كشف التهكم الكبير الذي شهدته تعويذة كأس الخليج القادمة، التي تستضيفها السعودية، وأُعلن عنها في الحفل الذي أقيم الأسبوع الماضي، والخاص بسحب القرعة؛ حجم الضعف في التعاطي الرسمي مع المسائل التسويقية والترويجية والإبداعية، فعلى الرغم من وجود الكثير من المبدعين والفنانين السعوديين، الذين كسبوا احترام العالم نظير إنتاجاتهم، إلا أننا نواجه بين الحين والآخر بعض النماذج التي أقل ما يقال عنها إنها من وحي عمل هواة، لا يعون المعنى الحقيقي للبعد الإبداعي في العمل التسويقي. خلال الأسبوعين الماضيين شهد الوسط الإعلامي احتدام النقاش حول مسألة توقيع اتحاد كرة القدم مع شبكة قنوات تلفزيون mbc لعقد حصري طويل المدى، خاص بنقل فعاليات البطولات الكروية السعودية، فما بين المطالبات من جانب بإعلان تفاصيل الحصول على العقد، وما بين التشكيك في ملابسات التوقيع من جانب آخر، تاه المتابع واختلط عليه الموقف ما بين مؤيد لهذا الرأي أو معارض له. الشأن الرياضي في المملكة لا شك أنه مازال حائرا في نظر المجتمع والجهات الرسمية، بين عدّه نشاطا اجتماعيا مشاعا للجميع، ومتنفسا للهواية والترفيه، وما بين التعاطي معه على أنه صناعة وتجارة قادرة على تنشيط الاقتصاد المحلي، وتمكينه من أن يكون مجالا جذابا للشباب والشابات على حد سواء، والنظر من خلال عدّّه منفذا مغريا للاحتراف الوظيفي، وبناء مستقبل حقيقي للعاملين فيه. تعويذة كأس الخليج التي يظهر فيها ما يبدو أنه نمر يرتدي زيا رياضيا ومزينا شعره بتسريحه من زمن الطيبين، تحولت في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أضحوكة تجاوزت المحيط المحلي، لتصبح مادة لتندر الإخوة الخليجيين، الذين لا يمكن لأحد أن يعتمد على نظريات المؤامرة في تحليل مواقفهم وسخرياتهم منها، والتي نتشارك نحن معهم في إطلاقها، فالعقود المليارية التلفزيونية، التي يقولون إنها أديرت بشكل احترافي، كان يمكن لها أن تكون مقياسا في الحرفية والاحترافية، عندما أتى الوقت لاختيار تعويذة لبطولة مهمة. لا بد أن أقول: إن الإبداع المحلي في خطر، فإما أن هناك هواة تمكنوا من إقناع عقول يقال عنها إنها احترافية، أو إن تلك العقول تفتقد إلى الحس الإبداعي والتسويقي، وفي كلتا الحالتين فإن النهوض بالرياضة السعودية لا يمكن أن يتحقق ما لم يكن التسويق والاقتصاد هما منبع القرار الحكيم، وهو ما يقول عنه البعض إنه كان السبب خلف تسليم جَمَل البطولات الرياضية السعودية بما حمل لشبكة mbc.