طهران تُعاقب كردستان نفطياً وواشنطن لا تعترف بنتائج الاستفتاء - خارجيات

  • 10/1/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - يوماً بعد آخر، تتصاعد الضغوط العراقية والإقليمية والدولية على كردستان، وجديدها إعلان طهران تجميد حركة شحن المنتجات النفطية من وإلى الإقليم، وتمسك بغداد بإدارة المعابر الحدودية، وتأكيد الولايات المتحدة عدم اعترافها بنتائج استفتاء الاستقلال الذي جرى الاثنين الماضي. وذكر التلفزيون الايراني، نقلاً عن مذكرة لوزارة النقل، أن جميع شركات الشحن وسائقيها تلقوا أوامر بتجميد شحنات المنتجات النفطية المكررة بين ايران واقليم كردستان المجاور «حتى إشعار آخر»، تحت طائلة مواجهة «العواقب». وحملت المذكرة التي تلقتها مختلف المنظمات ونقابات النقل تاريخ الاربعاء الماضي، حسب نسخة نشرتها وكالة «تسنيم» الاخبارية. ويعتبر الفيول من الصادرات الايرانية الرئيسية إلى منطقة كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي واستوردت 110 ملايين ليتر من هذا الوقود من ايران في العام الفائت، على ما أفاد التفزيون الرسمي الايراني نقلا عن أرقام شركة النفط الوطنية. وتوازياً، أعلن التلفزيون أيضاً أن القوات الإيرانية والعراقية تعتزم إجراء مناورات عسكرية مشتركة قرب الحدود. ونقل التلفزيون عن ناطق عسكري قوله إن قرار إجراء المناورات اتخذ خلال اجتماع لكبار القادة العسكريين الإيرانيين تم خلاله أيضاً «الاتفاق على إجراءات لتعزيز أمن الحدود واستقبال القوات العراقية التي ستتمركز في المواقع الحدودية». جاء ذلك غداة تأكيد وزارة الدفاع العراقية، في بيان ليل أول من أمس، أن العراق يعتزم السيطرة على المنافذ الحدودية مع إقليم كردستان «بالتنسيق» مع إيران وتركيا. وأوضح البيان أن «تنفيذ قرارات الحكومة المركزية في ممارسة السلطات الاتحادية صلاحياتها الدستورية لإدارة جميع المنافذ الحدودية والمطارات يجري حسب ما هو مخطط له بالتنسيق مع الجهات المعنية ودول الجوار ولا يوجد أي تأجيل في الإجراءات»، في إشارة إلى أن القوات العراقية تخطط للتحرك صوب المنافذ الحدودية التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان، وهي أربعة، اثنان منها مع إيران واثنان آخران مع تركيا. من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية «الموساد» لعبت دورا في تنظيم الاستفتاء. وبعدما انتقد رفع الأكراد العراقيين أعلام اسرائيل خلال احتفالهم بنتيجة الاستفتاء، قال أردوغان، في خطاب أمس، «هذا يثبت أمراً: إن لهذه الادارة تاريخاً مشتركاً مع (الموساد). انهما يسيران يدا بيد». وأكد أن إقليم كردستان «سيدفع ثمن» هذا الاستفتاء «غير المقبول»، من دون إعطاء توضيحات. وأضاف «إنها ليست دولة مستقلة تأسست في شمال العراق... على العكس لقد فتح جرح ينزف. وان تجاهل هذا الواقع لا يفيدنا ولا يفيد اشقاءنا الاكراد في العراق»، داعياً أكراد العراق الى أن «يستفيقوا من حلم» الاستقلال. في المقابل، دعت حكومة كردستان، أمس، الحكومة العراقية والامم المتحدة الى ايقاف ما وصفته بـ «العقوبات الجماعية بحق المواطنين في الاقليم والمتمثلة بإغلاق مطارات اقليم كردستان»، في إشارة إلى مطاري أربيل والسليمانية اللذين توقف العمل بهما اعتباراً من مساء أول من أمس، بقرار من بغداد. وفي أول موقف من نوعه بهذا الوضوح، أعلن وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون، في بيان قرابة منتصف ليل أول من أمس، أن بلاده «لا تعترف» بالاستفتاء «الاحادي» لاستقلال كردستان العراق، وتدعو جميع الاطراف الى «الحوار» وضبط النفس. وقال إن «التصويت والنتائج يفتقران الى الشرعية ونواصل دعمنا عراقا موحدا اتحاديا ديموقراطيا ومزدهرا»، وان واشنطن «تدعو جميع الاطراف، بما فيها جيران العراق، الى رفض أي خطوة احادية وأي استخدام للعنف». وأعرب تيلرسون عن «القلق أيضاً حيال العواقب السلبية المحتملة لهذه الخطوة الاحادية»، وحض «السلطات الكردية العراقية على احترام الدور الدستوري للحكومة المركزية، والحكومة المركزية على عدم التهديد او حتى التلميح إلى احتمال استخدام القوة».

مشاركة :