أحس بضغط شديد في صدره وألم متزايد ناحية القلب، طلب المعونة من الأشخاص المحيطين لطلب الإسعاف فهو يشعر بشيء غريب يحدث له، وبالفعل حضرت الإسعاف وحملته إلى أقرب مركز صحي، وهناك تحرك طبيب الطوارئ عندما شاهد هذا الشاب يشكو من هذه الأعراض، حيث تأكد أن هذا الشخص مصاب بمرض الذبحة القلبية، الناتجة عن حدوث جلطة في الشريان التاجي، وذلك بعد إجراء الفحوص السريعة، وبدأ في إعطائه أدوية إذابة الجلطات وسرعان ما هدأ الألم وشعر الشاب براحة، ونصح الطبيب هذا الشاب بالابتعاد عن التوتر والعصبية الزائدة، وسأله عن أنواع الغذاء ونمط الحياة التي يعيشها، فهي جزء من أسباب تكوين هذه الجلطات.مرض النوبة القلبية انتشر بشكل ملحوظ في غالبية المجتمعات، نتيجة عوامل كثيرة وهو من الأمراض التي كانت قاصرة على كبار السن، كنوع من ضعف الأوعية الدموية وفقدان جزء من مرونتها بشكل طبيعي، إلا أن الجديد في هذا المرض هو ظهوره بين قطاع ليس بقليل بين الشباب والرجال، وهو ما دعا الكثير من الدراسات لعمل أبحاث تكشف أسباب حدوث هذا المرض بين الشباب، وما زال هناك الكثير من الدراسات ترصد وتتابع هذا المرض، وفي هذا الموضوع سوف نتناول مرض النوبة القلبية وأسباب حدوثه، والعوامل التي تعمل على زيادته وطرق الوقاية وأساليب العلاج المتاحة والسريعة.حالة طارئةيصنف مرض الذبحة القلبية من الأمراض الخطيرة على حياة الأشخاص، فكل دقيقة تمر دون علاج هذه الحالة تسبب تلف جزء من خلايا عضلة القلب، وهو من الأمراض المزمنة الشديدة ويزيد في فصل الشتاء عن باقي فصول السنة، وقبل قدوم الذبحة القلبية تظهر بعض المقدمات والدلائل والتي غالبا ما لا يلتفت إليها الشخص، ويعتبرها تعبا جسمانيا عابرا أو نزلة برد حادة، وخاصة أن درجة شدة هذه الأعراض متباينة من شخص لآخر، فأحيانا تكون حادة ومؤلمة وأحيانا تكون بسيطة ويتجاهلها الشخص، وفي حالة عدم الاهتمام فإن عوامل الخطورة تتضاعف، وخاصة إذا لم يتم علاج المشكلة بسرعة قبل الدخول في مضاعفات جسيمة، فهي من الأمراض المصنفة على أنها حالات طبية طارئة، يجب التدخل فيها بسرعة ووضع المصاب تحت أجهزة الرعاية المركزة، ومتابعته حتى يزول الخطر وأي تقصير يعرض حياة الشخص للخطر، ولهذا المرض مجموعة من المسميات مثل النوبة القلبية واحتشاء عضلة القلب والجلطة القلبية، ولاحظت الدراسات أن النوبات القلبية تزيد في فصل الشتاء بشكل ملحوظ نتيجة الطقس البارد، والذي يعمل على لزوجة الدم وبطء الدورة الدموية وتضيق الشرايين، ما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم لتسهيل عملية المرور من الشرايين، ويسبب ذلك إصابة الشخص بارتفاع ضغط الدم الدائم، وهذا الارتفاع يسبب إجهاد الشرايين وزيادة الضغط عليها وتلف جدرانها من كثرة الضغط، ما يجعلها عرضة للانفجار وتكوين تخثرات دموية، وبالتالي التأثير السلبي على عضلة القلب.