مكان تواجد الطفلين أحمد و عبد الله في سوريا 08-19-2014 04:57 AM متابعات منى مجدى(ضوء):رجحت مصادراحتمالية أن يكون الطفلان (عبدالله وأحمد) اللذان هرب بهما والدهما إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي متواجدين في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، وهي منطقة شبه صحراوية تقع على الحدود الشرقية وتتميز بتضاريس مختلفة عن باقي المواقع. وعززت المصادر وفقا لصحيفة الرياض هذه الاحتمالية إلى ثلاثة أسباب أولها لكثرة ظهور الشخص الذي ظهرت صورته مع الطفلين في مواقع تشابه طبيعتها الجغرافية لطبيعة المنطقة الواقعة شرقي الأراضي السورية على حدودها مع العراق من جهة الغرب في عدد من الصور والمقاطع، والسبب الثاني لوجود مواقع عديدة هناك واقعة تحت سيطرة داعش التي انضم والد الطفلين إليها للقتال في صفوفها، والثالث لقرب هذه المواقع من الحدود مع تركيا التي يرجح أن يكون والدهما قد نجح في التسلل عبرها إلى داخل الأراضي السورية ولصعوبة التوغل خلال أيام قليلة إلى عمق الأراضي السورية في ظل المعارك الدائرة هناك، حيث يتوقع أن يكون الطفلان قد قطعا مع والدهما مسافات طويلة سيراً على الأقدام أو بسيارة بعد عبورهما الحدود الجنوبية لتركيا إلى المناطق المتاخمة لحدودها مع سوريا من جهة الشرق، وهي المناطق التي عادة ما يظهر فيها بعض عناصرداعش الذين كانوا في استقبالهم، ولا يستبعد أن يكون الطفلان قد تنقلا فيما بعد بين مواقع عديدة يسيطر عليها التنظيم الإرهابي الذي يحكم سيطرته على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد، كما يسيطر على مدينة الرقة بشكل كامل وعلى معظم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور شرقي سوريا والممتد على مسافة 130 كم حتى الحدود العراقية، وأغلب البلدات والمدن الكبيرة والإستراتيجية في دير الزور، ويسيطر كذلك على مدينة البوكمال شرقي البلاد والحدودية مع العراق. وكانت السلطات التركية قد قطعت التكهنات التي ظهرت خلال الأيام الماضية حول احتمالية وجود الطفلين في اليمن بعد ظهورهما مع شخص بزي يمني، حيث أثبتت مؤخراً أنهما دخلا إلى تركيا بشكل رسمي مع والدهما يوم 29 يوليو والذي يوافق ثاني أيام عيد الفطر، وهو نفس ما ذكره والد الطفلين لأسرته، إلا أن السلطات التركية لم تسجل لهم أي خروج رسمي من البلاد، الأمر الذي يرجح نجاحهم في التسلل إلى الأراضي السورية بطريقة غير رسمية. كما أكدت معلومات أخرى إلى أن عناصر من داعش تتواجد داخل الأراضي السورية كانت على علم بوصول الطفلين مع والدهما قبل أيام من دخولهم إلى البلاد، حيث ألمح بعض هذه العناصر إلى ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل وصولهم، وقامت بعد وصولهم بنشر صور الطفلين تأكيداً على ذلك، مما يعزز أن إرهابيي داعش كانوا على تواصل مع والد الطفلين إما مباشرة أو عن طريق وسيط لتسهيل عبورهم للحدود التركية وتحديد مواقعهم لسرعة وصولهم إلى مناطق التنظيم الإرهابي. أنشودة هذا وأثارت أنشودة أطلقها مسلحون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وتحمل عنوان «يا عاصب الرأس وينك»، حفيظة مجموعات شبابية سعودية ردت على هذه الأنشودة المعروفة محلياً بـ «الشيلة». وهي قصيدة عامية مُغناة، كانت تثير حماسة المشاركين في القتال، إلا أنها تحولت في ما بعد إلى مساجلة بين منشدي التنظيم وتجمعات شبابية رافضة لهذا الفكر. وتتحدث «الشيلة» عن استنهاض المقاتلين الذين يعصبون رؤوسهم بقطعة قماشية في الغالب تحمل اللون الأسود، وهي على شكل عمامة صغيرة مستوحاة من الزي الأفغاني. وانتقلت عبر المقاتلين المشاركين في الحروب الدائرة في أفغانستان والشيشان، وتحولت إلى زي عسكري خاص بهذه التنظيمات، وباتت علامة للرجولة والقوة وفق القصائد التي تصفها ويتغنى بها المقاتلون. وجوبهت «الشيلة» بردود كثيرة من شبان صوروا أنفسهم ونشروا مشاهد الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتظهر تلك المشاهد رفضاً لفكر «داعش» الذي يحاول جذب المزيد من الشبان المقاتلين إلى صفوفه، من خلال التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر» و»فايسبوك» و»يوتيوب». كما