بعد المقال والمقال نستكمل الحديث هنا: الأسس العقدية: 1- الإيمان بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، باعتبارهما مصدراً للتشريع، وبهديهما تسترشد مسيرة المسلم في الحياة. ومصطلح "المرجعية" يعني الجهة التي تحمل في ذاتها صفة الحاكمية على المفاهيم والأفعال والسلوك، ويحتج بها ويرجع إليها عند النزاع. ويكتمل فهم أحكام القرآن والسنة بمعرفة مقاصد الشريعة، وهي المعاني والحكم والغايات التي تحقق مصالح الإنسان المعتبرة شرعاً في الدارين. وتنقسم مراتب هذه المقاصد من حيث حاجة الناس لها وارتباط مصالحهم بها إلى مصالح "ضرورية" و"حاجية" و"تحسينية"، ويرجع في تقدير المصلحة إلى الشريعة نفسها من حيث الاعتبار أو الإلغاء أو الإرسال. 2. تأسيس العقيدة على "الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، وجميع أنبيائه ورسله، واليوم الآخر، والقدر". وهي أركان الإيمان التي وردت في آيات محكمات، في قوله تعالى: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"، وقوله تعالى: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون". والإيمان الذي أعنيه هو "إدراك عقلي" لا يساوره شك، به تتكشف حقائق الكون والحياة، و"إذعان قلبي" يبعث على العمل والالتزام والبذل، و"انقياد إرادي" يبعث على الخضوع والطاعة قولاً وعملاً. ومن مقتضى الإيمان بالله تعالى إفراده بالعبودية، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وتنزيهه عن الشبيه والنظير، وتحكيمه في كل شأن، والتحاكم له عند كل اختلاف. 3. تجنب التفسيق والتكفير، والاجتهاد في نصيحة المخالفين، مع السعي لإنقاذهم من مزالق الضلال والانحراف. وأنطلق في هذا المبدأ من كون التفسيق والتكفير هما أقرب لأحكام القضاء التي تحتاج إلى توفر الشروط وانتفاء الموانع، فدعاة الخير يعلّمون الناس ويهدونهم إليه بالحكمة والموعظة الحسنة. فينبغي التفريق بين مخالفات الإنسان القولية والفعلية، وبين الحكم على القائل والفاعل، كالفرق بين الحكم العام المجرّد، وبين تعيين الأفراد وتخصيصهم بالحكم والوصف اللازم له. فقد يمارس المسلم المنكر عن جهل أو تأويل أو خطأ أو نسيان، أو يتبع السيئة بتوبة نصوح ترفع عنه وصف الفسوق أو الكفر. ولهذا ينبغي انتهاج مسلك التعليم بالقدوة والدعوة بالحكمة، دون تناول أعراض الناس بالجرح، أو وصفهم بما يسوؤهم، بل ينبغي بذل الوسع في نصحهم وتحبيبهم في الفضيلة وتحذيرهم من آثار الرذيلة والصبر على ذلك، وانتظار توبتهم فهذا أدب القرآن. 4. إجلال كافة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإنكار أية إساءة لمقامهم العظيم. فالأنبياء صفوة البشر، اختارهم الله تعالى وصنعهم برعاية ربانية، لتبليغ رسالته وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وقد أيدهم الله تعالى بمعجزات خارقة للعادات لتدل على نبوتهم، وترد على تحديات قومهم. كما خصهم بسمات، كالصدق التام وأمانة التبليغ وكمال العقل، وجعل سيرتهم ومسيرتهم قدوة للمؤمنين، وأمرنا الله بحبهم وإجلالهم وتوقيرهم ونصرتهم، دون تقديس أو تأليه، ولا تفريق بين أحد منهم في الإيمان بهم وبما حباهم الله تعالى به، بل ينبغي إنكار أي انتقاص من مقامهم الكريم بأي وسيلة من الوسائل، أو تشويه سيرتهم، وتحريف رسالتهم، وبذل قصارى الجهد للتعريف بسيرتهم وشمائلهم الكريمة، وتعاليمهم السامية، وحكمتهم البالغة، وحث الناس على الاقتداء بهم. 5. تقدير الصحابة الكرام والترضي عليهم أجمعين، وتجنب توظيف ما وقع بينهم من نزاع في تجريحهم أو النيل من عدالتهم. فتقدير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والرضا عنهم والتذكير بمناقبهم