استمرت في الأيام الأخيرة التعليقات المنتقدة لقطر التي استمرت في مغامراتها المجنونة حتى على الصعيد الرياضي، بعدما أجرت مؤخراً قرعة كأس الخليج الثالثة والعشرين لكرة القدم، في ظل غياب ممثلي الإمارات والسعودية والبحرين، لتهدد بتصرفها «الطفولي» هذا مصير البطولة التاريخية لأبناء الخليج، والتي انطلقت لأول مرة عام 1970.وكانت اتحادات الإمارات والسعودية والبحرين لكرة القدم قد طالبت الاتحاد الخليجي الذي يرأسه القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ومقره الدوحة بتأجيل النسخة الحالية بسبب عدم رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، ما يحرم الكرة الخليجية من منتخب عريق سبق وحقق الفوز بلقب البطولة 10 مرات خلال السنوات الماضية، هذا عدا أن الاتحادات الخليجية الثلاثة أكدت تمسكها بالتأجيل لمزيد من التشاور، وأنها تتمسك بإقامة البطولة في الكويت صاحبة حق الاستضافة، وفق الترتيب الأبجدي، مع بذل الجهد مع الأشقاء بالكويت من أجل رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية، تمهيداً لعودتها إلى مختلف البطولات القارية والدولية ومن بينها بطولة الخليج.لكن قطر بدلاً من التروي والحكمة تسرعت كعاداتها في كل المواقف وسارعت في إقامة القرعة، بغياب ممثلي الإمارات والسعودية والبحرين، كما قررت إقامة البطولة بمن حضر، في حال انسحبت منتخبات الدول المقاطعة للدوحة ونظامها، وهو ما عد تحدياً كبيراً، كون الاتحاد الخليجي لكرة القدم يمثل كل دول الخليج، وليس قطر ليتخذ قرارات بهذه الأهمية بكثير من الحدة، ضارباً عرض الحائط وجهة نظر الآخرين، الذين يمثلون مع كرة الكويت الممنوعة من المشاركة بقرار من الاتحاد الدولي «فيفا» الثقل الأكبر في كأس الخليج ماضيا وحاضرا ومستقبلا.وقد أثار القرار القطري منذ القرعة التي أجريت في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي غضب المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب بعضهم تغريدات عبر «تويتر» تلخص حال قطر ونظامها بتهوره واتخاذ القرارات الغريبة التي تبعد بين شعوب الخليج، التي تعد كأس الخليج بطولتهم الخاصة، ويحملون لها الكثير من الود والذكريات وتمثل جزءا من تاريخهم الرياضي وحاضرهم ومستقبلهم.وكتب خالد قاضي الإعلامي السعودي المعروف: «آخر نكتة رياضية لا تفوتك.. اتحاد الكرة القطري (يستهبل) ويجري قرعة كأس الخليج قبل قليل.. فعلاً اللي يستحوا ماتوا».أما خلود من السعودية فكتبت «مو كانوا يقولون يبون يخرجون من مجلس التعاون، كيف يسوون قرعة وينظمون كأس الخليج؟»، قبل أن تجيب إن «السر في جليب الحمير».وكتب مغرد آخر «نقولها بكل أسف لشعب الخليج، وداعاً يا بطولات كأس الخليج لقد أفسدوا السياسة والرياضة وكل شيء».وكتب السعودي حسين العلي لقطر مستهزئاً منها ومفتخراً بتأهل منتخب السعودية إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا «عنا كأس العالم ماحنا فاضيين لكم».وعلق الصحفي الإماراتي المعروف محمد الجوكر على إجراء القرعة انه «لا يمكن قيام بطولة بغياب 3 منتخبات رئيسية هي الإمارات والسعودية والبحرين، إضافة إلى إيقاف الكويت، قطر عقدت اجتماعاً وأجرت القرعة بمن حضر، كأس الخليج منذ 47 عاما تمثل إرثاً كبيراً في الخليج».وأنهى الجوكر حديثه بأن القرعة التي أجرتها قطر هي عبارة عن «شو» إعلامي.وكانت القرعة التي نظمتها قطر شهدت عدة أخطاء فادحة منها طباعة علم اليمن مقلوباً في الورقة التي توضع داخل الكرات لسحبها خلال القرعة، حيث ظهر علم اليمن بشكل خاطئ، الأسود تحته الأبيض ثم الأحمر.ووجد الأمر غضباً كبيراً من قبل المغردين اليمنيين، حيث أكد بعضهم أن الأمر ليس غريباً على الدوحة التي قامت بالفعل خلال «عاصفة الحزم» بتصرفات ضد اليمن كدولة وشعب، كما انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي اتحاد الكرة اليمني على سكوته وعدم إظهار جديته في التصحيح أو محاولة معالجة الخطأ.وقال آخرون إن «الأمر يعد إساءة رسمية قطرية لليمن»، في حين قال آخرون إنه «تعبير من قطر جراء الهزيمة التي منيت بها قطر أمام منتخب اليمن للناشئين حين تعرضت لهزيمة ساحقة وبنتيجة ستة أهداف لصفر في تصفيات كأس آسيا للناشئين». كما كان الغضب في الكويت عارما، حيث تم إقامة سحب القرعة بغياب الكويت، كما لم يتم وضع العلم الكويتي بل علم اللجنة المنظمة كون الكويت معاقبة رياضياً من قبل اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».ويرى مغردون أن بطولة كأس الخليج لا تعد كذلك بغياب الكويت التي تعد ملحها والأكثر فوزاً بألقابها، وهذا ما طالبت به الإمارات والسعودية والبحرين، لكن قطر كعاداتها تتصرف دائما بما يسيء لجيرانها.
مشاركة :