انسداد الشريانتفسير الطريقة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض النوبة القلبية، هي إصابة بعض الشرايين التاجية بانسداد نتيجة وجود خثرات دموية فيها، ومهمة هذه الشرايين نقل الدم المحمل بالغذاء والأكسجين لتغذية عضلة القلب، وعند حدوث انسداد يتوقف تدفق الدم إلى هذه العضلة، وبعد دقائق يتلف جزء من خلايا عضلة القلب وتموت، وكلما تأخر إسعاف المصاب دقائق إضافية تموت أعداد أخرى من خلايا عضلة القلب ويزيد الأمر خطورة على المريض، ويصبح الوقت العامل الأساسي في إنقاذ حياة المصاب، لأن عضلة القلب في حاجة ضرورية إلى الأكسجين اللازم لعملها، وفي حالة حرمانها منه لدقائق بسيطة يؤدي ذلك إلى موت جزئي لعضلة القلب، ويشعر الشخص المصاب بألم ضاغط على الصدر، وفي حالة تفاقم المشكلة تحدث مضاعفات جسيمة، تقود إلى تلف غير مسبوق في القلب يعقبه وفاة المصاب، ويحدث ذلك في حالة عدم إسعاف المريض بشكل سريع وبالطرق المعروفة للتخلص من هذه المشكلة، والتي تمنع التدهور السريع الذي يحدث لعضلة القلب والوصول إلى هذه الدرجة القاتلة.الكوليسترول والسكريتوجد عدة أسباب تؤدي إلى الإصابة بمرض النوبات القلبية، ومنها التراكم المستمر للكوليسترول الضار والشحوم والدهون على جدران الشرايين التاجية، وهذه الترسيبات والتراكمات تسبب ضيق الشرايين التاجية، وإصابتها بحالة من التصلب وفقدان المرونة، مما يقلل من كمية تدفق الدم المتجه إلى عضلة القلب، ومع الوقت يحدث تصلب الشرايين التاجية الذي يمنع تدفق الدم بشكل كبير، ويخلق حالة من تقطع تدفق الدم بما يؤدي إلى تلف جزء من عضلة القلب التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الدم لتعويضها عن الفاقد من العمل الدؤوب، ومن مسببات الإصابة بهذه الحالة أيضا التدخين وتعاطي المخدرات والكحوليات، فهي من عوامل ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم، ويعد مرض السمنة أحد الأسباب الرئيسية لهذه الحالة، ومرض ارتفاع ضغط الدم المستمر وزيادة معدلات الكوليسترول الضار، وعدم بذل الحركة والنشاط الكافي وإهمال ممارسة الرياضة، ويوجد دور ملحوظ للعوامل الوراثية في الإصابة بأمراض ومشاكل القلب، كما أن مرض السكري أحد العوامل التي تؤدي إلى هذه المشكلة المرضية، وكبار السن الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض نتيجة ضعف الشرايين والأوردة الدموية، ويوجد بعض الأمراض التي تسبب هذه الحالة، مثل أمراض انسداد الشرايين التاجية، وأمراض التهاب الجهاز التنفسي تسبب تمزقاً لبعض الشرايين وتكوين جلطات، كما أن من أسباب إصابة الشباب بهذه المشكلة وجود عيوب خلقية في القلب، وحدوث جروح في الأوعية الدموية الموجودة في الرقبة، نتيجة جروح وحوادث وصدمات أو حركات خاطئة بسيطة، وظاهرة التدخين التي تفشت بين قطاع كبير من الشباب.