وفضلهم وتراجمهم، هو تأويل عملي وترجمة صادقة لمكانتهم التي وردت في محكم القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية؛ حيث قال تعالى: (والسَّـابِقُونَ الاْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَـاجِرِينَ وَالأَنْصَـارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَـارُ خَـالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِيفَه) رواه البخاري ومسلم والترمذي. أما آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلهم محبة خاصة، وهم الذين حُرمت عليهم الصَّدقة من بني هاشم وبني عبد المطلب، فأولئك أشرف البيوت فخراً وحسباً ونسباً، نجلهم لمحبة الرسول الكريم لهم ووصيته الأمة بهم حيث قال: (أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي). والولاء لهم قائم على الاتِّباع للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ظاهراً وباطناً، لا على مُجرَّد النَّسب الفاضل فقط. كما أن الصحابة تتفاوت تخصصاتهم، وتتنوع مواقفهم، ويقعون فيما يقع به سائر البشر من أخطاء وذنوب، وإحسان وتقصير، لكن يجب معرفة فضلهم، وتقدير سابقتهم، وتثمين هجرتهم ونصرتهم، دون إطالة الجدل فيما وقع بينهم من اختلاف إلا بالقدر الذي يحدث العبرة ويصحح المسيرة. 6. التحذير من العقائد الضالة والفلسفات المنحرفة، وتحصين المسلمين من آثارها على الفكر والسلوك. فلكل رسالة ورسول أعداء من شياطين الإنس والجن، يوحون إلى أوليائهم الأباطيل والخرافات، ويزينون لهم ابتداع التصورات الخاطئة والعقائد الباطلة والفلسفات المنحرفة، التي تفسر ظواهر الكون والحياة على غير بينة وبرهان، ونرى بأن الواجب عرض أية دعوى على ميزان الدليل، والنهي عن اتباع الظن، إضافة إلى أهمية تكوين مقاييس صحيحة للنظر ومنهجاً رصيناً للاستدلال مستنبطاً من هدي القرآن والسنة لتمكين المسلمين من تنقية ما يصل إليهم من شبهات، وعرضها على المنهج القرآني في القبول والرد، وحوار أصحابها بالحجة والمنطق والبرهان، دون عنف ولا تعنيف، ومن غير تكلف ولا تعسف، مع التأكيد على أن الفكر لا يواجه إلا بفكر والحجة تقارع بمثلها. الأسس العبادية: 1. إخلاص النية وتصحيح القصد: والإخلاص هو صرف الأعمال لله، وتصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين، والنية الخالصة هي روح العمل؛ لقوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء)، وهي أيضا مناط القبول؛ لقوله تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). قال ابن كثير: "وهذان ركنا العمل المتقبل، لا بد أن يكون خالصاً لله، صواباً على شريعة رسول الله، وهي سر التوفيق"، وأيضاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه). ومن عظيم منزلة الإخلاص أن العبد يثاب على العمل إن عزم صادقاً عليه، حتى لو لم يقم به، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك: (إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم، قالوا يا رسول الله: وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة، حبسهم العذر). والإخلاص من أعظم مقامات الصالحين وهو يحتاج إلى تعلم وصحبة وإرشاد ومجاهدة نفس، قال يحيى بن أبي كثير: (تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل). 