاولتهم الفرار من المدينة إلى جانب السكان. ويوضح قيادي كبير في التحالف الدولي موجود في شمال سوريا لـ«فرانس برس»، أن «محاولة التسلل بين المدنيين النازحين ومن ثم الخروج والتخفي مسألة نشعر بالقلق إزائها». وتظهر الهجمات الأخيرة المباغتة للتنظيم، أنه رغم كل خسائره، ما زال يشكل تهديداً يحاول إلحاق الأذى بقوات سوريا الديمقراطية. ويقول القيادي الأمريكي، «إنه (التنظيم)، أشبه بملاكم يتلقى ضربات متتالية على الحبال، لكنه ما زال قادراً على تسديد لكمات بين الحين والآخر، بالتالي لا يزال خطيراً». في حاوي الهوى، إحدى الضواحي الغربية للرقة التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية منذ أشهر عدة، يخشى المقاتل جمال محمود، أن يجد نفسه ورفاقه الهدف المقبل لتنظيم «داعش»، بعد ورود أنباء حول الهجوم على المشلب. ويقول، «في أية لحظة يمكن أن يحصل هجوم» من الإرهابيين. ويتابع، «في الجبهة، تعرف أن العدو سيأتيك من الأمام لكن في مدينة محررة ومع وجود أنفاق، يمكن أن يأتيك من أي مكان».

مشاركة :