تركيا تفتتح أكبر قاعدة عسكرية في الخارج في مقديشو لتدريب جنود صوماليين

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

افتتحت تركيا أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج في العاصمة الصومالية مقديشو اليوم السبت، في توطيد لعلاقاتها مع الصومال وتأسيس وجود لها في شرق أفريقيا. والصومال بلد مسلم يعاني من الاضطرابات، لكنه يحظى بأهمية استراتيجية. وقال مسؤول تركي كبير قبل مراسم الافتتاح في مقديشو والتي حضرها رئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار، إن الضباط الأتراك سيتولون تدريب أكثر من 10 آلاف جندي صومالي في القاعدة. ويشير افتتاح القاعدة التي تكلفت 50 مليون دولار إلى العلاقات الوثيقة بين تركيا والصومال. وتعود علاقات تركيا مع القرن الأفريقي إلى عهد الإمبراطورية العثمانية، لكن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، أصبحت حليفا وثيقا للحكومة الصومالية في السنوات الأخيرة. وخلال مراسم الافتتاح اليوم السبت وجه رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، الشكر للحكومة التركية على افتتاح مدرسة التدريب، وقال، إنها ستساعد الحكومة في «إعادة بناء قوة وطنية لا تقوم أساس قبلي.. ولا تنتمي لمكان محدد بل قوات مدربة جيدا تمثل الشعب الصومالي». وأوضح، أن المدرسة العسكرية هي الأكبر لتركيا في الخارج. والمنشأة مؤهلة لتدريب واستضافة 1000 جندي دفعة واحدة وتضم ساحات رياضية ومضمارا للركض. ويقول المحللون، إن تركيا وجدت شريكا جاهزا في الصومال بعد تعثر السياسات الخارجية لتركيا في أعقاب ثورات الربيع العربي. وقال سنان أولجين، وهو دارس زائر في مركز أبحاث كارنيجي للسلام الدولي، «إنها دولة يمكن أن تمثل أهمية لتركيا دون أن تضطر بالضرورة إلى التنافس مع قوى إقليمية أو عالمية». وأضاف، أن تركيز أنقرة الأساسي على المساعدات وليس المساعدات الأمنية أو الدعم العلني للأحزاب السياسية ساهم في بناء الثقة.كسب القلوب والعقول وأصبحت تركيا مصدر إعجاب كثير من الشعب الصومالي بسبب جهودها الضخمة في مجال المساعدات الإنسانية في ذروة مجاعة 2011، كما تواصل إرسال المساعدات التي يأتي الكثير منها من شركات خاصة. وتشيد تركيا مدارس ومستشفيات وبنية تحتية وتقدم المنح للصوماليين للدراسة في تركيا. وزار أردوغان مقديشو مرتين، وعندما قام بزيارته الأولى في عام 2011، أصبح أول زعيم غير أفريقي يزور الدولة التي دمرتها الحرب منذ 20 عاما. وزاد التعامل التجاري سريعا بين البلدين في أعقاب ذلك. وفي عام 2010 بلغت الصادرات التركية للصومال 5.1 مليون دولار فقط. ولكن بحلول العام الماضي ارتفعت بشكل كبير إلى 123 مليون دولار. وخلال فترة ست سنوات أصبحت تركيا خامس أكبر دولة مصدرة إلى الصومال بعد أن كانت في المركز العشرين. وقال وزير الإعلام عبد الرحمن عمر عثمان لـ«رويترز» هذا الشهر، «استطاعت تركيا حقا أن تكسب قلوب وعقول الشعب الصومالي». وتدعم الحكومة الصومالية صراحة أيضا حكومة أردوغان في مسعاها للقضاء على نفوذ رجل الدين فتح الله جولن في الخارج. وأصدر مجلس الوزراء الصومالي أوامر فورية بإغلاق مدارس ومستشفى في مقديشو على صلة بجولن، في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا العام الماضي. ودأب أردوغان على اتهام جولن، بتدبير الانقلاب، لكن جولن ينفي أي دور له في ذلك.ترحيب بالدعم الأمني وتحظى حكومة الصومال بدعم عدد من الأطراف الأجنبية، بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، التي تساعدها في بناء جيش وطني قادر على مواجهة حركة الشباب الصومالية المتشددة. وبالنسبة لحركة الشباب فقد تم طردها من مقديشو عام 2010، لكن الهجمات الدامية التي تشنها تظل إحدى العقبات الرئيسية أمام الاستقرار في الصومال الذي يقع على امتداد واحد من أكثر طرق الشحن ازدحاما في العالم. وتثني الحكومة الصومالية على الاستثمارات التركية في تحسين البنية التحتية بالبلاد، وأشار وزير الإعلام الصومالي إلى الخطوة التركية الجديدة بأنها تأتي في إطار الدعم الأمني. وقال، «نحن سعداء للغاية لقيامهم بتزويدنا بمنشآت حديثة من أجل قواتنا الأمنية». وأضاف، «هذا أمر لم يشهده الصومال قط على الرغم من أن دولا مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تعطينا الملايين. الاختلاف هو أن المعسكر الذي شيدته تركيا هو مؤسسة ستظل خلال الخمسين أو المئة عام القادمة». وقال المسؤول التركي الذي تحدث لـ«رويترز» قبل الافتتاح، إن إقامة القاعدة يتماشى مع أولويات أنقرة في توسيع نطاق مبيعاتها للسلاح «إلى أسواق جديدة».

مشاركة :