بدأت كولومبيا اليوم (الأحد) مرحلة جديدة على طريق السلام، إذ دخلت أول هدنة في تاريخها مع جماعة «جيش التحرير الوطني» المتمردة حيز التنفيذ منتصف ليل السبت - الأحد. وكان الاتفاق على وقف القتال هذا أبرم في الرابع من أيلول (سبتمر) الماضي في إطار مفاوضات السلام في كيتو عاصمة الأكوادور المجاورة، لإنهاء أقدم نزاع في القارة الأميركية، لكنه سيستمر حتى التاسع من كانون الثاني (يناير) المقبل ويمكن تمديده. إلا أن هذه الهدنة ترتدي طابعاً رمزياً كبيراً لأن حركة التمرد هذه رفضت أي وقف لإطلاق النار منذ بدئها عام 1964. ويأتي وقف اطلاق النار مع «جيش التحرير الوطني» بعد عملية مماثلة جرت مع «القوات الثورية المسلحة الكولومبية» (فارك)، وشملت وقف المعارك ونزع سلاح أكبر حركة تمرد في البلاد تضم في صفوفها سبعة آلاف مقاتل وتحولت اليوم الى حزب سياسي قانوني. وضاعفت حركة «جيش التحرير الوطني» في الأشهر الأخيرة العمليات ضد الجيش والشرطة ومنشآت نفطية، ما تسبب بتلوث في البلاد. وقال وزير الدفاع لويس كارلوس فييغاس ان 47 من افراد قوات النظام قتلوا او جرحوا منذ كانون الثاني (يناير) الماضي. وأمر القائد الأعلى لحركة التمرد نيكولاس رودريغيز الجمعة الماضي باحترام الهدنة اعتباراً من منتصف ليل السبت - الأحد، وقال في تسجيل مصور على حساب حركته في «يوتيوب»: «آمر القوات كافة على كل الأراضي الوطنية وقف النشاطات الهجومية من اجل الاحترام الكامل لوقف اطلاق النار الثنائي». وستتحقق لجنة تضم ممثلين عن الأمم المتحدة والحكومة والمتمردين والكنيسة الكاثوليكية من وقف اطلاق النار. وبعد الاتفاق التاريخي الذي وقع في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 مع «القوات المسلحة الثورية الكولومبية»، يأمل الرئيس خوان مانويل سانتوس الذي يغادر السلطة في آب (أغسطس) 2018 بالتوصل الى سلام كامل في بلده، الذي مزقه نزاع أسفر عن سقوط 260 ألف قتيل وفقدان أكثر من ستين ألف شخص وتهجير سبعة ملايين آخرين.
مشاركة :