مرض نادر يعرف بمتلازمة كوجان، أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى طبيب العيون الأمريكي ديفيد كوجان الذي اكتشفه لأول مرة في عام 1945، تعد هذه المتلازمة من الاضطرابات نادرة الحدوث والتي تتسم بالالتهاب المتكرر لمقدمة العين (القرنية) ويرافقها في الغالب ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالإعياء ونقص الوزن، كما يصاب المريض أحياناً بحالات من الدوخة ونقص السمع، وإذا لم يعالج المرض، فإنه قد يؤدي إلى الإصابة بالصمم أو العمى.يمكن تشخيص المرض من خلال فحص العين بالمصباح الشِّقّي للتأكد من وجود الإصابة، وتشير الأبحاث الأخيرة إلى إمكانية الاستفادة من التصوير بالرنين النووي المغناطيسي عالي الدقة والأجسام المضادة لأنتيجينات الأذن الداخلية في تشخيص المرض، وقد يظهر المرض عند الأطفال، وفي هذه الحالة يصعب التعرف على المرض وتشخيصه.يُعتقد في الوقت الراهن أن مرض متلازمة كوجان ينتمي لفئة أمراض المناعة الذاتية، حيث يرجع حدوث الالتهاب في العين والأذن إلى قيام الجهاز المناعي للجسم بإنتاج أجسام مضادة تهاجم أنسجة الأذن الداخلية والعين، وقد أمكن رؤية الأجسام المضادة الذاتية في دماء بعض المرضى، كما أن الدراسات العلمية أظهرت أن هذه الأجسام المضادة تهاجم نسيج الأذن الداخلية، وظهرت الإصابة ببكتيريا «Chlamydia pneumonia» عند بعض المرضى سبقت إصابتهم بمرض متلازمة كوجان، وهو ما دعا بعض الباحثين لافتراض أن العدوى هي سبب ظهور هذا المرض خاصة وأنه من أمراض المناعة الذاتية، وأن بكتيريا Chlamydia pneumonia أحد الأسباب الشائعة للإصابة بالالتهاب الرئوي الخفيف، والغالبية العظمى من المرضى الذين أصيبوا بهذه البكتيريا لم يظهر عليهم أعراض المرض.تعد متلازمة كوجان من الأمراض الروماتيزمية النادرة التي يميزها التهاب العينين والأذنين، يؤدي المرض إلى تدهور في القدرة البصرية للمريض ونقص قدرته على السمع والشعور بالدوخة، كما قد يرافق المرض كذلك التهاب الأوعية الدموية في أنحاء أخرى من الجسم على نحو قد يتسبب بتضرر الأعضاء بشكل كبير لدى 15% من المصابين به، وقد يؤدي للوفاة في عدد قليل من الحالات، وهو يظهر بشكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص في سن العشرينات أو الثلاثينات، والسبب غير معروف، ورغم ذلك، فقد وُضعت نظرية لسبب المرض تفترض أنه أحد اضطرابات المناعة الذاتية التي يقوم فيها الجسم بطريق الخطأ بمهاجمة الأنسجة الموجودة في العين والأذن.يستلزم الأمر في الحالات الأكثر شدة من المرض إعطاء المريض الكورتيزون عن طريق الفم من أجل التخفيف من حدّة الالتهاب، وعندما يتطلب الأمر اللجوء لجرعات كبيرة من الإستيرويدات وإن كان المرض شديد الخطورة ولا يستجيب للعلاج بالإستيرويدات، عندها يُنصح غالبًا باستخدام أدوية أخرى مثبطة للجهاز المناعي.
مشاركة :