2. الالتزام بالفرائض: فالفرائض هي حدود الله تعالى وأوامره التي أوجبها على المسلمين، وعد بالثواب على فعلها، وحذر من التفريط فيها، قال تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ)، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُم فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَحَّدَ لَكُمْ حُدُوداً فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَنَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلَا تَكَلَّفُوهَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكُمْ فَاقْبَلُوهَا". فالفريضة هي كل ما أمر الله تعالى به على وجه الجزم بحيث يثاب فاعلها ويعاقب تاركها. ويجب على كل عضو أن يعقد العزم على الإلتزام بكل الواجبات والفرائض قدر وسعه ودون تردد أو تكاسل، وأن يبادر للإسهام في أداء فروض الكفاية مع غيره من المسلمين. 3. الاجتهاد في أداء السنن: السنن والنوافل من أوسع أبواب الخير والثواب، ومن حكمة التشريع أن جعل الله تعالى الفرائض محققة للمقدار الأدنى لكل عبادة، ثم ترك باب القربى مفتوحاً لمن أراد التدرج في معارج الكمال، وطلب المزيد أو تطلع لجبر التقصير. والسنن أو النوافل هي ما أمر به الشرع دون إلزام، وهي تدخل في كافة أبواب الشريعة، فلكل ركن فروضه ونوافله، فللصلاة نافلة، وللزكاة نافلة، وللحج نافلة، وللصوم نافلة. قال صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن أتمها كتبت له تامة، وإن كان قد انتقصها قيل: انظروا هل لعبدي من نافلة تكملون بها فريضته؟ ثم تؤخذ الأعمال بعد ذلك". والمسلم الحاذق هو الذي يحرص على هذه القربات، فهي دليل العبودية وتعبير عن الشوق لرضا الله تعالى والتطلع لمحبته، قال تعالى في الحديث القدسي: "من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه". 4. البعد عن الكبائر: قال تعالى (إِن تجتنبوا كَبَائِر مَا تنهون عَنهُ نكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ وَنُدْخِلكُمْ مدخلاً كَرِيما)، والكبائر هي ما نصّ عليه بالوعيد، وما وجبت فيه الحدود، وقد دلت السنة على أهم الكبائر، قال صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "اجتنبوا السَّبع الموبقات فَذكر مِنْهَا الشرك بِاللَّه وَالسحر وَقتل النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَأكل مَال الْيَتِيم وَأكل الرِّبَا والتولي يَوْم الزَّحْف وَقذف الْمُحْصنَات الْغَافِلَات الْمُؤْمِنَات"، وهذا الحديث ليس للحصر إنما للتمثيل بأهمها، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه، قوله: "هِيَ إِلَى السّبْعين أقرب مِنْهَا إِلَى السَّبع". فعلى المسلم أن يجعل بينه وبين ما حرم الله تعالى حاجزاً، ويسد كل ذريعة تقربه إليها. 5. تجنب البدع: البدعة هي كل أمر مستحدث في الشريعة على غير تشريع سابق بنية التعبد والقربى إلى الله تعالى، ويعتبر هذا من أعظم المنكرات لأنه إقرار غير مباشر بأن أصول الدين ناقصة، وتحتاج إلى زيادة واستدراك مما يستحسنه الناس، وقد قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة". وإقرار هذه الإضافات التي صنعها الناس يعني إعطاء البشر حق التشريع فى العقائد والعبادات. وقد حذر الله تعالى ممن يحلون ويحرمون ثم ينسبون ذلك إليه تعالى فقال: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم). كما أن انشغال العقل الدينى بالتحوير فى الدين قد أضر إضراراً بالغاً بشؤون الدنيا، إذ إن المتدينين بددوا طاقتهم العقلية فى اختراع ما لا قيمة له ولا خير فيه، والأصل فى شؤون الدين الاتباع، وفي شؤون الدنيا الابتداع ولا ينبغي أن نبتدع في شؤون الدين ونجمد في شؤون الدنيا، كما أن التعلق بالبدع المحدثة يتم على حساب السنن الأصيلة نفسها، فالجهد الذى يبذل فى أداء هذه المبتدعات قلما تبقى معه طاقة للقيام بما أمر الله ورسوله. 