{ استطاعت المرأة السعودية خلال العقود الماضية تجاوز الكثير من السلبيات وصناعة منتج إيجابي أجبر صاحب القرار على أن يهتم بها ويمنحها الفرصة لتكون الذي تطمح له ويساعدها في ذلك. نادين السياط أول سعودية تتخصص في العدالة الجنائية, وأول من عمل كباحث أمني, وتتعدد الأوائل في حياتها إيماناً منها بنفسها من خلال إرادة تصنع المستحيل لتصل لمبتغاها. ضيفتنا استفادت من برنامج الابتعاث، وتخصصت في العدالة الجنائية، وشاركت في عمليات دهم ومهام أمنية مختلفة من قبض وتحقيق واستجواب وما إلى ذلك من المفردات ذات العلاقة. تفوقت في دراستها، ونالت تكريماً من الجامعة، وعرضت عليها وظائف في تخصصها، ولكنها رفضتها وأحبت أن تعود لوطنها وتسدد دينه عليها, واصطدمت بعدم وجود وظيفة تناسب مؤهلها وطموحها, فرضت بالمتاح حتى أتيحت لها فرصة العمل كباحثة أمنية في الطيران المدني، لتبدأ بعدها رحلة جديدة مهنية تحقق من خلالها ما تعلمته وتفعل ما بوسعها، لتثبت أن المرأة السعودية تملك الكثير وتفعل الأكثر. > تجربة الابتعاث لك ماذا أضافت؟ وماذا سرقت؟ -بجانب حصولي على الشهادة العلمية، تجربة الابتعاث جعلتني أقوى في مواجهة صعوبات الحياة، كما أنها صقلت مهاراتي في التعامل مع المواقف الصعبة، وأصبحت أنظر للأمور بشكل أوسع وإيجابي أكثر مما كنت أراه قبل الابتعاث، وبالتأكيد صرت أكثر ترويّاً في اتخاذ قراراتي. تجربة الابتعاث جعلتني أتيقن حقيقياً ماذا تعني «لكل مجتهد نصيب» وَ»ما بعد الضيق إلا الفرج». سرقت مني بعض اللحظات السعيدة في أرض الوطن، والقليل من صحتي والكثير من نظرتي السلبية، وكان ذلك في مصلحتي! > البعض يرى أن الابتعاث فكرة جميلة ومشروع تنموي, لكنه لم ينفذ بشكل جيد وسمح لأفراد بالابتعاث وهم غير جديرين بذلك.. ما رأيك؟ - من خوضي لهذه التجربة أتفق مع ذلك، الابتعاث مشروع تنموي وطني متعثر وغير محبوك بالشكل المرضي. باعتقادي هو متعثر لأنه لم توضع له سياسات طويلة الأمد تجيب على السؤال.. وماذا بعد التخرج والعودة للوطن؟ فنجد آلاف الخريجين والخريجات من برنامج الابتعاث بدرجات علمية عالية وتخصصات مميزة يعانون من البطالة لسنوات عدة، إضافة إلى أن مجموعة كبيرة منهم تم توظيفهم في وظائف بعيدة جداً عن تخصصاتهم العلمية. إذاً برأيي لم يتم استغلال مخرجات برنامج الابتعاث في مصلحة الوطن، وكأن البلايين التي صُرفت على هذا البرنامج شكلت خسارة كبيرة، بينما كان يُفترض استثمارها! > لماذا اخترت تخصص العدالة الجنائية على رغم معرفتك أن فرصه الوظيفية عندنا شبه معدومة؟ - كان حلم طفولتي أن أرتدي «البدلة» العسكرية وأحمل السلاح باتجاه المجرم وأردد: «استسلم المكان محاصر». لم أتمكن من تحقيق هذه الأمنية داخل الوطن، وحينما أتيحت لي فرصة الابتعاث كان تخصص العدالة الجنائية هو الأقرب إلى قلبي، لعلي بذلك أحقق شيئاً من ذلك الحلم. > بعد دراستك وتدريبك جنائياً, هل ترين سبباً لعدم فتح باب التوظيف لهذا التخصص عندنا؟ - أعتقد أننا بحاجة لفتح المجال بشكل أكبر لمثل هذه التخصصات في مجتمعنا للنساء، كوننا مجتمعاً نفضّل تعامل النساء مع بعضهن البعض بمعزل عن الرجال. ومع انتشار الإرهاب والتطرف الذي لم يقتصر على جنس معين، فمن باب أولى أن تتولى المرأة مهمة التحقيق مع المتهمات والتعامل مع المجرمات. > ملاحقة المتهمين, هل تجيدها المرأة كما يجب؟ -من خوضي لهذه التجربة ونزولي لساحة الميدان خلال تدريبي مع الشرطة الأميركية لم تواجهني أي صعوبات، ولم أشعر بأي فرق بيني وبين زملاء الأفراد الذكور في ملاحقة المتهمين، بل بالعكس أُصنف الأكثر جرأة منهم -كما نعتوني- وذلك لأني لم أكن أحمل سلاحاً لأدافع به عن نفسي وقت مواجهة المجرمين، إذ أنّي مدنية ولست عسكرية. > الجلوس والحياة بين المجرمين والجرائم, ماذا سيقتل بداخلك؟ - أتحفظ على مصطلح (القتل)، ولكن لعل الاحتكاك بالمجرمين والتعامل مع الجرائم يجعلاني أفصل بين العاطفة والعقل. بداية فترة تدريبي مع الشرطة كنت أخشى أو كما أقنعني المجتمع بأني أنثى أتعامل مع الأمور بعاطفية أكثر من العقلانية، ما جعلني أتحدث أكثر مع المحققات في فرع الشرطة عن بدايات عملهن لأستفيد من خبراتهن، ومعرفة هل سيطرت عواطفهن على تأدية واجبهن؟ وهل تأثير القضايا التي تواجههن يستمر بملازمتهن بعد وقت العمل في منازلهن؟ فأجمعن على أنه في بداية الأمر كان صعباً عليهن الفصل بين ما يرينه في ساعات العمل وممارسة بقية اليوم بشكل طبيعي بعيداً عن العمل، ولكن مع الممارسة تغلبن على هذه الإشكالية، وأصبحن يتعاملن مع القضايا وكأنها معادلات رياضية لها الإثباتات والمعطيات، وعليهن استخراج الناتج. وأتذكر أنني سألت المحققين الذكور الأسئلة نفسها، فتفاجأت بأن لديهم التجربة نفسها التي مرت بها المحققات الإناث! وقتها أيقنت أن المحقق بغض النظر عن جنسه قادر على التعامل مع القضايا بشكل عقلاني بعيداً عن العواطف مع الممارسة والخبرة. > مع كثرة المجرمين الذين رأيت قضاياهم, هل ستصدقين أن أحداً بريء؟ - نعم. نحن بشر وغير معصومين من الخطأ. وهنا تظهر حساسية دور من يعمل في القطاع الجنائي، والذي لا بد أن يراعي الله أولاً ثم يستند إلى الحقائق والتأكد من ثبوتيتها. > كونك محجبة, كيف استطعت التأقلم مع حملات الدهم والقبض والتحري خلال تدريبك بأميركا؟ - كان وجود محجبة في حملات القبض مع أفراد الشرطة الأميركية مثيراً لتساؤل الكثير ممن رآني، ولكن شغفي بالتعلم واستشعار التجربة الميدانية لم يعطياني الفرصة أن أتفكر بهذه المسألة. كان تركيزي الأكبر على مراقبة تصرفات وتفاعل الأفراد مع المواقف الجنائية. على رغم أن بعض المتهمين كان يرفض التحدث أثناء الاستجواب بحضوري بقوله: «لن أجيب أمام إرهابية»، لكن أفراد الشرطة كانوا مسيطرين على مثل هذه الحالات، أما أنا فلم أعط أي اعتبار للمضايقات خلال فترة التدريب الميداني، إذ أعمتني لذة التعلم عن ذلك. > كونك سعودية ومسلمة, هل يستلزم عليك دائماً الخوض في حوارات مع الكثيرين لنفي تهمة الإرهاب عنا؟ -مع الأسف نعم، خصوصاً خلال الحلقات الدراسية، لربما كان السبب أن تخصص العدالة الجنائية يتناول الكثير من مواضيع الإرهاب، والكثير من يحمل الفكر الخاطئ تجاه الإسلام ويربطه بالإرهاب. وكوني أوّل مسلمة –في ما أعلم- دخلت تخصص العدالة الجنائية كانت المسؤولية عليّ أكبر، فكنت أحرص في البحوث العلمية التي أقدمها على أن تكون عن جهود السعودية في مكافحة الجرائم والإرهاب، لعلي بذلك أصحح شيئاً من النظرة السلبية التي يُنظر إلينا بها. > لماذا على رغم كل ما نفعله ما زال الإعلام الغربي يؤكد أننا خطر دائماً؟ - بنظري الإعلام الغربي لا يرغب في نقل الصورة الصحيحة التي توضح حقيقة الإسلام على رغم أنه يعرفها، والدليل أنه يقتصر على نقل الأخبار الفارغة، ويركز على السلبيات بشكل كبير، ويتجاهل الإيجابيات. > من خلال بحثك, كيف تقومين برامج المناصحة عندنا؟ وهل ترين مخرجاتها تعود للحياة بسرعة؟ - برنامج المناصحة من أقوى الطرق الناجحة في مكافحة التطرف وإعادة تأهيل الإرهابيين والمتطرفين، وذلك لأنه يعالج الفكر الخاطئ بالفكر الصحيح، ومعالجة الجذور تعد من أنجح الطرق في معالجة المشكلات. إضافة إلى أن هذا البرنامج يساعد المنضمين إليه بالانخراط مجدداً في المجتمع وتأهيلهم بالشكل الصحيح وتأهيل أسرهم التي تساعدهم في ذلك، وتؤكد ذلك الإحصاءات والدراسات السابقة المعدة عن برنامج المناصحة. درست على يد أحد الضباط العاملين في مكتب التحقيقات الفيديرالية FBI، وأكد ذات مرة أن الحكومة الأميركية تثني كثيراً على طريقة الحكومة السعودية في مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال برامج المناصحة. ما جعلني أشعر بفخر الانتماء إلى هذه الدولة ودفعني ذلك ليكون عنوان رسالتي الماجستير «مدى فعالية برنامج المناصحة على الإرهابيين والمتطرفين»، وبتوفيق من الله حصلت الرسالة على لقب المشروع المميز، وتم تكريمي بذلك من الجامعة الأميركية جامعة «كولورادو دنفر». >البحوث الأمنية عندنا, هل تجد رواجاً فيحرص عليها صاحب القرار؟ - لدينا بحوث أمنية مميزة جداً ومفيدة، قادرة على دعم العديد من الجهات وتسهم في التطوير ونهضة المجتمع وتمكين الأمن بشكل أوسع. ولكن من واقع تجربة هناك تكتم على بعض المعلومات الأمنية من بعض الجهات، ما يعوق إعداد هذه البحوث، وهذا ما عانيته أثناء إعدادي لرسالة الماجستير. فعلى رغم أن المعلومات التي تحتاجها رسالتي لم تكن سرية، وإنما فقط اقتصرت على آراء العاملين في برنامج المناصحة عن البرنامج من دون الحاجة إلى الإفصاح عن معلوماتهم الشخصية أو أسرار عملهم. ولكن بعد التواصل مع إدارة مركز المناصحة وإخبارهم أنني بحاجة إلى تعبئة استبيان رسالتي الماجستير من العاملين، كان الرد بالاعتذار، وأن ذلك يتطلب موافقة من وزير الداخلية. أيضاً بعد تقديم خطاب لوزارة الداخلية بطلب الموافقة على توزيع الاستبيان على العاملين في مركز المناصحة، كان الرد بالرفض «لعدم الفائدة»! أحترم جداً سرية عمل الجهات الأمنية، وأتفهم ذلك حفاظاً على أمن الوطن، ولكن دعم مثل هذه البحوث العلمية في مصلحة الوطن أولاً إذ إن النتائج والتوصيات تسهم في تحسين المخرجات ومعالجة المشكلات، ثم إنها تشرّف الوطن في الخارج وتبرز جهود المملكة في مكافحة أخطر مواجهة وهي الإرهاب والتطرف والتي حققت نجاحاً باهراً في ذلك. ولعل انتشار مثل هذه البحوث باللغة الإنكليزية لدى الغرب يكون مرجعاً لهم ويساعد في تصحيح الفكر الخاطئ السائد تجاه الإسلام والمسلمين. > حدثينا عن تجربتك كباحثة أمنية في هيئة الطيران المدني؟ - التحقت بالهيئة العامة للطيران المدني في شهر آذار (مارس) ٢٠١٧ كـ»باحثة أمن طيران»، وأول سعودية تعمل في أمن الطيران. فخورة بانضمامي لهذه الأسرة العملاقة ويزيدني فخراً أني أسهم في حماية هذا الوطن الغالي. وعلى رغم أن فترة التحاقي بالهيئة قصيرة، إلا أني تعلمت الكثير وما زلت أتعلم كل يوم من ذوي الخبرة ما حفزني على العمل وبذل قصارى جهدي والمساهمة في تحقيق أهداف المنظمة. وضع أمن الطيران تحت المجهر في الآونة الأخيرة ما يجعلني أشعر بعظم مسؤوليتي كباحثة في خدمة هذا الوطن حماه الله، وأن وجودي في هذه الجهة طالما استمددت منه الفخر وما زلت، وأصبحت الأمانة فيه العمل بإخلاص واجتهاد لتحقيق النتائج المرضية. > مفهوم المجتمع المحافظ, لماذا الحديث عنه مزعج لدى البعض؟ - قد يزعج بحسب تعريف مصطلح المحافظ لدى البعض! برأيي المجتمع المحافظ هو من تمسك بالقيم الإنسانية التي تحميه من الخروج عن دائرة مكارم الأخلاق وهذا ليس عيباً ولا يدعو للإزعاج. من ينزعج من مفهوم «المجتمع المحافظ» هو من انشغل بالقشور الخارجية من دون التفكر بما نحن عليه، وبماذا يجب أن نحافظ وما ينبغي أن نعالج. فنراهم يرفضون أي جديد داخل على المجتمع جلبه التطور والتقدم من دون الاعتبار لمميزات هذا الجديد التي تنعكس على المجتمع بشكل إيجابي. بينما نحن قادرون على الاستفادة من هذا الدخيل الجديد في مصلحتنا وضمن نطاق معاييرنا. المجتمع المحافظ قادر على أن يتمسك بهويته ويتقبل ما هو جديد بعد تشكيله بحسب مبادئه. > المستجدات الاجتماعية والخطط التطويرية للدول, من تحتاج لموافقته لتتم من دون صخب وتذمر؟ - في اعتقادي أن الجميع يطمح للتطوير، ولكن لا بد من مراعاة «فوبيا الجديد» والتي يعاني منها البعض في المجتمع وهي عدم تقبل ما هو جديد على محيطه. لذا المستجدات الاجتماعية والخطط التطويرية تحتاج لتوضيح وعرض لمميزاتها بشكل واضح وكاف، وثقيف المجتمع بالعوائد الإيجابية لهذه المستجدات والتي ستنعكس عليه حتى يتم قبولها بسلاسة من دون تذمر. > انفتاح مجتمعنا على الترفيه, كيف تقرئين تبعاته؟ - الترفيه مطلب اجتماعي واقتصادي، وبرأيي الانفتاح عليه بوعي ومسؤولية بسبب ارتفاع معدل النضج والثقافة لدى هذا الجيل. كما أن استحداث الهيئة العامة للترفيه خطوة رائعة ومبشرة للمواطنين السعوديين بنهضة آمالهم بتقديم ترفيه واع وجاد للترويح عن النفس وتجديد النشاط. هذه القفزة بجانب أنها ستؤدي إلى ارتفاع معدل النمو الاقتصادي للبلد ستخرج المجتمع من الروتين اليومي الممل وتملأ أوقات فراغه بأنشطة ترفيهة ما ينعكس بالإيجاب على أسلوب الحياة في السعودية وارتفاع معدل الإنتاجية والرضا الذاتي والمجتمعي وبإذن الله (اختفاء الحلطمة والمتحلطمين). > الطائفية والتصنيفات في بلادنا, من يستطيع إيقاف تداعياتها؟ - نحن أنفسنا قادرون على إيقاف تداعيات هذه التصنيفات إذا تعاملنا مع بعضنا البعض بمبدأ الإنسانية من دون النظر إلى الجنس، اللون، العرق، المعتقد. حينما تموت الإنسانية بداخلنا سيحل محلها الحقد والكراهية والانتقام وكل ما هو سيئ. نحن بحاجة إلى تعزيز وتشجيع التعاون والتفاهم والصداقة والسلام الدائم بين الشعوب. > لماذا عندما تطل قضايا المرأة يختلط كل شيء, ويتداعى الكل ويختصم؟ - هذا الخوف برأيي إن وُجِد فهو من قبيل خوف الجديد الذي تحدثنا عنه قبل قليل، ولا مبرر عند ذوي النُهى من هذا الخوف، قد يتجسّد احتراز في قالب مناعة وما إن يشيع الأمر في المجتمع يصبح كل شيء على ما يرام، إضافة إلى أن الاختصام حول قضايا المرأة ربما يعكس سوء الفكر والنظر وهذا تشكّله ما يُنسب زوراً للعادات والتقاليد وقد سلّمنا أن الصحيح منها براء، كذلك في المقابل لا نغفل الأخطاء الجبلّيّة من جانب أيقونات قضية المرأة في المجتمع. > كتابك «محققة سعودية في الشرطة الأميركية».. ماذا أضاف لك؟ وكيف قدمك للعالم الآخر؟ - كتابي هو صوت مبتعث لم يسمعه المجتمع من قبل، صوت فتاة سعودية تعشق المغامرات والتحديات وتود تثبت أن المرأة السعودية تمتلك مستوى عالياً من الإمكانات الفكرية وقادرة على أن تشارك في مسيرة التنمية وبناء الوطن وتطمح لأن تُعطى الفرصة للإنجاز والتميز في القطاع الأمني بشكل أوسع. «محققة سعودية في الشرطة الأميركية» سلسلة مذكرات عرضت فيها المواقف (المضحكة، المحزنة، المفرحة، المفجعة) والتي مرت بي خلال فترة الابتعاث. ملامح: - مواليد شهر كانون الأول (ديسمبر) لعام 1985 في مدينة الرياض ومسقط رأسي مدينة الجوف. عشت طفولة هادئة ومسالمة بين 3 أخوات وأخوين، ترتيبي الثالثة بينهم. تعلمت النظام والانضباط وشغف التعلم من والدي، وتعلمت الإحساس بالمسؤولية ومساعدة الآخرين من والدتي. - كانت أمنيتي أن أكون (الشرطية نادين) حينما أكبر، فتحولت الأمنية إلى أن أكون طبيبة بحسب إمكانات المجتمع. محبة للقراءة وحل الألغاز والبحث وتعلم كل ما هو غريب. في عام 2003 تمزق معطفي الأبيض حينما أُعلنت أسماء المقبولات في الكليات الصحية ولم يكن اسمي بينهن! فتوجهت لكلية العلوم الإدارية من دون تخطيط ولا رغبة، ثم حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال عام 2007. - عملت صحافية متعاونة لميولي الكتابية وكإدارية في جهات خاصة وحكومية عدة لمدة ثلاث سنوات بحثاً عن تحقيق الذات حتى انتهى بي الأمر بتقديم الاستقالة ومغادرة الوطن لإكمال الدراسات العليا في الولايات المتحدة، وبالتحديد ولاية كولورادو. - وجدت (نادين المفقودة) بين مواضيع تخصص العدالة الجنائية، فدرسته بحب ومتعة بجانب الجد والاجتهاد. حبي للمغامرة وشغفي بالتميز دفعاني للتدريب الميداني داخل فرع شرطة أميركية، على رغم أنه لم يكن مطلباً من متطلبات درجة الماجستير ولكن لعلي أرضي خيالاتي في مواجهة المجرمين، فتنقلت بين إدارة التحقيق ودوريات الشرطة ومعمل الأدلة الجنائية. - حبي لوطني وانتمائي للسعودية دفعاني لتكون رسالتي