التكنولوجيا التعليمية لن تقضي على المعلم «القدوة» في ترسيخ القيم

  • 10/3/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حوار:إيمان سرورأكد محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، أن منتدى «قدوة 2017»، الذي يعقد يومي السبت والأحد المقبلين في أبوظبي، يأتي في إطار اهتمام دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتطوير التعليم النوعي وفق أعلى المعايير، وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، من أجل إرساء نظام تعليمي رفيع المستوى، انسجاماً مع أهداف «الأجندة الوطنية 2021»، و«خطة أبوظبي 2030»، والتي تركز على إحداث تحول كامل في أنظمة التعلم والتعليم، مشيراً إلى أن المنتدى يستكمل جهود الإمارات ومبادراتها العالمية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والتي يشكل التعليم أحد أهم محركاتها الأساسية.وقال النعيمي في حوار ل«الخليج»: التكنولوجيا التعليمية لن تقضي على دور المعلم القدوة في ترسيخ القيم، مؤكدا أن الأولوية لتحقيق أهدافنا، تتمثل في تمكين المعلمين من فهم التحولات والتقنيات والمتغيرات التي يشهدها العصر للارتقاء بمستقبل التعليم، واستيعاب التوجهات السلوكية للجيل الجديد، الذي يعيش في عوالم افتراضية عديدة مع تنوع وسائط التواصل، مشدداً على أهمية أن يبقى المعلم القدوة والمثال للطلبة والمجتمع، لتربية جيل أكثر التزاماً بقضايا الإنسانية وأكثر قدرةً على مواجهة التحديات.وأكد النعيمي أن المنتدى انتقل في دورته الثانية من المحلية إلى العالمية، وارتقت أهدافه من التعريف بالنماذج المحلية المبدعة إلى تمكين المعلمين بأفضل الخبرات والتجارب العالمية، مشيراً إلى أن المنتدى سيضم نحو 900 مشارك من 72 بلداً، معظمهم من المعلمين والخبراء وقادة الفكر وصناع القرار في قطاع التعليم، إلى جانب شخصيات من مؤسسات ومنظمات محلية ودولية، تختص بدراسة آفاق التعليم ومستقبله القريب، وتالياً نص الحوار: } تستضيف أبوظبي خلال الأيام القليلة القادمة «منتدى قدوة» للعام الثاني على التوالي، ما جديد هذه الدورة؟في الدورة الأولى، التي عقدت العام الماضي، كان المنتدى على المستوى المحلي فقط، وكان الهدف منه تكريم المعلمين المبدعين في الإمارات وتقدير جهودهم في مهنة التعليم لتكون نموذجاً للارتقاء بمنظومة التعليم بشكل عام. هذه السنة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، انتقل المنتدى من المحلية إلى العالمية، وارتقت أهدافه من التعريف بالنماذج المحلية المبدعة إلى تمكين المعلمين بأفضل الخبرات والتجارب العالمية، وتقديم منصة لهم لتبادل المعارف مع زملائهم بالإضافة إلى التعرف إلى أحدث الأساليب المبتكرة في التعليم من خلال استضافة نخبة كبيرة من رواد قطاع التعليم وبالتحديد الذين تركوا أثراً إيجابياً عميقاً في المناهج وأساليب التعليم ومخرجاته. ويعكس انعقاد الدورة الثانية من منتدى المعلمين الدولي قدوة 2017، الزخم والرعاية التي توليها قيادتنا الرشيدة لقطاع التعليم، نظراً لدوره في بناء مجتمعات المعرفة واقتصاد المعرفة وتحقيق النمو والاستدامة وتعزيز القيم الأخلاقية وتأصيلها لدى أجيالنا القادمة، كما يأتي المنتدى بمثابة مساهمة من دولة الإمارات في دعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي يعتبر التعليم أحد أهم محركاتها الأساسية. جلسات حوارية} هل اكتملت الاستعدادات لانطلاق المنتدى؟ التحضير للمنتدى عملية طويلة ومتشعبة، فقد حرصنا على استضافة أبرز رواد القطاع التعليمي ومفكريه والمنشغلين في كيفية تطوير أساليب التعليم التي تتناسب مع بناء الشخصية الإيجابية للجيل الجديد ليساهم في بناء اقتصاده ومجتمعه، كما حرصنا على استضافة ممثلين عن هيئات ومؤسسات دولية تختص بدراسة آفاق التعليم ومستقبله القريب، وقد خصصنا جلسات حوارية وتفاعلية مع أصحاب الخبرات والتجارب، كل هذا إلى جانب حرصنا على أن يكون برنامج المنتدى عملياً ومتنوعاً يتناسب مع كافة الاهتمامات والتخصصات. العنصر البشري} ما هي الجهات المستهدفة في المنتدى، وما هي أهدافه على مستوى التعليم في ظل التحديات التي يفرضها التطور التكنولوجي والعلمي على حياة الشعوب والمجتمعات؟