هل ستعدم أميركا أبو ختالة الليبي؟

  • 10/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ثلاث سنوات على اعتقال القوات الخاصة الأميركية، أحمد أبوختالة، المتهم الرئيسي في تخطيط الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، في سبتمبر/أيلول 2012 ، بدأت في واشنطن الاثنين محاكمة الليبي أبو ختالة. دوافع الهجوم على السفارة الأميركية في بنغازي قالت مصادر متطابقة إن الهجوم جاء كردة فعل على فيلم “مسيء للإسلام” يحمل عنوان “براءة المسلمين“، الذي كان وراء المظاهرات العنيفة المعادية للأميركيين في مصر وليبيا وصف فيه الإسلام بأنه “سرطان “ وأخرج الفيلم وأنتجه إسرائيلي-أمريكي يدعى سام بازيل . وندد الآلاف من الأشخاص في القاهرة وليبيا بالفيلم .إلا أن المخرج أوضح نقلا عن صحيفة “وول ستريت جورنال” “أنه فيلم سياسي وليس فيلما دينيا”. وقال في بيان “إنه إنتاج أميركي لا يهدف إلى مهاجمة المسلمين ولكن إلى إظهار العقيدة المدمرة للإسلام”. وحصل الفيلم على دعم القس الأميركي المثير للجدل تيري جونز الذي أثار ضجة من خلال حرقه نسخا من القرآن في نيسان/أبريل 2012. من هو أحمد أبو ختالة؟ هو أحمد أبو ختالة (46 عاما) ، مسؤول جماعة “أنصار الشريعة الإسلامية” في بنغازي التي شنت هجوما داميا على المجمع الأمريكي في المدينة الساحلية. وأسفر الهجوم عن مقتل دبلوماسيين أمريكيين، من بينهما السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز، بالإضافة لمقتل عنصرين تابعين لوكالة الاستخبارات المركزية في تبادل لإطلاق النار جرى في وقت لاحق.. قاد أبو ختالة مجموعة من 20 مسلحا اقتحموا المجمع. وأضرموا النار في مبان كان يتواجد في أحدها السفير كريستوفر ستيفنز والموظف شون سميث. وقتل الاثنان في الهجوم. كما قتل اثنان من المتعاقدين الأمنيين في هجوم مشابه على مركز وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) قرب مبنى السفارة. ماهي التهم الموجهة إليه؟ يواجه أحمد أبو ختالة 18 اتهاما بالقتل ودعم الإرهابيين. عاصفة سياسية أثار الهجوم عاصفة سياسية في الولايات المتحدة زادت من حدتها المعارضة الجمهورية لإدارة باراك أوباما . وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية أنذاك ، هيلاري كلينتون في بيان “ أن الولايات المتحدة تندد بأية رغبة متعمدة للإساءة إلى المعتقدات الدينية لدى الآخر. إن التزامنا بالتسامح الديني ضارب في جذور وطننا” مشددة “لكن لتكن الاشياء واضحة : لا شيء يبرر أعمالا من هذا النوع”. محامو المتهم يعترضون حاول محامو أبو ختالة الذي دفع ببراءته، الاعتراض على الطريقة التي نقل بموجبها إلى الولايات المتحدة واستخدام الأدلة من عمليتي استجواب. ولم ينقل إلى الولايات المتحدة فور القبض عليه، بل تم احتجازه على متن سفينة للبحرية مدة أسبوعين. وهناك خضع للاستجواب من قبل جهاز الاستخبارات طوال خمسة أيام. كما تم بعدها استجوابه من قبل فريق من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) عدة أيام أيضا. وفي آب/ اغسطس الماضي، رفضت محكمة في واشنطن طلب محاميه منع استخدام أقواله للمحققين كأدلة، لان حقه في التزام الصمت ومعرفة التهم المرفوعة ضده وحقه في طلب محام تم انتهاكها. ودفع محاموه بأن الرحلة الطويلة على متن السفينة إلى الولايات المتحدة كانت جزءا من خطة لانتزاع المعلومات منه دون حماية قانونية. لكن في القرار الصادر في 16 آب/ أغسطس أعلن القاضي كريستوفر كوبر أن عملاء “أف بي ىي” أبلغو أبو ختالة بحقوقه المتعلقة بطلب محام والتزام الصمت وأنه تنازل عنها “عن علم وذكاء”. المحكمة ترد وأكد القاضي أن “أبو ختالة عومل بصورة إنسانية وباحترام. فقد تم منحه فترة استراحة كل ساعة أو اثنتين، وقُدمت له وجبات خفيفة ومرطبات”. وأضاف أن “عدد المرات التي تنازل فيها أبو ختالة عن حقوقه، مرة كتابة ومرتين شفهيا في كل يوم استجواب، تشكل مزيدا من الأدلة على طوعية الشخص المتنازل”. هل يتدخل ترامب في المحاكمة؟ يُعارض الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير العدل جيف سيشنز محاكمة الإرهابيين أمام محاكم مدنية. لذلك قالا إنه من الأفضل إرسال المشتبه بأنهم إرهابيون إلى السجن العسكري في خليج غوانتانامو بكوبا وكان ترامب قد وصف قرار أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو بـ“القرار الكارثي“، كما وصف سيشنز جلسات المحاكمة العسكرية في غوانتانامو بأنها المكان المثالي لمحاكمة الإرهابيين. داعش يستعيد معاقله في ليبيا تأتي محاكمة أبو ختالة في وقت تحاول فيه داعش استغلال حالة الفوضى في ليبيا لإعادة بسط نفوذ عناصره. وذكرت تقارير أن “داعش” زاد من نشاطاته مؤخرا وسط الصحراء الليبية، وتوجد إشارات قوية أن مسلحيه هم من نفذوا الهجوم الذي استهدف بوابة للجيش الوطني جنوبي منطقة الجفرة ما أودى بحياة 12 جنديا، تعرض بعضهم للذبح. وذكرت مصادر،الأحد، أن عناصر تنظيم داعش الفارين من سرت وبنغازي ودرنة، ينشطون في المناطق الصحراوية جنوب غربي سرت وجنوبي بني وليد. وأعلن التنظيم عن تواجده مجددا في المنطقة المحيطة بمدينة سرت الليبية، المعلن تحريرها من قبل قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في العام 2016. ويسعى داعش إلى استغلال الانقسامات بين الفرقاء وحالة الفوضى لتأمين مناطق جديدة في ليبيا يلجأ اليها عناصره خاصة مع انهيار معاقله في سوريا والعراق.

مشاركة :