6. المشاركة في فروض الكفايات: فروض الكفاية هي الفرائض التي أوجبها الله تعالى على مجموع الناس، ولا تتعلق بمسلم بعينه، بحيث لو قام بها بعضهم سقط إثم الترك على الآخرين، فالمراد من فروض الكفاية هو تحقيق الكفاية بإقامة الفعل بقطع النظر عن فاعله، وهي تشمل ما هو ديني كتغسيل الميت والصلاة عليه، والشهادة، ورد السلام، أو ما هو دنيوي يمس حاجات الناس كتولية القضاء، وإقامة العدل، والتخصص في العلوم والحرف، وكل ما يلبي حاجات الناس ويقيم العمران. لقد تقلص دور فروض الكفاية وانحصرت فيما يتعلق بقضايا رد السلام وواجبات الموتى، وتضاءلت فاعليتها في قضايا الشهود الحضاري والاستخلاف والعمران وتأمين حاجات الأحياء، ونريد أن نحيي الوعي والمفاهيم المتعلقة بفروض الكفاية مع التأكيد على مكانتها في تقوية بناء المجتمعات، وإحياء المسؤولية التضامنية التي تحقق الكفاية في كل نواحي العمران والتحضر والرفاه. 7. الحرص على العبادات الجماعية: وأريد بذلك بذل الوسع في إقامة الشعائر الجماعية، كالجمع والجماعات، وشعائر شهر رمضان الكريم، وأعياد المسلمين، وحثهم على تنظيم شؤون حجهم وزكاتهم، وتحقيق الحكمة من تشريعاتها وآدابها، وتفعيل مقاصد الشريعة في تقريب قلوب المسلمين، وتوفير بيئة التآخي والتعارف والتكافل فيما بينهم، وتذكيرهم بالقواسم والجوامع الكبرى وجمع شمل المسلمين حولها، فقد حثت الشريعة على الاجتماع والتعاون على سائر المناشط الدينية والدنيوية، وجاء الأمر المطلق بذلك في قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وكان أغلب خطاب التكليف القرآني بصيغة الجمع، كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتماع على العبادة في أكثر من مناسبة كما في قوله: (وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (صَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ، وَمَا كَانُوا أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)، ولا يتم ذلك إلا بحرص الفرد على إعمار المساجد لأداء الفرائض ما استطاع لذلك سبيلا، والمبادرة لمشاركة المسلمين في كل أعيادهم الدينية ومناسباتهم الإجتماعية، وتكثير سوادهم فيما يحقق مطالبهم المشروعة. الأسس الفكرية: 1. الفهم العميق لخصائص التشريع الإسلامي كالربانية والواقعية والشمول والتوازن والتدرج، والتكامل. وتفريع الاجتهادات الفكرية والحركية في ضوء رعاية هذه الخصائص. 2. العناية بمقاصد الشرع في تحقيق المصالح الضرورية والحاجية والتحسينية، وتفعيل الفقه المقاصدي في شتى شؤون الدين والدنيا. 3. الدعوة إلى النظر والتفكر، وتحرير العقل من كل عوائق الإبداع في شؤون الدنيا وفهم الدين، والعناية بالتفكير العلمي الموضوعي، ومقاومة الجمود والتقليد الأعمى، والتشجيع على النقد البناء دون تكلف. 4. الانتفاع بتراثنا الغني بما فيه من علوم وفنون وآداب، والتعريف به وإفادة المجتمعات الغربية منه، وإحياء مبدأ الاجتهاد والتجديد من أهله وفي محله، مع الموازنة بين ثوابت الشرع ومتغيِّرات العصر. 5. الأخذ بكل نافع من ثقافات الشعوب، والتعرف على تراثها العلمي والإنساني، وفهم منظوماتها الفلسفية، والإسهام في إثراء النافع منه وتصحيح ما يناقض العقل والدين. 6. إنصاف المرأة وتكريمها، وتدعيم دورها، والحفاظ على منزلتها، وعدم الخلط بين سلطان التقاليد وأحكام الشرع فيما يتعلق بكل شؤونها. 7. تدبر السنن التي أودعها الله تعالى في الكون والحياة، ومحاولة اكتشافها، والتعرف على قوانينها، والتدرب على حسن تسييرها، والإحسان في توظيفها من أجل مصلحة الفرد والمجتمع ونهضة الأمم. 8. العناية بقيم الجمال والفنون في الإسلام، والارتقاء بالحس الجمالي لدى الفرد والمجتمع، وتوظيف ذلك في خدمة رسالة الأمة وصلاح البشرية. يُتبَع.. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :