لأنهم يخافون من المرأة!

  • 8/18/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

المرأة يا سادة حضور وقيادة وعلى من يشكك في هذا ليراجع واقع حال أماكن وبيوت تغيب عنها (كبيت رحلت الأم عنه ولو في رحلة سفر مؤقت، حياة زوجية هجرتها الزوجة، سلوك أبناء لم تخلص في تربيتهم الأم، بل وحتى انظروا فارق الإبداع في مجالات العمل المختلفة)، وبعد أن نتفق لنقل إن المرأة الموجودة بإحساسها وأنفاسها وأحلامها لن يمثل لها عقر دارها منفى تألق ولن يغدو وأداً لطموحاتها ولستتمركز أمانيها على أساس واحد أن يمنحها رجل عمرها الثقة والعون والسند وأهمية الوجود و«رجل عمرها» المقصود وليها أباً كان أو زوجاً أو أخاً؛ فالمهم أن يكون ذلك الرجل الذي يفرض أهميته واحترامه ووجوده المهم في قلبها قبل حياتها فتكون كلمته مسموعة وتخضع لها رضاً وقبولاً وقناعة وإيماناً باستحقاقه لتولي زمام القيادة والسيادة ويصادق على ذلك منطقها لا وصاية قوانين بشرية ولا أنساب. المرأة بكل طاقاتها أجبرت بالأمس رجلاً عاقلاً أن يقول عنها: «وراء كل رجل عظيم امرأة» فهي بالفعل خير من يدفع الرجل من ظهر إرادته ليمضي قدماً ويحقق السبق، والمرأة أيضاً هي من أقنعت رجل اليوم ليعترف بالأفعال لا الأقوال أنها تتمم دوره، وهذا حق لكونها نصف المجتمع وتنجب النصف الآخر وتؤسسه، وهي حواء الأولى التي نزلت مع آدم الأول لعمارة الأرض يداً بيد لا أن يعمر هو وتكتفي هي بالتفرج، ولأن لكل قاعدة شواذ راح بعض أشباه الرجال يوقعون شهادات جهلهم وضعفهم وغرورهم الذي هو دليل تزعزع ثقتهم بأنفسهم وتشكك بعقولهم التي يفاخرون بتمامها زوراً وبهتاناً، هؤلاء منهم من اجتهد لتضييق الخناق على النساء وحاصر حركتها بدعوى خوفه عليها، والأيام تثبت أن الأمر خوف منها لا عليها كما يتملقون، فلو صدق لما أصر على وأدها حضوراً وكلمة وفكراً، بل كان عليه مساندتها وحمايتها بقوته ورجولته المزعومة، أما أن لا يريد لها اسماً ولا وجوداً بارزاً ولا ذكراً فهذا يؤكد أن وجودها بقربه يفقده الامتيازات وهالة الصلابة حين تغلبه بالرقة والعاطفة والجمال، وعندما تتساوى الأدوار قد تفوقه بالأداء وتحقيق النتائج فتثبت نفسها في موضع عجز هو عنه، ومن المفارقات الغريبة أن بعض الذكور ممن يسمع لرأي عقله ويقف مع زوجته لتكمل مسيرتها العلمية مثلاً فلما تصل ويحصل المرام يغدو الحدث وبالاً على حياتهما فينقلب حاله وينغص عليها حياتها لسيطرة الغيرة ومعتقدات ساذجة أنها ستشعر بالتفوق عليه أو حتى ستستغني بما صارت إليه، وعيون المتبصر ستهديه وتريه الحق، وعقله سيحدثه أن المرأة مهما علت أو تعالت تظل بحاجة قوته ودعمه، وشخصيته السوية ستحميها وتدافع عنها وتقيها حتى من زلات ضعفها، وما خلا ذلك فإن زمن شريعة الغاب وأخذ الحق بالذراع ولى وانقضى. .. المرأة بحكمتها ستقول للرجل بالإحساس والفعل إن له مكانته ووجوده المهم والأول والأكيد والفريد والأساس في حياتها، وبجملة تلك المعاني وعلى طبق من ذهب ستقدم فروض الطاعة والولاء التي توافق الأمر السماوي الذي قطعاً تؤمن به وتقره بقوامته عليها على أن لا يفهم ويطبق خارج المعنى الحقيقي للقوامة المتنافي مع الاستعباد، فالتملك والسيطرة المطلقة هي مطلب تلك الفئة المتشبثة بالفهم الخاطئ لحديث (ناقصات عقل ودين) مع أنهم بإصرارهم هذا يبرهنون ويشيرون على أنفسهم بأصابع الاتهام أنهم هم ناقصو الفقه في الدين.

مشاركة :