في بلد مثل الكويت يعتز بثقافته وعاداته القديمة، خصوصاً الحياة البرية والبحرية التي لم يكن يعرف سواها قبل ظهور النفط والطفرة العمرانية الحديثة، حيث كانت التجارة عبر ساحل الخليج هي المصدر الرئيسي للحياة في الكويت. وبالطبع يتذكر كبار السن هذه الأيام التي مرت عليهم، لكن الأجيال الحالية والناشئة تتلاشى فكرتهم يوماً بعد يوم عن التراث والعادات الكويتية القديمة، فبحث الشاب الكويتي محمد كمال ورفاقه عن كيفية تخليد وتعريف هذه الأجيال بالتراث الكويتي والمقتنيات النادرة، فقاموا بتأسيس فريق تطوعي لهذا الغرض.يقول محمد كمال مؤسس فريق «إكسبو 965» للمعارض التراثية والحرفية والمبدعين، والباحث أيضاً في شؤون التراث الكويتي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): كنا نبحث عن طريقة للحفاظ على تراث الآباء والأجداد والمقتنيات النادرة، وأيضاً حفظ اللهجة الكويتية والحرف اليدوية وبعض عاداتنا المهددة بالانقراض، فقمنا بتأسيس هذا الفريق بتاريخ السابع من مارس عام 2016، وهو فريق تطوعي لا يهدف للربح أو التجارة، فهو قائم على أساس الحفاظ على التراث، وتطوير المبدعين والحرفيين، وتثقيف الأجيال الناشئة بتاريخ الكويت.» وأضاف قائلاً «رغم حداثة هذا الفريق، إلا أنه لم يعرف الهدوء منذ نشأته، حيث شارك الفريق في 42 معرضاً تراثياً. وأضاف كمال «تعتبر فكرة فريق «إكسبو 965» هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، من ناحية التنوع والإبداعات الموجودة بالفريق، حيث يشمل الفريق باحثين في التراث وباحثين في الأدب، وباحثين أيضاً في أدوات صيد الطيور، بالإضافة إلى رسامين وخطاطين ونحاتين وتشكيل المعادن، أي إنه فريق يحتوى على جميع الفنون، حيث يزيد عدد أعضائه عن 130 عضواً، كلهم فعالون ومتطوعون، فهناك منهم الحرفي، وهناك من يمتلك متحفاً خاصاً، ولا يقبل الفريق أي شخص لا يمتلك حرفة أو مشاركة فعالة، وخلال المعرض تقام فعاليات عديدة، كما يكرم هذا الفريق في كل معرض عدداً من الشخصيات التي لها تأثير في إثراء تاريخ الكويت والتراث الكويتي. أما عن المشاركات الخارجية للفريق فأوضح كمال أن بعض أعضاء الفريق شاركوا في عدة معارض لكن بصفة شخصية، فهناك من شارك في معارض بقطر والإمارات، وأيضاً معارض في ميلانو وغيرها من الدول، كما أن بعض الأعضاء مثلوا الكويت في معارض خارجية وفي السفارات الأجنبية، عن طريق الحكومة ممثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون، ولعل أهم ما يميز فريق «إكسبو 965» أنه يضم مبدعين وأصحاب حرف. ويرغب كمال ورفاقه من أعضاء الفريق في نشر ثقافة وتراث الكويت لدى الشباب والأجيال الحالية، خصوصاً العادات والتقاليد والحرف التي لم يروها قبل النهضة العمرانية الحديثة وظهور النفط، ويؤكد كمال على أن معظم المعارض التي تم تنظيمها خصوصاً في الجامعات والمدارس شهدت إقبالاً واسعاً من الشباب والطلبة الذين أبدوا إعجابهم. وعن الأنشطة التي يقوم بها فريق «إكسبو 965» قال كمال: نزور المتاحف الخاصة بأعضاء الفريق، وأيضاً ورش المبدعين والحرفيين التابعة لأعضاء الفريق، وبالطبع يملك الفريق حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يستطيع التواصل مع الشباب وعرض حرفهم وآخر نشاطاتهم، خصوصاً مع تنامي دور وسائل التواصل في العالم والكويت، بالإضافة إلى ذلك يقوم الفريق بعمل دورات وورش تدريبية للراغبين في تنمية إبداعاتهم وقدراتهم الحرفية، وأيضاً مشاركة مؤسسات الدولة المعارض التي يقومون بتنظيمها بصفة تطوعية. ولعل أبرز المقتنيات التي تهم الشباب هي مقتنيات التراث البحري والبادية، خصوصاً أن الكويت كانت حياتها قائمة على التجارة والسفن عن طريق الخليج، فالأجيال الحالية لم تشاهد السفن البدائية وطرق استخدامها، ويركز فريق «إكسبو 965» على حرفة صناعة السفن وصناديق مبيتة، بالإضافة إلى المجسمات التراثية.;
مشاركة :