علامات مبكرةتصدر تحذيرات وعلامات قبل الإصابة بالنوبة القلبية بحوالي 7 أيام، وفي بعض الحالات تظهر قبلها بحوالي 3 إلى 8 أسابيع، ومنها أعراض خفيفة تدريجية مثل الإحساس بألم غير مريح بالصدر يتكرر، وتزيد شدة هذا الألم عند بذل أي مجهود جسماني، ويخف هذا الألم في حالة الاسترخاء والراحة، ومن الدلائل الإصابة بالذبحة الصدرية، وتحدث بسبب ضعف الدم الواصل إلى القلب، ويسبب ذلك نقصاً في تروية عضلة القلب، كما يشعر الشخص بألم في عضلات الجسم وإصابتها بالتقلص والشد العضلي، والإحساس بالتعب والإرهاق وعسر الهضم، ويصاب بأمراض البرد والإنفلونزا، وتتكرر هذه العلامات على فترات وتظهر وتختفي، ومن الضروري أن يلتفت الشخص إليها ويعرف أنها مقدمات الإصابة بالذبحة القلبية، ويتخذ الإجراءات السريعة لإنقاذ حياته وتحسين حالة القلب، وفي بعض الأحيان تهاجم الذبحة الصدرية صاحبها بلا علامات ولا مقدمات، أي تحدث بشكل مفاجئ وسريع، ما يزيد من نسبة الخطر في حالة عدم الإسعاف المبكر، وترتفع أعداد الوفيات نتيجة تأخر حضور الإسعاف، ومن يتم إسعافه بعد مرور نصف ساعة من النوبة ربما يتعرض لضرر بالغ في القلب ويحتاج إلى رعاية خاصة ومستمرة، وينصح الأطباء الشخص الذي يشعر بقدوم النوبة بالاتصال بالإسعاف أو الاستعانة بالمحيطين بسرعة، ولكن دراسة حديثة رصدت أن غالبية الأشخاص ليس لديهم وعي كافٍ ولا يطلبون الإسعاف، ما يزيد من النتائج السلبية ويرفع من عدد الوفيات.ألم الصدرتظهر أعراض الجلطة القلبية والمتمثلة في الشعور بألم حاد ضاغط على منتصف خلف عظمة الصدر، يؤدي إلى عدم الراحة والإحساس بالضغوط الشديدة، ويمكن أن يمتد الألم باتجاه البطن والظهر والفكين والأسنان، وتزداد نبضات القلب بشكل كبير للغاية، ويجف الفم ويمتد الألم إلى الذراعين والكتفين والرقبة، ويجد المصاب صعوبة في عملية التنفس، ويتعرق الجسم بغزارة، ويشعر المريض بفقدان التوازن والدوخة والقلق، وحالة من التقيؤ والغثيان وألم في المعدة، ويبدأ الشخص بفقدان القدرة على الكلام، وتستمر هذه الأعراض من 7 إلى 15 دقيقة، وعند الشعور بأي من هذه الأعراض يجب على الشخص إذا كان يقود السيارة أن يتوقف ويطلب المساعدة من المحيطين، والعلاج السريع يكون بأدوية إذابة الجلطات وبعض المسكنات وأدوية سيولة الدم، ووضع المصاب في غرفة العناية المركزة حتى يستقر القلب. أسباب متنوعة كشفت دراسة حديثة أن نحو 12% من الأشخاص الذين تعرضوا لمرض الجلطات القلبية كانت أعمارهم تتراوح بين 16 إلى 36 عاماً، وكان السبب الرئيسي لحدوث هذه المشكلة الإصابة بمرض السمنة الزائدة، الذي يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة في الأوعية الدموية التي تسبب حدوث تخثرات دموية صغيرة، ولاحظت الدراسة تجاهل بعض الأطباء لأعراض النوبة القلبية، لأنهم يستبعدون احتمالات حدوث جلطات في هذا العمر المبكر، ما يسبب وقوعها، وعدم تداركها بسرعة، وتوضح دراسة أخرى ارتفاع أعداد المصابين بالذبحة القلبية بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 45 عاماً، والأصغر من ذلك أيضاً، وأسباب حدوث الجلطات القلبية عند الشباب ما زالت غير واضحة، ورجح الباحثين حدوث صدمات في الرقبة تسبب تطور حدوث جلطة دموية، أو إجهاد الأوعية الدموية وانفجارها بسبب السمنة، وتكون خثرات صغيرة، وفي دارسة جديدة تمت على 21 شاباً مصاباً بالنوبة القلبية، تبين أن 7 حالات لم يتم كشف السبب الرئيسي لحدوث هذه الجلطات لديها، بما يعني عدم وجود سبب واضح لهذه المشكلة المرضية.
مشاركة :