الفيلم المكسيكي «The Amazing Catfish»: معنى أن تكون فرداً ينتمي إلى عائلة

  • 8/19/2014
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من شهرة المسلسلات المكسيكية، إلا أنه نادراً ما يتم الحديث عن السينما المكسيكية، علماً أنها بدأت مع بدايات السينما في العالم: أي منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. كان عصرها الذهبي الذي أصبحت فيه مركز صناعة الأفلام في أمريكا اللاتينية هو من عام 1930 إلى عام 1960. ثم عانت لفترات لتستعيد ألقها من جديد في التسعينات حتى الآن وهي المرحلة التي يطلق عليها «السينما المكسيكية الجديدة» ومن أهم أسماء المخرجين المنتمين إلى هذه المرحلة: أرتورو ريبستيان (وهو الذي قدم اقتباساً لرواية نجيب محفوظ «بداية ونهاية» باسم (Principio y fin 1993) والمخرج ألفونسو أراو وماريا نافارو وألفونسو كوران ومؤخراً أيضاً هناك أليخاندرو غونزاليس أناريتو وكارلوس كارييرا. ويوجد حالياً ثلاثة أسماء مهمة في هوليوود لمخرجين مكسيكيين وهم: ألفونسو كوران الذي فاز فيلمه «جاذبية» بأغلب جوائز الأوسكار الفنية للعام الماضي، وأليخاندور غونزاليس أناريتو مخرج فيلم «بابل»، وجيليرمو ديل تورو الذي أخرج مؤخراً فيلم «»The Pacific Rim». يحكي فيلم «The Amazing Catfish» قصة فتاة اسمها كلوديا (زيمينا إيالا)، تعمل في سوبرماركت، حيث تقوم بالتسويق لبعض المنتجات المعروضة، وتصاب بمغص حاد يستدعي ذهابها للمستشفى، يتم إجراء عملية جراحية لها لاستئصال الزائدة الدودية، وأثناء إقامتها بالمستشفى تتعرف إلى مارثا (ليزا أوين) المصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة، بعد أن انتقل إليها المرض من زوجها، الذي توفي من جراء إصابته. في مقابل وحدة كلوديا، نرى مارثا مشغولة مع بناتها الثلاثة وولدها وهم يحاولون باستمرار مساعدة أمهم ومواجهة الحياة والتعامل مع حقيقة أنها على وشك الموت، ترى كلوديا نفسها فجأة في وسطهم، ولا تستطيع مقاومة الرغبة في البقاء معهم، خاصة مع ترحيب مارثا وحنانها تجاهها، لكنها لا تعرف كيف تتقرب منهم وهم في هذا الظرف الصعب. لا يتبع الفيلم السرد المعتاد للأفلام الأمريكية فليس هناك حدث درامي رئيسي وإنما هناك تتابع بسيط لأحداث صغيرة ومشاعر مركبة، كذلك فاللغة السينمائية للمخرجة لغة ذات حساسية خاصة فعن طريق مشاهد بسيطة خالية من الحوارات في البداية أسست لحالة بطلة فيلمها النفسية، فنشاهد لعدة دقائق كلوديا في حياتها اليومية، ولكن بطريقة غير مباشرة نشعر بوحدتها، مثل المشهد الذي تتناول فيه الحليب مع حبوب الإفطار ذات الحلقات الملونة ثم تأخذ بعض حبوب الإفطار ذات اللون البنفسجي وتضعها معاً، في البداية لا يبدو المشهد مفهوماً، ولكن يتضح معناه فيما بعد ليكشف رغبتها الجارفة في أن تكون جزءا من مجموع. أما أهم مشاهد الفيلم فهي تلك التي تترك فيها كلوديا على عجل لأن أفراد الأسرة يركضون باتجاه أمهم وتبقى وحيدة لثوان لا تعرف ماذا تفعل. التركيز في هذه المشاهد في كل مرة يكشف مأزق كلوديا، فبعد كل محاولاتها لأن تكون فرداً من العائلة، يأتي هذا المشهد ليذكرنا بأنها تحسب دخيله على هذه العائلة ما يحسب للمخرجة أن الفيلم يتناول المرض والموت والرغبة في الانتماء بشكل غير تراجيدي ومن دون أي افتعال أو استعراض بل بكل بساطة وبأداء مقنع من جميع أفراد طاقم التمثيل. ولا بد من الإشارة إلى موسيقى الفيلم المميزة التي أعطت لمسة من الحزن بلا إغراق فيه وإلى نهايته المؤثرة وغير التقليدية. «The Amazing Catfish» هو فيلم بسيط وجميل وإنساني وواعد لمخرجته وكاتبته كلوديا سانت-لوسي في عملها الأول، وقد شارك الفيلم في عدة مهرجانات وحاز على عدة جوائز أهمها جائزة النقاد الدوليين «جائزة فيبريسكي» -»برنامج ديسكفري»- في مهرجان تورنتو الدولي الماضي.

مشاركة :