تتعرض القيادات الموالية للمخلوع صالح لاعتداءت يومية متكررة في مختلف المؤسسات الحكومية بشكل يومي من قبل شريكه في الانقلاب (الحوثي) الذي يسعى لبسط نفوذه واجتثاث من يصفهم بـ"فاسدي حزب المؤتمر".واتهم وزير الصحة في حكومة الانقلابيين الموالي للمخلوع محمد سالم بن حفيظ، الحوثيين باقتحام مكتبه إقالته وتعيين أحد أتباعهم بدلاً عنه، مهدداً بتقديم استقالته في حالة عدم ضبط المعتدين عليه ومدير مكتبه.وأفصح بن حفيظ في تصريحات نشرتها وكالة «خبر» التابعة لحزب المؤتمر عن قيام القيادي الحوثي نشوان العطاب بإشهار المسدس في وجهه أثناء محاولته دخول مكتبه في الوزارة بصنعاء، كما حاولوا اعتقاله لولا تدخل مدير مكتبه الذي أخرجه من مبنى الوزارة.غير أن مصادر إعلامية مقربة من الطرفين أوضحت أن أسباب الخلاف يعود إلى تسابق اتباع الحليفين (المخلوع، والحوثي) في الحصول على اعتماد شهري من المشاريع الصحية الممولة من منظمة الصحة العالمية وكذا منظمة اليونيسف، والمنظمات الدولية الأخرى، مبينة أن القيادات الحوثية تريد أن تكون ضمن تلك المشاريع ويرون أن المبالغ والأدوية التي يقدمونها ويبيعونها في السوق السوداء لصالحهم الشخصي حق مكفول لهما وحدهم دون القيادات الموالية للمخلوع، فيما يرى آخرون أنه يندرج تحت مسؤولياتهم.يذكر أن الخلاف بين الوزير الموالي للمخلوع والقيادات الحوثية أثناء مؤتمر طبي بحضور مندوبين منظمة الصحة العالمية كان مخصص لتقديم معونات طبية.من جهة أخرى، وجه وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب وشقيق زعيم الحوثيين يحيى بدر الدين الحوثي بتغيير مسميات عدد من المدارس منها مدرسة جمال عبدالناصر الثانوية (بنين) والتي تحتل المركز الأول في الجمهورية اليمنية، إذ وجه بتغيير اسمها إلى مدرسة حسين بدر الدين الحوثي، كما وجه باقتحام المدارس وفرض التدريس الإجباري.بدوره، سخر القيادي في حزب المؤتمر عادل الشجاع من قيام الحوثيين بدعوة اليمنيين للاحتفال بأعياد عاشوراء، قائلاً في منشور على حسابه في "فيسبوك" أمس: «إن من المخزي أن يذهب الناس للانتصار للحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتل منذ ما يقرب من 1400 سنة وأصبح بين يدي خالقه ولا ينتصرون لعشرات الآلاف من المعلمين الذين يلقنون أبناءهم العلوم والقيم التربوية».وأضاف: «إضراب المعلمين فضيحة أخرى تضاف إلى فضائح المجلس السياسي وحكومة الحوثي اللذين يتعاملان مع المعلمين بشكل خاص واليمنيين بشكل عام بثقافة الرق والاستغلال»، موضحاً أن الأمر لم يعد مرتبطا بالمرتبات فحسب بل بالعبث بالمناهج الدراسية التي امتدت إليها يد الجهل والعقل المعطل بهدف تحويل الخلاف السياسي إلى خلاف ديني.وطالب المعلمين بالاستمرار في إضرابهم واصفاً إياهم بصناع التغيير بما يملكونه من علوم إنسانية والمحرك الحقيقي لاستقرار المجتمعات والأفراد.في الوقت ذاته، اتهم نائب رئيس الوزراء اليمني عبدالعزيز جباري اليوم (الأحد) الميليشيات الحوثية بمحاولة فرض العبودية المستوردة من إيران من خلال إيقاف مسيرة التعليم والوعي الفكري والمجتمعي وتدمير مؤسساتها، مؤكداً أثناء لقائه القيادات التربوية في محافظة تعز ضرورة الابتعاد عن المناهج الطائفية التي ضمنتها الميليشيات أفكارا هدامة تقتل الإنسان وتمزق النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني.
مشاركة :