قال خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، لـ"رويترز"، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2017، إن السلطات الطبية والتنفيذية تكافح للقضاء على ظهور حمى الدنج في مدينة القصير المطلة على البحر الأحمر، مضيفاً أن المرض لم يسبب أي حالات وفاة حتى الآن. وفي تصريحات سابقة، وصفت مصادر طبية المرض بـ"الغامض"، وأن كل ما يصدر من تصريحات حكومية لا يعكس حجم المشكلة. وقال مسؤولون في محافظة البحر الأحمر التي تتبعها القصير، إن مئات الأشخاص يترددون يومياً على المستشفيات والوحدات الصحية بالمدينة ومراكز وعيادات طبية خاصة منذ نحو 3 أسابيع للعلاج من أعراض مصاحبة للمرض، مثل ارتفاع درجات الحرارة وآلام العضلات والصداع. انتشار بعوضة وقال مجاهد في مقابلة مع "رويترز"، إن ظهور المرض نجم عن انتشار بعوضة (إيديس إيجيبتي) المسببة والناقلة للمرض. وأضاف أن القصير تعاني نقصاً في إمدادات مياه الشرب؛ مما يدفع السكان لتخزينها فترات طويلة. وأضاف أن أكثر من 80% من خزانات المياه مكشوفة أو متآكلة، وهو ما تسبب في ركود المياه ونمو وانتشار البعوضة الناقلة للمرض. وقال مجاهد إن العينات التي جرى تحليلها في المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، أكدت ظهور حمى الدنج في القصير. وفيما يتعلق باحتمال انتقال المرض خارج المدينة، خاصة أنها تقع بالقرب من منتجع الغردقة الشهير، قال: "هذه القصة لم تخرج خارج مدينة القصير". وقال إنه لا يمكن ذكر رقم محدد لعدد المصابين بالمرض؛ لأن "حالة الفزع" التي أصابت السكان دفعت الكثيرين للذهاب إلى المستشفيات والوحدات الصحية لتلقي العلاج في حال إصابتهم بأي من الأعراض المصاحبة للمرض، لكن الإصابة بالأعراض لا تعني بالضرورة الإصابة بحمى الدنج. وأضاف أن جميع المترددين على المستشفيات كانوا يتلقون العلاج وينصرفون في اليوم نفسه دون مبيت. وقال: "أعداد المترددين على المستشفيات والوحدات الصحية يومياً في تناقص". "أنقذوا القصير" وذكر مجاهد أن وزارة الصحة اتخذت بعض الإجراءات للقضاء على المرض ومنع انتشاره، ومن بينها إرسال فريق مؤلَّف من 35 طبيباً إلى القصير منذ نحو أسابيع، وانضمام فريق جديد مؤلَّف من 15 طبيباً لهم، الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول 2017، بقيادة رئيس قطاع الطب الوقائي بالوزارة. وأضاف أن الأطباء يعملون، بالتنسيق مع السلطات التنفيذية المحلية، على القضاء على البعوض ويرقاته، برشّ الهواء والمياه الراكدة بالمبيدات. وقال: "الإحصاءات المتوافرة تشير إلى القضاء على 75 في المائة من البعوض واليرقات في المدينة وجارٍ العمل على القضاء على ما تبقى". وقال مجاهد أيضاً إن السلطات المحلية تعمل حالياً على إزالة المياه الراكدة من الشوارع، والعمل مع السكان على تغطية الخزانات المكشوفة واستبدال الأغطية المعدنية المتآكلة بأخرى مصنوعة من الفايبر. وأضاف أن السلطات المحلية تضخ مياه شرب جديدة أكثر من مرة خلال الأسبوع؛ للحد من تخزينها فترات طويلة. وأثَّر تفشي المرض على الحياة في مدينة القصير التي يقطنها نحو 70 ألف شخص. وقال سكان ومسؤولون إن نسبة الغياب في المدارس وصلت إلى مستويات كبيرة؛ بسبب خوف الأهالي على أبنائهم رغم تأكيدات الأطباء أن المرض لا ينتقل إلا عن طريق البعوض وليس عن طريق الاختلاط بالمصابين. وقالت مصادر إن مئات السكان تظاهروا في المدينة مساء يوم السبت وحملوا لافتات كُتب عليها "أنقذوا القصير"، وطالبوا الحكومة بمحاسبة المقصِّرين. وأضافت المصادر وسكان أن المناطق التي انتشر فيها المرض تعاني عدم وجود شبكات صرف صحي. وتقول منظمة الصحة العالمية إن حمى الدنج أحد أسرع الأمراض انتشاراً في العالم ومتوطِّنة في 100 دولة وتصيب 390 مليون شخص سنوياً. وينقذ التشخيص المبكر والعلاج الأرواح حتى عندما تكون الإصابة شديدة، لا سيما في الأطفال. وقال مجاهد إن حمى الدنج ظهرت في مصر من قبلُ، وتحديداً في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، عندما اكتُشفت حالات إصابة في محافظة أسيوط بصعيد البلاد. وأضاف أن حجم انتشار المرض آنذاك كان "أكبر بكثير" مما يحدث في القصير، ولم يسفر أيضاً عن وفيات.
مشاركة :