سجل شبان ينتمون إلى قبائل سعودية عدة رفضهم لهذه القصيدة، ونشروا مقاطع في موقع «يوتيوب»، ومن بينهم شبان قبيلة حرب، وآخرون ينتمون إلى العقالية من مطير وشبان شمر، وغيرهم ممن حولوا «الشيلة» إلى ساحة ردود لا تتوقف، وتتناقل عبر الهواتف النقالة ليحولها بعضهم إلى نغمات رنين. وحسبما أوردت صحيفة الحياة أكد شبان شاركوا في تصوير «الشيلات» المضادة لقصيدة «داعش»، أنهم يجابهون التنظيمات الإرهابية بأسلحتها التقنية ذاتها. وأشعلت هذه «الشيلة» ردود فعل واسعة بين الشبان السعوديين الذين عبر كثير منهم من خلال التعليقات على المقاطع، عن رفضه «الإغراءات الكاذبة لهذه المجموعات»، مؤكدين أن «الردود عليها أقوى بكثير من «شيلة داعش»، التي لم تنجح في إثبات وجودها، أمام العصف القوي الذي لاقاها». واجتمعت الردود على الوزن والقافية والموسيقى ذاتها. ويبدأ الرد بإنشاد صاحب «الشيلة» في وسط مجموعة من الشبان، الذين يتولون دور «الكورس» برد بيت واحد فقط يتكرر طوال سرد القصيدة، وتظهر بعض ردود الشبان مناهضي أفكار «داعش» سرعة البديهة، وتحولت إلى مقاطع فيديو متداولة في هواتف الشباب. واعتبر الشاب سمير منصور، هذه القصائد «رداً على من يتهم الشاب السعودي بالميل الى التنظيمات الإرهابية»، مستدركاً: «لا يمكن إنكار أن هناك مجموعة من الشبان المتعاطفين مع التنظيم، ولكنهم مغرر بهم وتحولوا مقاتلين مغسولي الأدمغة، وهم لا يمثلون الشريحة الأكبر من الشبان السعوديين». ولم تقتصر الردود على «شبان الاستراحات أو البر» كما يحلو لبعضهم تسميتهم، بل تعدت لتصل إلى شعراء معروفين وأئمة مساجد من بينهم الشيخ سراج الزهراني، وهو إمام وخطيب مسجد الأميرة الجوهرة بنت سعود الكبير في الرياض، الذي تطرق في قصيدته إلى الأحكام المخالفة للإسلام التي يقيمها التنظيم على المسلمين في سورية والعراق، واستعار اللازمة التي يقوم الشباب بترديدها، وهي اللازمة ذاتها التي يرددها منشدو التنظيم في قصيدتهم الأصلية، ما دفع متابعين ومغردين إلى المطالبة بوجوب تغييرها، «حتى لا تتوافق مع شيلة «داعش». وظهرت مطالبات بإعادة تسجيل وتوزيع هذه الردود، ونشرها عبر وسائل الإعلام، لما تحمله من «مضامين مؤثرة في نفوس الشبان، وكي لا تتحول هذه القصائد ثورة وسرعان ما تغدو من الذكرى»، وفق قول فهد اليامي، موضحاً أن «كل ظاهرة تخرج تبقى متوهجة حتى يصيبها الملل فتختفي، ونشاط الشباب الآن المتوجه للرد المباشر على التنظيمات الإرهابية بالوسائل الحديثة المتاحة يحتاج إلى مساندة من وزارة الإعلام». وقال: «لم يعد الشباب ينتظرون رجال الدين أو غيرهم ليوجهوهم، أو يقولوا لهم افعلوا أو لا تفعلوا، بل أصبحت المبادرة في أيديهم، وشعرت بفرح كبير عندما رأيت شباناً يرفضون دعوة الجهاد المزيف». وحرص تنظيم «داعش» على استهداف الشباب السعودي واستقطابه إلى مناطق التوتر والقتال التي يسيطر عليها، وذلك لاعتقاده، وفق متابعين، أن «الشاب السعودي سيكون مفتاحاً لاستقطاب شباب آخرين من دول عربية أخرى، فإلى جانب مخاطبة الشباب عبر العزف على وتر الرغبة في تكفير الذنوب والذهاب بالطريق الأسرع والمختصر الى الجنة، والاجتماع بالحور العين، لذا يكون أقصر الطرق للتوبة والحصول على كل هذه المغريات الجهاد فقط». وعلى رغم دعوة التنظيم إلى إقامة دولة إسلامية مزعومة ترجع الحياة الى عصر الخلفاء الراشدين في لباسها وسلوكها وطريقة عيشها، إلا أن شبكة الإنترنت، والإعلام مستثنيان من الإبادة، بل ويعدان وسيلة ناجحة للوصول الى الشباب وبأقصر جهد، وكان لغزوات «تويتر» و»فايسبوك» ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، أثر وحراك ملحوظ ومؤثر. وجد التنــظيم نفسه عالقاً أمام حملات رفض من شبان على شبكة الإنترنت، الذين بدأوا حرباً إلكترونية غير مباشرة مع التنظيم. وبات تناقل صور ومشاهد الإعدام والإبادة التي ينشط تنظيم «داعش» في تصويرها ونشرها لبث الرعب والخوف لدى الناس، وسيلة لتأليب الرأي العام ضد هذا التنظيم، وعلى ما يبدو وجد «داعش» نفسه في مأزق أمام الحملات الشبابية المتواصلة ضده. 0 | 0 | 2
مشاركة :