قال كتاب ومحللون سياسيون بحرينيون بأن وعي الشعوب يقف كحائط صد أمام قناة الجزيرة والتي لن تعود كما كانت بالسابق، فلا عزاء لها، بهذه النهاية التي اختارتها لنفسها. وأضاف المحللون في تصريحاتهم لـ«البيان» إن الأزمة التي صنعتها عصابة الحمدين تدق باستمرار إسفين الفرقة بين قطر ودول مجلس التعاون، إذ لا يبدو بعد أن لحكومة قطر مايكفي من الشجاعة حتى تعترف بالارتكابات السياسية والموبقات الأخلاقية والجرائم الإرهابية التي ارتكبتها ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب التي أخذت قرار مقاطعتها اضطراراً. حقيقة الجزيرة ويقول الكاتب الصحافي سعيد الحمد بأن «الجزيرة وإن تسللت يوماً بقناع فقد سقط هذا القناع عن القناع، وظهر وجه الجزيرة الشائن والمشين، وشاهت وجوه مذيعين ومقدمين لبرامجها، من يسري فودة مروراً بأحمد منصور وفيصل القاسم، وصولاً إلى خديجة بن قنة، التي مازلنا نتذكر كيف اختار يوسف القرضاوي أن يبعث لها برقية تهنئة خاصة قبل سنوات مضت، حين وضعت الحجاب، وكأنها أول امرأة تتحجب في الإسلام لتستحق تهنئة». ويضيف الحمد: «قناة الجزيرة اليوم بوضع لا تحسد عليه، وكما السفينة حين تغرق يتقافز منها المتقافزون، فقد قفز من الجزيرة مذيعون ومذيعات ومعدون ومراسلون لم يعلن تفصيلاً عن أسمائهم وأعدادهم، وبدأ البعض منهم بتحويل مدخراته إلى بنوك في الخارج، كما تواترت أنباء وتسربت معلومات». ويردف: «بكل الأحوال لن تعود الجزيرة كما كانت، وهذه حقيقة إعلامية لا يمكن أن يتجاهلها إعلامي محترف ومهني، فبعد أن جرى لها ما جرى وبعد أن مرت مياه كثيرة من تحتها وانكشف ما انكشف من أمرها لن تعود كسابق العهد بها ولن يمر شعارها (الرأي والرأي الآخر )». ويضيف: «لن تستطيع قناة عزمي بشارة التي تبث من لندن أن تحل محلها وأن تقوم بدورها، فهي قناة ولدت ميتة واحترقت إعلامياً وجماهيرياً بسبب من عزمي نفسه الذي احترقت أوراقه هو الآخر ومصيبته انه مازال يناور لأسباب لا تخفى على اللبيب بل على الجميع، فلا عزاء للجزيرة فقد اختارت هكذا نهاية تستحقها». إسفين الفرقة من جهته، يرى المحلل السياسي عثمان الماجد بأن هذه الأزمة والتي صنعتها عصابة الحمدين تتعقد يوماً بعد يوم، وتدق إسفين الفرقة ساعة إثر ساعة بين دولة قطر من جهة ودول مجلس التعاون من الجهة الأخرى، إذ لا يبدو بعد أن لدى هذه الدولة مايكفي من الشجاعة حتى تعترف بالارتكابات السياسية والموبقات الأخلاقية والجرائم الإرهابية التي ارتكبتها ضد الدول الأربع التي أخذت قرار مقاطعتها اضطراراً. وأضاف: «لهذا تجد القيادة السياسية في قطر حتى يومنا هذا تتلاهى وتلهي شعبها بالأمور التي لا تتصل بجوهر الأزمة وتسعى جاهدة إلى أن تزيف الحقائق بإيهام الأشقاء في قطر بغزو سعودي بحريني إماراتي وشيك تجندت له باقتناء أحدث الأسلحة والطائرات وباستجلاب انكشاريين بحجة حماية الشعب القطري من جيرانه وأشقائه». وأوضح الماجد أن قطر أطلقت العنان لعصابة الإخوان المعششة في قناة الجزيرة لتتابع عبثها الإعلامي ومهمتها التخريبية القائمة على نشر سموم الفتنة والفرقة في كل الاتجاهات متلاعبة في أثناء كل ذلك بعواطف الشعب القطري عسى أن تنجح في سلخه عن نسيجه الطبيعي الممتد في أعمق أعماق المجتمعات الخليجية، لافتاً إلى أن المثير للسخرية بحق هي الأنباء التي أذيعت حول قرب التوصل إلى إعلان الكشف عن المسؤول عن اختراق وكالة الأنباء القطرية بعد أن دخلنا في المئة يوم الثانية من عمر هذه الأزمة، وكأنّ السبب في كل ما جرى محمول على عملية الاختراق تلك. وعلى الرغم من أن عمليات اختراق المواقع الالكترونية مجرمة دولياً إلا أنها بالنسبة إلى ما جرى من وقائع في أزمة الإرهاب القطري ليست، في كل الأحوال، أكثر إجراماً من عوافير المؤامرات وسيل العمليات الإرهابية التي تقودها دولة قطر ضد الدول الأربع«. لعبة أخطبوطية في الأثناء، أكد الكاتب الصحافي يوسف الحمد انكشاف أوراق اللعبة الإعلامية الاخطبوطية التي تمثلت بشكل أكثر وضوحاً وفضحاً في قناة الجزيرة التي دشنتها حكومة قطر من أجل إثارة البلبلة السياسية في المنطقة وخاصة في دول الجوار والصديقة لها، وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية في المنطقة، وتسهيل أمور الإرهابيين والإنقلابيين عبر ضخها معلومات منافية للحقيقة ومدسوسة ومسمومة بامتياز». ويتابع الحمدان«الغرض بنهاية الأمر هو توطين الإرهاب في المنطقة وجعله شعاراً لها يتماهى والشعارات الإعلامية والإرهابية المدعومة والممولة من الدول المصدرة للإرهاب والمتعاونة معها، مجسدة بشكل فاقع وصارخ في قناة (العالم) الايرانية، و(المنار) التابعة لحزب الله الإرهابي في لبنان، والقنوات الأخرى التابعة لمنظمات وحركات وأحزاب إرهابية في مختلف دول العالم».
مشاركة :