أعلنت حكومة كاتالونيا الاثنين أن 90% من الذين صوتوا في الاستفتاء الأحد اختاروا الانفصال عن إسبانيا، في حين رفض رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي النتيجة معتبرا أن الاستفتاء "لم يحدث". قال رئيس اقليم كاتالونيا كارلس بيغديمونت في برشلونة إن الكاتالونيين كسبوا الحق بأن تكون لهم دولة مستقلة بعد نزول "الملايين" منهم للمشاركة باستفتاء على استقلالهم حظرته الحكومة المركزية الإسبانية. وأضاف بيغدمونت "يا مواطني كاتالونيا، لقد كسبنا الحق بأن تكون لدينا دولة مستقلة على شكل جمهورية". ودعا بيغدمونت الاتحاد الأوروبي إلى الانخراط بشكل مباشر في النزاع بين إقليم كاتالونيا والدولة الإسبانية، قائلا "نحن مواطنون أوروبيون ونعاني من انتهاكات لحقوقنا وحرياتنا". غير أن نسبة المشاركة في الاستفتاء لم تتعد في حقيقة الأمر مليوني ناخب من مجموع 5,3 مليون. وكان الرافضون لإجراء الاستفتاء من سكان كاتالونيا قد أعلنوا في وقت سابق عن قرارهم عدم التصويت في استفتاء وصفته المحكمة الدستورية العليا للبلاد بـ"غير الدستوري". إلى ذلك أدلى ناخبون بأصواتهم أكثر من مرة وذلك بعد أن صادرت الشرطة الإسبانية صناديق الاقتراع في أكثر من 319 مكتب تصويت، بحسب السلطة المحلية. كما أن حكومة كاتالونيا صرحت صباح الأحد أنه بإمكان الناخبين التصويت في أي مركز. في المقابل، شدد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي على أن دولة القانون فرضت نفسها في كاتالونيا من خلال منع تنظيم الاستفتاء. وبينما كانت عملية فرز الأصوات قد بدأت، قال راخوي في كلمة متلفزة "اليوم لم يكن هناك استفتاء تقرير مصير في كاتالونيا. دولة القانون تبقى قائمة بكل قوتها". مطالبات باستقالة راخوي وواجهت الشرطة انتقادات عنيفة من قبل القوى السياسية الإسبانية حتى من خارج إقليم كاتالونيا، بسبب العنف المفرط الذي استخدمته ضد الناخبين اليوم الأحد. غير أن راخوي دافع بقوة عن قوات الأمن مشددا أنها "قامت بواجبها" في كاتالونيا "واحترمت تفويض القضاء" الذي حظر استفتاء تقرير المصير الذي نظمه القادة الداعون للانفصال. واستخدمت الشرطة الإسبانية الهراوات والرصاص المطاطي لمحاولة منع إجراء الاستفتاء، وسط تبادل برشلونة ومدريد المسؤولية عن ذلك. وأعلنت حكومة إقليم كاتالونيا أن أكثر من 844 شخصا "احتاجوا لعناية طبية" بعد تدخل شرطة مكافحة الشغب، من دون توضيح عدد الذين غادروا المستشفيات وعدد الذين ما زالوا يتلقون العلاج. وبثت قناة تي في3 الكاتالونية طوال النهار مشاهد لمواجهات بين شرطيين ومتظاهرين قرب مكاتب التصويت، بينما أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية إصابة 33 من عناصر الأمن. وعلى خلفية العنف الذي مارسته الشرطة، وصفت رئيسة بلدية برشلونة ادا كولو، وهي من معارضي استقلال كاتالونيا، راخوي بـ"الجبان" ودعته الى التنحي عن السلطة. وقالت في تصريحات صحافية إن راخوي "تخطى كل الحدود (..) إنه جبان وليس بمستوى رجل دولة (..) وبالتالي ماريانو راخوي يجب أن يستقيل". ومن شأن استقلال كاتالونيا التي تمثل نحو 19 بالمئة من الناتج الإجمالي لإسبانيا و16 بالمئة من سكانها، أن تكون له عواقب لا تحصى. وفي برشلونة حملت الشرطة على مئات المتظاهرين الذين قطعوا الطريق أمامها وهي تحمل صناديق اقتراع مصادرة، وأطلقت الرصاص المطاطي، بحسب شهود. ح.ز / و.ب (أ.ف.ب)
مشاركة :