تم وضع نظام الحصول على رخصة قيادة مرورية للسيارة؛ لأن قيام مَن لا يحمل رخصة بقيادة السيارة فيه مخاطرة كبيرة، فمَن يقود سيارة وهو لا يعرف أصول القيادة، قد يتسبب في كارثة تؤدّي إلى وقوع ضحايا، كما أن الرخصة تساهم -ولو بحد أدنى- في التأكّد من ملاءمة قائد المركبة صحيًّا، وخلّوه من العاهات -ولو الظاهرة- والتي قد تمنعه من قيادة السيارة، إضافة إلى معرفة إلمامه بإشارات وقواعد المرور، ومع ذلك تبقى الرخص عبارة عن وسيلة للتأكّد بأن مَن يقود السيارة مؤهل، وذلك على الرغم بأن هناك الكثير ممّن يحملون رخص قيادة يتسبّبون في حوادث خطيرة، قد تؤدّي إلى تفريق وتشتيت الكثير من الأسر، إمّا لتجاهلهم لقواعد المرور، أو لعدم إدراكهم بها. قبل عدة سنوات عمدت بعض الجمعيات الخيرية والمتخصصة في تنظيم الزواج للشباب والشابات بتصميم وتنفيذ دورات تأهيل للمسؤولية الزوجية بصفة عامة، وأطلق على مثل تلك البرامج (رخص قيادة الأسرة)، وهي بادرة جيدة من تلك الجهات في ظل ارتفاع نسب الطلاق في مجتمعنا، والتي أصبحت تصل إلى 20% من حالات الزواج، غير أن تلك الدورات تظل غير ملزمة، بالرغم من أهميتها، إذ تتضمن العديد من المجالات المتخصصة في تدريب المقبلين على الزواج على مهارات الحوار الأسري، وفنون حل المشكلات الزوجية، وغيرها من المهارات التي قد تساهم في حل الكثير من المشكلات الزوجية. هذا النوع من رخص قيادة الأسرة هام للغاية، ولا يقل أهمية عن رخص قيادة السيارات، فكما أن جميع الشباب ليسوا مؤهلين لقيادة السيارات، فكذلك مسؤولية الزواج، فليس جميع الشباب والشابات مؤهلين للزواج، وقد يتعرضون في مقتبل حياتهم الزوجية إلى الكثير من التحدّيات، والتي تحتاج إلى تأهيل وتدريب، فمثل تلك الرخص قد تساهم في حماية الأسرة من التفكّك والضياع والإهمال، كما قد تحمي الأبناء من التشرّد. لقد تم إلزام المقبلين على الزواج للفحص الطبي ويجب أن يتم إلزامهم أيضًا بإصدار مثل هذه الرخص والتي من شأنها أن تساهم -وبشكل كبير- في خفض نسب الطلاق في مجتمعنا، وحماية الأسر من التفكك والضياع. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :