اشتكى عدد من أولياء الأمور -عبر «العرب»- غياب الباصات المدرسية عن مدارس أبنائهم في بعض المناطق البعيدة، والتي من بينها منطقة الريان.. مؤكدين أن أولادهم لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة منذ بدء العام الدارسي، بسبب عدم توافر الباصات، وهو الأمر الذي يهدد مستقبلهم التعليمي. في حين اشتكى بعض أولياء الأمور من المسافات الطويلة التي تقطعها الباصات، والفترة الزمنية التي كثيراً ما تعرض أبناءهم لقضاء ما يعادل ثلث الوقت الذي يقضونه في اليوم الدراسي في رحلتي الذهاب والإياب، من وإلى المدرسة. ويرى البعض أن بعض الباصات تفتقر لاشتراطات السلامة، ما يهدد حياة الطلاب، وأنه يتوجب الحرص على توافر كافة اشتراطات السلامة في الباصات، وتوافر سائقين مؤهلين، ولديهم الخبرة بالمناطق والأحياء في الدولة. في حين يرى البعض الآخر أن الباصات وسائقيها يحتاجون أيضاً إلى منحهم المزيد من الامتيازات على الطرق، كتلك التي يحصل عليها نظراؤهم من السائقين والباصات المدرسية في بعض دول أوروبا. وتعتبر الباصات المدرسية من أهم العوامل التي تثير قلق أولياء الأمور، وطالب عدد من أولياء الأمور -عبر «العرب»- بتدخل وزارة التعليم والتعليم العالي لاتخاذ قرارات قوية، ووضع ضوابط صارمة على المدارس، لضمان سلامة العملية التعليمية. شعبان علي: مدارس تسيّر حافلة واحدة لمناطق متفرقة أكد شعبان علي -ولي أمر أحد الطلاب- أن المشكلة تكمن في عدم شعور أولياء الأمور بالأمان على أبنائهم داخل هذه الباصات لأسباب مختلفة، منها عدم وجود مشرفات داخل الباص، ما قد يؤدي إلى مشاكل بين الأولاد، ويؤثر على السائق، الذي يكون من أهم مسؤولياته قيادة السيارة بأمان، لضمان وصول الطلاب بسلامة. وأشار إلى أن الباصات تستغرق وقتاً كبيراً جداً في الرحلة من المنزل إلى المدرسة أو العكس، ما يشكل عبئاً ضخما خاصة على الأطفال صغار السن. منوها إلى أن بعض المدارس تحدد رسوماً كبيرة للمشتركين في الباص، ترهق أولياء الأمور، خاصة أن مصروفات المدرسة نفسها تكون مرتفعة، بالإضافة إلى وجود مجموعة من الرسوم الإضافية غير القانونية التي تفرضها المدرسة على الآباء، ما يجعل من العملية التعليمية عبئاً كبيراً، ولا يجب أن يكون الأمر كذلك، خاصة أن الدولة تهتم بشكل كبير بالتعليم، وتعتبره من أهم مقومات المستقبل، وعاملاً أساسياً في استراتيجية 2030. وأضاف أن المشكلة في بعض المدارس أنها تسيّر باصاً واحداً إلى مناطق متفرقة، وبعيدة عن بعضها البعض، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً لتجميع الطلاب، والوقت نفسه لتوصيلهم إلى منازلهم. مطالباً باتخاذ إجراءات مشددة تضمن قيام كل مدرسة بتوفير عدد كافٍ من السيارات، بحيث يكون لكل التجمعات السكنية القريبة من بعضها باص محدد، لا يخرج عن هذه المنطقة التي تحددها وزارة التعليم، وأن يكون لكل باص عدد محدد من الطلاب، ومشرف أو مشرفة مع السائق، تكون مدربة بشكل علمي، وقادرة على التعامل مع الطلاب بالمراحل الدراسية المختلفة. أيمن الهادي: الحافلات الخاصة تهدد حياة أبنائنا اقترح أيمن الهادي -ولي أمر طالب- تنظيم دورات تدريبية شاملة للمشرفين والمشرفات بالباصات، تضمن كيفية التعامل مع الأطفال خلال الرحلة من المنزل إلى المدرسة والعكس، والإسعافات الأولية التي قد يحتاج إليها التلميذ في حالة تعرضه لأي مكروه صحي. وأضاف أن رحلة الباص من المنزل إلى المدرسة تستغرق أكثر من الساعتين، مشيراً إلى أن الباص يأتي إلى الأولاد في تمام الخامسة، ويصل إلى المدرسة في السابعة والنصف، بعد أن يمر على كل الطلاب بالمناطق المختلفة البعيدة والقريبة. وتابع قائلاً: الطلاب يستيقظون مع صلاة الفجر ثم يتوجهون إلى المدرسة، وفي العودة تستغرق الرحلة أيضاً ما يقرب من ساعتين ونصف، ويكون الأولاد في حالة إعياء شديد، كل ما يفعلونه هو الأكل والصلاة ثم النوم، استعداداً لليوم التالي. ولفت إلى انتشار «الباصات الخاصة» لنقل الطلاب -والتي تشكل خطراً كبيراً على الأبناء وعلى العملية التعليمية، خاصة أنها باصات وسيارات غير مرخصة- يشير إلى وجود خلل في إدارة الباصات المدرسية بعدد من المدارس، مطالباً بضرورة تدخل وزارة التعليم والتعليم العالي، ووضع ضوابط للمدارس. أشرف المصري: حافلات صغيرة بالمدارس الخاصة والجاليات قال السيد أشرف المصري ولي أمر إن بعض الباصات المدرسية تتكدس بالطلاب، وهي باصات صغيرة الحجم، ولا تتوافر فيها أبسط اشتراطات السلامة، مشيراً إلى أن هناك مواصفات خاصة بسلامة الباص، وتصميم أبوابه، وأرضياته التي يتوجب أن تكون ضد التزحلق ولو كانت مبللة، كما يحظر جلوس أحد الطلاب بجوار السائق، وغيره من الاشتراطات التي تفتقر إليها الكثير من الباصات، خاصة تلك التي تعتمد عليها بعض المدارس الخاصة، ومدارس الجاليات، لافتاً إلى أن الطلاب يقضون في الباص ثلث ما يقضونه في اليوم الدراسي داخل المدرسة، ويواجهون أزمة التأخير في الذهاب والإياب بسبب كثرة الطلاب، وتفرق مواقع إقامتهم بين العديد من المناطق، مؤكداً أن تمييز الباصات باللون واعتماد أعلى المواصفات الدولية يضمن سلامة الطلاب. وأضاف أن الباصات المدرسية تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للطلاب وأولياء أمورهم، مشيراً إلى أن أكثر من 95 % من أولياء الأمور يعتمدون على باصات المدرسة لنقل أبنائهم من وإلى المدرسة، منوهاً بأن باصات «كروة» مؤهلة فعلياً إلى قدر كبير جداً، ربما يواكب أحدث ما يتم تطبيقه في باصات المدارس بالدول المتقدمة، إلا أن بعض المدارس الخاصة ومدارس الجاليات تعتمد على باصات صغيرة ربما يفتقر أغلبها إلى اشتراطات السلامة، وهو ما يحتاج إلى وضع قوانين ملزمة لجميع المدارس باستخدام باصات بمواصفات معينة.;
مشاركة :