افتتحت قيادات رسمية في محافظة المنيا (جنوب مصر) مساء أمس كنيسة بني مزار التي دمرتها عناصر من جماعة «الإخوان المسلمين» المصنفة في مصر إرهابية، عام 2013 ضمن سلسلة من عمليات انتقامية للتنظيم استهدفت 17 مؤسسة قبطية في المحافظة عقب فض اعتصام الجماعة في رابعة العدوية، قبل أن تتحول عمليات استهداف أقباط المنيا إلى نشاط ملحوظ لتنظيم «داعش» الإرهابي. ويأتي افتتاح الكنيسة، التي أعادت إعمارها الهيئة الهندسية في القوات المسلحة المصرية، رسالة دعم لأقباط المحافظة التي تسجل عدداً ملحوظاً من أحداث طائفية. وشارك في الافتتاح محافظ المنيا عصام البديوي ورئيس الطائفة الإنجيلية في مصر القس أندريه زكي، وممثل عن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وتعد محافظة المنيا إحدى محافظات ثلاث (قنا والمنيا والأقصر) حاول تنظيم «داعش» التمركز في دروبها الجبلية في الظهير الصحراوي الغربي، ضمن ما عرف بخلية «داعش الصعيد» التي استطاعت قوات الأمن المصري تفتيت مركزها في جبل أبو تشت في قنا، واعتقلت 34 متهماً منهم، فيما لا يزال البحث جارياً عن 15 فاراً، من ضمنهم قائد الخلية عمرو سعد الذي رجحت مصادر أمنية لـ «الحياة» اختباءه داخل الدروب الصحراوية في إحدى محافظتي المنيا وقنا. وتبنى «داعش» في أيار (مايو) الماضي الهجوم على حافلة تقل عدداً من الأقباط خلال توجهها إلى أحد الأديرة في الصحراء الغربية للصلاة، ما أسفر عن مقتل 29 شخصاً، بينهم أطفال وإصابة 24 آخرين. كما شهدت المحافظة في السابق أحداثاً طائفية عدة بين مسلمين وأقباط عادة ما تنشب على أسباب مجتمعية سرعان ما تتطور إلى أحداث طائفية تتضمن الهجوم على الكنائس والمساجد. وفي مؤشر إيجابي، تمخضت اجتماعات رفيعة المستوى داخل المحافظة، ضمت مسؤولين وبرلمانيين وقيادات مجتمعية، عن التعاون بين جمعية الشبان المسلمين وأخرى تحمل اسم الشبان المسيحيين في مشاريع تنموية واحدة لإعمار قرى يسكنها مسلمون ومسيحيون في المحافظة. وتم اللقاء قبل أيام بين قيادات الجمعيتين بحضور محافظ المنيا، ومدير أمن المحافظة اللواء ممدوح عبدالمنصف وبعض النواب، واستهدف بجانب الاندماج مشاريع تنموية فكرية مشتركة وإطلاق برامج للتوعية بمخاطر الإرهاب وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب عن الديانتين الإسلامية والمسيحية، وعقد لقاءات دورية لأعضاء الجمعيتين والفروع التابعة لهما في مراكز ومدن محافظة المنيا، بما يشير إلى توجه أجهزة الدولة نحو تجفيف منابع التطرف في المحافظة. وناشد محافظ المنيا الجمعيتين «بذل مزيد من الجهد لتنفيذ تلك الاتفاقية في قرى المحافظة كافة»، مشدداً على دور رجال الدين في المساجد والكنائس للدفع نحو إنهاء الطائفية ومواجهة التعصب، وذلك بمشاركة الأحزاب والنواب ورجال الفكر والثقافة والفن. ولفت المحافظ إلى أن لجنة تنمية جنوب الوادي ستبدأ برنامجها المقترح لتنمية ثلاث قرى وهي «دلجا، والكرم، ودير أبو حنس» بمشاركة مؤسسات متنوعة ما بين إسلامية وقبطية، وإحداث تنمية فكرية وثقافية وشبابية ورياضية واقتصادية.
مشاركة :