إضافة خامسة وأخيرة وبالقدر والأهمية التي توليها المملكة لتطوير العلاقات الثنائية مع روسيا في جميع المجالات، لا تُغفل اهتمامها بأكثر من 20 مليون مسلم روسي، إذ تحرص دائماً على رعاية الحجاج الروس إلى الأماكن المقدسة الذين يبلغ عددهم سنويًا ما بين 16- 20 ألف حاج روسي، إضافة إلى آلاف المعتمرين على مدار العام. وفي 28 أغسطس 2017 م أعرب النائب الأول لرئيس مجلس الاتحاد مجلس الشيوخ للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية مستشار الرئيس الروسي إلياس أوماخانوف عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على الاهتمام الذي يحظى به حجاج روسيا الاتحادية منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بعد أداء نسكهم . وأشار إلى أن الخدمات والجهود الجبارة والمتطورة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للحجاج أسهمت بشكل كبير في أداء الحج بكل يسر وسهولة من خلال منظومة عمل متكاملة بين جميع الجهات المعنية للوصول إلى النجاح المتميز الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه كل عام، وبالتطور العمراني والتنظيم في المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين والتعاون من الجميع لخدمة الحجاج وتقديم كل ما يحتاجونه بإخلاص وتفان. ولم يكن اهتمام المملكة بالحجاج حديث العهد، بل أسس هذا النهج القويم الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، ولا أدل على ذلك من البيان الذي أصدره وفد مسلمي روسيا في 15 / 7 / 1926م خلال المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقد في مكة المكرمة، إذ شكروا فيه الملك عبدالعزيز على مواقفه الإسلامية المشرفة، وعلى اهتمامه باستتباب الأمن في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة بشكل لم يُعرف مثيله قبل قرون عديدة من عهده - رحمه الله -، ونُشر هذا البيان في العدد 83 من صحيفة "أم القرى". الجدير بالذكر، إن متانة العلاقات السياسية بين المملكة وروسيا تجسدت منذ قديم الأزل، وعبرت عن هذه المتانة الزيارات والاتصالات المستمرة بين قيادتي البلدين على مر السنين من أجل دعم العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وقد رصد التاريخ أول زيارة سعودية رسمية إلى روسيا عام 1932م للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - الذي زارها بتوجيه من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - حينما كان نائبًا له في الحجاز. كما زارها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في شهر سبتمبر عام 2003م عندما كان ولياً للعهد، وأسفرت زيارته - رحمه الله - عن التوقيع على اتفاقية تعاون في قطاع النفط والغاز، ومذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني وعدد من الاتفاقيات الأخرى. وزار روسيا كذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - إلى روسيا في 21 نوفمبر 2007م، وأثمرت الزيارة عن زيادة التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وزيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية والنقل، في حين أسفرت زيارات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - إلى روسيا عن الكثير من النتائج الإيجابية في تعزيز التنسيق بين البلدين تجاه العديد من القضايا، بالإضافة إلى دعم العلاقات الثنائية. // انتهى // 17:38ت م www.spa.gov.sa/1673157
مشاركة :