عندما نستهدف التعليم فهذا يعني استهداف كافة القطاعات بدون استثناء، المجتمع والاقتصاد والاستدامة والاستقرار لأن كل هذه الغايات بحاجة إلى جيل متعلم يجمع بين المهارات والقيم في منظومة واحدة، وبناء هذا الجيل يتوقف على أهم مكونات المنظومة التعليمية وهو المعلم، لذلك يستهدف منتدى قدوة المعلمين بدرجة أساسية، ومن خلال تمكين المعلمين، نمكّن طلبتنا ومجتمعنا واقتصادنا أيضاً. مهما تطورت التكنولوجيا ستبقى نتاجاً للجهد البشري، فالبشر هم العنصر الأهم في معادلة التطور، وبدون التمكين المتواصل والمستمر للعنصر البشري سيتوقف العالم عن إنتاج التكنولوجيا وستفقد هذه الأخيرة غاياتها السامية التي صُنعت من أجلها، سنظل بحاجة للعنصر البشري من أجل أنسنة التكنولوجيا، بمعنى ضمان غاياتها الإنسانية التي تحقق صالح الناس ولا تتعارض معها، ومهما اتسع نطاق توظيف الذكاء الصناعي، فسيبقى طلبتنا بحاجة إلى قدوة ومثال حي يزرع وينمي فيهم القيم والأخلاق الاجتماعية الأصيلة، وسيبقى المعلم هذه القدوة. 900 مشارك} كم تتوقعون أن يصل عدد المشاركين في الدورة الحالية ل«قدوة»؟ وما هي أبرز الجهات والمؤسسات التربوية المشاركة على مستوى الداخل والخارج؟كما تعلمون المشاركة في المنتدى هي للمدعوين فقط، وسيحضر المنتدى نحو 900 مشارك من 72 بلداً، معظمهم من المعلمين والخبراء وقادة الفكر وصناع القرار في قطاع التعليم، بعضهم يترأس منظمات ومؤسسات دولية رائدة في القطاع، والبعض الآخر لديهم مؤلفات حول أساليب التعليم وآفاق تطويره، ولأن المعرفة الحقيقية تتجاوز الهوية والجغرافيا، حرصنا على أن يكون لدينا شركاء من مؤسسات ومنظمات محلية ودولية لضمان نجاح هذه الدورة من المنتدى. نقل الخبرات} إلى أي مدى يساهم المنتدى في نقل المعارف والخبرات للكادر التعليمي للاستفادة منها بالدولة؟لقد لمسنا من تجاربنا السابقة أن المنتديات التي تركز على التفاعل الشخصي مع أصحاب المعرفة تحقق نتائج أفضل من أي شكل آخر من أشكال البحث عن المعرفة، من هنا تم تصميم قدوة 2017 بحيث يشكل منصة للحوار وتبادل الخبرات ووجهات النظر من بيئات ثقافية وتعليمية عالمية مختلفة، كما أن التجارب التي سيستعرضها المنتدى لن تكون منفردة بل ستختلط بالتجارب الأخرى وتتفاعل معها ما يمنح الكوادر التعليمية تجربة ثرية بالمعرفة لاستنباط أساليب تعليم جديدة ومتنوعة. في نهاية المنتدى، سنستعرض أهم مخرجاته التي ستشكل دليلاً نظرياً للكادر التعليمي وللمهتمين بتطوير قطاع التعليم. تحديات} ما هي أبرز التحديات التي تواجه المعلمين وكيف سيتعامل المنتدى معها؟تختلف تحديات التعليم من بلد إلى آخر، المهمة الأولى للتعليم - والتي تعتبر تحديه الأول- هي أن تدعم مخرجاته، استراتيجية ورؤية كل بلد حول مستقبلها، ونحن في دولة الإمارات نرى في التعليم أداة للتنمية والاستقرار والاستدامة، كما نرى فيه عاملاً أساسياً في تعزيز القيم والعلاقات الاجتماعية. سيركز المنتدى على التحديات العامة التي تهم قطاع التعليم في أي مكان من العالم، مثل دور التعليم في بناء شخصية إيجابية وتنمية المهارات والمواهب وألا يقتصر فقط على تلقين المعلومات، فالمعلومات وحدها قد تنتج موظفين جيدين بينما العالم اليوم بحاجة للإنسان الجيد الذي يبدع في كافة المجالات ويوازن بين الحداثة وأصالة القيم. هناك تحدٍّ آخر يتمثل في تطوير أساليب التعليم ونقل المعرفة وبناء الوعي لدى الطلبة لمواكبة تطورات العصر المتسارعة، ولا نريد أن تشعر الأجيال القادمة بالاغتراب عن واقعها بفعل الهوة الكبيرة التي قد تحدثها أساليب التعليم التقليدية بين الإنسان والتكنولوجيا، لكن القضية الأساسية التي يركز عليها المنتدى هي المعلم - القدوة - الذي يجب أن يمثّل حلم كل طالب ونظرته عن العالم، والتحدي الأساسي هو أن نقدم للطالب نموذجاً وقدوة يعزز فيه رؤيته الجميلة عن مهمته في الحياة. نماذج رائدة} المنتدى سيطرح إشكاليات وقضايا تمس جوهر العملية التعليمية، ويسلط الضوء على نماذج رائدة أحدثت فرقاً في مسار التعليم على مستوى العالم، ما هي أبرز تلك المحاور التي سيناقشها المشاركون؟يتجسد المحور الأساسي للمنتدى في شعاره وهو «التعليم من أجل المستقبل»، وتحت هذا الشعار هناك عناوين كثيرة فرعية، مثل دور المعلمين في تحفيز الإبداع وتعزيز حس المسؤولية لدى الطلبة، ودورهم في صناعة رواد الأعمال لاقتصاد مستدام وآمن وأكثر عدلاً، إلى جانب مواضيع حول مهارات القرن الحادي والعشرين وكيفية الاستفادة من الثورة الرقمية للارتقاء بالعملية التعليمية، إلى جانب قضايا أخرى حول كيفية تحويل الصف المدرسي إلى مصدر للسعادة، وأهمية المعلم القدوة في تعميم ثقافة التسامح واحترام الاختلاف وتغيير النظرة إلى الآخر. هناك أيضاً محور مهم حول كيفية إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية، ومحور آخر لا يقل أهمية وهو تحقيق التكافؤ في فرص التعليم ودعم برامج التعليم في الدول النامية من أجل تعزيز دوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تبنتها هيئة الأمم المتحدة عام 2015.

مشاركة :