بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحابته والتابعين … أما بعد : من : عبد الله بن ناصر الناجم إلى : رئيس التحرير في صحيفة الأحساء نيوز ، الأخ : عبد الله السعيِّد … وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … أما بعد : (1) أحب -أولاً- أن أشكر لك ما قمت به من جهود في سبيل نشر مقالاتي في الفترة السابقة ، والتي بينت فيها كثيراً من الأمور العقدية التي يجهلها كثير من الناس ، و”مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ” ، وإن كنت أعتب عليك -مستنكراً- من تصرفك في بتر مقالي الأخير : “عاشوراء بين الاتباع والابتداع” ، وحذف جزء مهم منه ، والأمانة العلمية -التي يجب أن تكون حاضرة أمامك- تقتضي ألا تتصرف في كتابة كاتب إطلاقاً إلا بعد مراجعته واستئذانه ، خاصة إذا علمنا أن ما حدث إنما جاء من قبلك لا من قبلي ، ولو أردت عدم نشر المقال برمته لرددته -أولاً- قبل أن ينشر ، وحفظت كرامتي وكرامتك ، وكان الأجمل والأجدر -عند إرادتك فعل ما فعلته- أن تشعرني ولو برسالة أو اتصال ، وأقل الأشياء -وقد تصرفتم وحذفتم- اعتذار جميل يرد شيئاً مما وجدته عليك ، لكنك لم تفعل شيئاً من ذلك ، ولا أدري لماذا ؟!! كل هذه أخطاء متوالية وقعت فيها ، وياليت الأمر توقف على هذا ، بل بفعلك هذا -واستخدامك مقص التحريف في مقالي- أصبحت في موقف محرج عند أهل السنة وأهل البدعة ، خسرت إخوانك أهل السنة ، وجاملت الرافضة والصوفية المبتدعة واعتذرت منهم ولم تعتذر من إخوانك أهل السنة ، وتنزلت معهم وداهنتهم حتى جعلتهم في قلبك وفؤادك ، ولن يرضوا عنك -والله- ولو فعلت أكثر مما فعلت ، عفا الله عنك وأصلحك ، أهذا هو الولاء والبراء ؟!! (2) أخي رئيس التحرير : قد تابعت الردود والمداخلات على المقال سواء في الصحيفة أو على حسابك في تويتر ، ولي وقفات شرعية مهمة أرجو أن تقف عندها للتدبر والتأمل ، ثم الاستدراك ما استطعت : 1) قصدي من نشر ما نشرت النصح لعموم الناس والإعذار أمام الله والخوف من كتمان العلم ، ولا أظن يخفى عليك : • قوله تعالى : “إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُون”[البقرة:159] ، • وقوله تعالى : “فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ” [الحجر:94] . • وقوله تعالى : “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ”[الكهف:29] . • وقوله صلى الله عليه وسلم : “أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ ، وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ”[رواه أحمد (11474)] . ما كنت أريد أن أكون من الساكتين عن بيان الحق الواجب -وما أكثرهم في زمننا هذا- كنت أريد من بياني أخطاء المخالفين الرافضة والصوفية وبدعهم وضلالاتهم أن يتداركوا أمورهم ما داموا في زمن المهلة ، فالأمر لا يحتمل المجاملة أو التأخير ، فأنا لهم من الناصحين ، فلماذا أنت وهم عن هذا غافلون ؟!! • قال تعالى : “اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِير”[الشورى:47] . • وقال تعالى :”فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُون”[الروم:43] . 2) كلمة الحق -يا رئيس التحرير- شديدة مرة على المخالفين أياً كانوا ، فلا تستغربن من شجب الرافضة والصوفية واستنكارهم ، بل العقلاء منهم يدركون حقيقة ما أقول ، بل هم أنفسهم يدركون ذلك لكن لا يستطيعون أن يفصحوا به ، ولو حققت لرأيت ، وصدق الله تعالى حين يقول : “وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا”[النمل:14] . 3) التوحيد ونبذ الشرك والضلالات والبدع ، هو : عقيدتنا ومنهجنا في دولتنا المملكة العربية السعودية ، وقد قام حُكْمُها عليه ، لا مجاملة في ذلك ولا مداهنة ، وهو منهج أولياء أمورنا من لدن الإمام محمد بن سعود رحمه الله إلى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله ورعاه ، وانظر إلى مقالاته وخطاباته المحفلية -سدده الله- تجد حقيقة ما أقول لك . 4) أولئك المخالفون يكثر ويتردد عندهم مصطلح “التعايش” ، وأنه منهج بلاد الحرمين ، وأن الأحساء بلد التعايش ، فأقول : كذبوا والله ! بلد الحرمين -ومنها الأحساء- بلد الحق الواحد ، غير قابل للتعددية الدينية ولا الفكرية ولا المذهبية الباطلة ، ليس معنى التعايش -عند من يورده من أولياء أمورنا- قبول الباطل وعدم رده ، لا ، لا ، إنما معناه : من كان يعيش في البلاد السنية –كبلادنا هذه حفظها الله ، وحفظ قادتها من كل مكروه- والذي منهجها قائم على التوحيد ونبذ البدع والضلالات ، فإنه لا يحق لأحد مخالف في هذا أن يخرج شيئاً من بدعه وضلالاته على الملأ -مجاهراً بها- إن كان يريد أن يعيش في أمن وأمان ، وإلا يكون قد نقض تعايشه ، وعلى ولي الأمر أن يحاسبه ، أما أن يكون معنى التعايش اقبل ما عندي من الباطل ولا ترد علي ، ودعني وديني ، فهذا ليس من دين الإسلام في شيء ، لأن الحق واحد لا يتعدد ، فاعلم ذلك فإنه مهم ، وهو من عقيدة الولاء والبراء ، قال الله تعالى : “فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُون”[يونس:32] ، ومن قال غير ذلك فعليه أن يراجع دينه وعقيدته ويتوب إلى الله تعالى ، وإن أردت مزيداً من ذلك فانظر لمقالاتي في مدوني عن هذا الموضوع ففيها تفصيل مفيد . 5) ما أوردته في مقال من نقول عن العلماء رحمهم الله هي موثقة من كتبهم ، وهي تباع في مكتباتنا ؛ مفسوحة مصرح بها ، ومسموح بها في دولتنا ؛ دولة التوحيد والسنة ، بل هي مراجع معتمدة في جامعاتنا ، فلا أدري لماذا الاستنكار مما جاء فيها ، ولو كانوا كما يقولون : إنهم وطنيون – لقبلوا ما أقره ولي الأمر- إن كانوا يعقلون !! هذا ما أردت قوله هنا ، وأكرر شكري لك فيما بذلتموه في الفترة الماضية من نصرة للتوحيد ، وإشاعة للسنة ، واستمر على هذا ، ولا يصدنك الصادُّون ، ولا يخذلنك المخذلون ، وفقك الله ، وغفر الله لنا ولك ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . بقلم عبد الله بن ناصر بن عبد العزيز الناجم
مشاركة :