الماجستير عن أقوى الجهود التي تبذلها الدولة في مكافحة الإرهاب والتي كانت بعنوان «مدى فعالية برنامج المناصحة على الإرهابيين والمتطرفين» لتحصل الرسالة على لقب المشروع المميز، وتم تكريمي على ذلك من جامعتي. - في شهر ديسمبر لعام 2014 حصلت على درجة الماجستير في العدالة الجنائية من جامعة كولورادو دنفر، وتم تكريمي مرة أخرى لحصولي على لقب الطالبة المميزة لخريجي ماجستير العدالة الجنائية لعام 2014. - بعد التخرج والعودة إلى الوطن بدأت حملة البحث عن وظيفة لرد الجميل، فأخذت بي الحال إلى قرابة السنة كتبت خلالها مولودي الأول كتابي «محققة سعودية في الشرطة الأميركية»، ثم رُزقت بوظيفة إدارية في إحدى الشركات الخاصة لمدة 11 شهراً حتى أنعم الله علي بوظيفة «باحثة أمن طيران» في الهيئة العامة للطيران المدني بالرياض كأول سعودية تعمل في قطاع أمن الطيران، ولعلها بداية مسيرة الإبداع بإذن الله. رسائل إلى: رؤية 2030 } وأخيراً ستشرق شمس الأمل في سماء الشــبان والشــــابات، ستُسمع أصوات حماستهم وستُحتضن طموحاتهم. مشاعر مفعمة بالحيوية والإيجابية تدفقت، ووعود بالتعاون والمشاركة قُطعت، نقلة تاريخية للوطن رُسِمت بأيدٍ حكيمة وألوان عزيمة أبناءه.. رؤية الخير والنمو والتطور.. رؤية التجديد الحضاري المميز. هيئة التحقيق والإدعاء } أصــــــبـحـت المسؤولية أكبر على عاتقكم لتثبتوا للمجتمع أن القانون يُطبق على الجميع من دون استثناء بعد قرار تغيير اسمها إلى «النيابة العامة» وربطها مباشرة بالملك. وهذا يعكس اهتمام حكومتنا الرشيدة بالسير على خطى العدالة والمساواة. الإرهابيون } خسرتم الآخرة قبل الدنيا، شوّهتم صورة دين التسامح والمحبة حتى ارتبط الإسلام بالتطرف والإرهاب في أذهان الكثير. عار أنتم على الدين وعار على الوطن. قتلتم الإنسانية بداخلكم قبل قتلكم للأبرياء. تسيرون في الحياة بلا هدف وستغادرونها بلا انتصار. برنامج البتعاث } نتطلع لأن تكون سياسة «وظيفتك بعثتك» سياسة موفقة، وأن يتم تشغيل مخرجات برنامج الابتعاث بشكل أفضل يصب في منفعة الوطن الذي صرف البلايين على هذا البرنامج. كما نتمنى أن يكون للقائمين على برنامج الابتعاث دور واضح في ترسيخ مبادئ الولاء الوطني لدى المبتعثين والمبتعثات من خلال تمثيلهم له بصورة مشرفة في الخارج وأن يعودوا إليه بعد التخرج بشغف غير ناقمين ليسهموا في تطوير الوطن. وزارة العمل } بطالة أصحاب المؤهلات العالية والمميزة بحاجة إلى حل جذري من فكر مبدع وخطط بعيدة المدى لتسخير هذه الكوادر في مصلحة الوطن الذي ينتظر أبناءه لينهضوا به. الحلول الشكلية السريعة أثبتت إخفاقها وإهدارها المادي والمعنوي، والآن كلنا أمل بالمستجدات ابتداء من الرقابة ثم البرامج المرحلية، العاطلون بحاجة لتحقيق طموحاتهم. وزارة التخطيط } نتمنى أن تكون جهود الوزارة في ما يتعلق بموضوع بطالة أصحاب المؤهلات العالية واضحة وملموسة بشكل أكبر توافقاً مع رؤية 2030، نحن بحاجة إلى آلية جديدة ومنهجية مطورة تشترك فيها الجهات الأخرى لرسم مستقبل هذه الفئة ليستفيد الوطن منهم.
مشاركة :