تفاؤل مشروط في الأمم المتحدة إزاء المصالحة الفلسطينية

  • 10/3/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - رحب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف الاثنين بـ"حذر"، بالتحسن في العلاقات بين حركتي فتح وحماس، بعد وصول رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله الى قطاع غزة في اول زيارة له الى القطاع منذ عامين. وتأتي الزيارة بعد اعلان حركة حماس موافقتها في 17 أيلول/سبتمبر على حل "اللجنة الادارية" التي كانت تقوم مقام الحكومة في قطاع غزة، داعية حكومة الحمد الله الى الحضور وتسلم مهامها في غزة. وكانت بذلت جهود كثيرة في السابق لتحقيق المصالحة من دون جدوى. وقال ملادينوف ان هناك اسبابا حقيقية تبعث على التفاؤل منها "الارادة السياسية الحقيقية" لدى كل من حركتي حماس التي تسيطر على غزة، وفتح التي تسيطر على السلطة الفلسطينية، بالاضافة الى الدور النشط الذي تلعبه مصر واجراءات صغيرة لبناء الثقة بين الجانبين. واضاف "انا متفائل بحذر، ولا اقلل من التعقيدات والصعوبات الكبيرة التي يمكن ان تطرح على طول الطريق". واعتبر ملادينوف ان بـ"امكان هذه الجهود ان تنجح في حال بقيت المنطقة منخرطة (بلعب دور المصالحة)، واذا استمر دور مصر، وفي حال واصلت الاحزاب السياسية اظهار الاستعداد نفسه الذي تظهره حاليا للعمل معنا في هذه العملية". ودعا ملادينوف ايضا المجتمع الدولي الى تقديم الدعم المالي لحكومة تترأسها السلطة الفلسطينية في قطاع غزة. وتابع "هذه محاولة لتعزيز قوى الاعتدال في منطقة فيها اضطرابات كبيرة". ورأى ملادينوف ان "عودة الحكومة الى غزة يقوي الذين يرغبون بتحقيق السلام بين فلسطين واسرائيل، والذين يرغبون بتحقيق ذلك على اساس المفاوضات وليس العنف". وسيطرت حماس على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد ان طردت عناصر فتح الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس إثر اشتباكات دامية. وتفرض اسرائيل منذ عشر سنوات حصارا جويا وبريا وبحريا على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني شخص. وشهد قطاع غزة المحاصر ثلاث حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية. ويعتمد أكثر من ثلثي سكان القطاع الفقير على المساعدات الانسانية. وردا على سؤال حول امكانية قبول الولايات المتحدة للمصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، اجاب ملادينوف أن الوقت لا يزال مبكرا كثيرا للكلام عن هذا الامر. وتعتبر اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس منظمة ارهابية، ويطالبون دائما بتخليها عن الكفاح المسلح ضد الدولة العبرية والاعتراف باسرائيل. ولعبت مصر التي تجاور غزة، دورا كبيرا في ابرام اتفاق المصالحة. وسيؤدي نجاح الجهود المصرية الى تعزيز مكانتها الاقليمية. ويقول المحلل السياسي في قطاع غزة مخيمر ابو سعدة "يبدو ان مصر هذه المرة مهتمة باتمام المصالحة وستقوم برقابة على تنفيذ الاتفاق وستعاقب الطرف المعطل". وفشلت جهود وساطة عديدة، خصوصا الجهود العربية، في تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام الفلسطيني. ولكن جهودا مصرية أثمرت أخيرا قبولا من الحركتين بمحاولة إنجاح المصالحة هذه المرة. وتوترت العلاقات بين حماس والقاهرة بعد عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013. وتغلق مصر معبر رفح، المنفد الوحيد الى الخارج لقطاع غزة، ولا تقوم بفتحه الا في حالات استثنائية. وتتهم مصر حماس بدعم الوجود الجهادي في صحراء سيناء المتاخمة لغزة.

مشاركة :