الموت يغيب قيثارة المقاومة الفلسطينية

  • 8/20/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عقب حياة حافلة بالنضال والمقاومة بالكلمة والقصيدة الثورية توفي البارحة الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم بعد أن أدخل إلى قسم العناية المركزة بمستشفى صفد منذ عدة أيام جراء تدهور حالته الصحية متأثرا بمرض السرطان الذي لازمه منذ عدة سنوات. والفارس الذي ترجل يعد أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب المعاصرين قاوم بشعره الاحتلال الصهيوني من داخل فلسطين وتحديدا من داخل الأراضي العربية المحتلة عام 1948م. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد نعى ليلة البارحة، الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، الذي غيبه الموت بقوله: «إن الشاعر القاسم، صاحب الصوت الوطني الشامخ، رحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء، والذي كرس جل حياته مدافعا عن الحق والعدل والأرض». وسميح القاسم، هو أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي عام الـ 48، مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، وعضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد القاسم وهو متزوج وأب لأربعة أولاد هم (وطن ووضاح وعمر وياسر) في مدينة الزرقاء الأردنية في الـ11 من ايار عام 1939 لعائلة عربية فلسطينية من قرية الرامة وتعلم في مدارس الرامة والناصرة، وعلم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي. وسجن القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنـزلي وطرد من عمله مرات عدة بسبب نشاطه الشعري والسياسي وواجه أكثر من تهديد بالقتل، في الوطن وخارجه. وقد قاوم التجنيد الذي فرضته إسرائيل على الطائفة الدرزية التي ينتمي اليها. اشتغل معلما وعاملا في خليج حيفا وصحفيا. والقاسم شاعر مكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينية، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي. كتب القاسم أيضا عددا من الروايات، ومن بين اهتماماته إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية، كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. كان والده ضابطا برتبة رئيس (كابتن) في قوة حدود شرق الأردن وكان الضباط يقيمون هناك مع عائلاتهم. حين كانت العائلة في طريق العودة إلى فلسطين في القطار، في غمرة الحرب العالمية الثانية ونظام التعتيم، بكى الطفل سميح فذعر الركاب وخافوا أن تهتدي إليهم الطائرات الألمانية! وبلغ بهم الذعر درجة التهديد بقتل الطفل إلى آن اضطر الوالد إلى إشهار سلاحه في وجوههم لردعهم، وحين روِيت الحكاية لسميح فيما بعد تركت أثرا عميقا في نفسه: «حسنا لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلم متى أشاء وفي أي وقت وبأعلى صوت، لن يقوى أحد على إسكاتي». أسهم في تحرير صحف «الغد» و «الاتحاد» ثم رئيس تحرير جريدة «هذا العالم» عام 1966. ثم عاد للعمل محررا أدبيا في «الاتحاد» وأمين عام تحرير «الجديد» ثمَ رئيس تحريرها. وأسس منشورات «عربسك» في حيفا، مع الكاتب عصام خوري سنة 1973، وأدار فيما بعد «المؤسسة الشعبية للفنون» في حيفا. رأس القاسم اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تأسيسهما. ورئس تحرير الفصلية الثقافية «إضاءات» التي أصدرها بالتعاون مع الكاتب الدكتور نبيه القاسم. وهو رئيس التحرير الفخري لصحيفة «كل العرب» الصادرة في الناصرة. صدر له أكثر من 60 كتابا في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدرت أعماله الناجزة في سبعة مجلدات عن دور نشر عدة في القدس وبيروت والقاهرة. تُجم عدد كبير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية ولغات أخرى. حصل سميح القاسم على العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدة مؤسسات. فنال جائزة «غار الشعر» من إسبانيا وعلى جائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي. وحصل على جائزة البابطين وحصل مرتين على «وسام القدس للثقافة» من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وحصل على جائزة نجيب محفوظ من مصر وجائزة «السلام» من واحة السلام، وجائزة «الشعر» الفلسطينية. وكتب سميح القاسم قصائد معروفة وتغنى في كل العالم العربي منها قصيدته التي غناها مرسيل خليفة ويغنيها كل أطفال فلسطين وتغنى في كل مناسبة قومية «منتصب القامة أمشي .. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصفة زيتون.. وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي». اشتهر بكتابته هو والشاعر محمود درويش الذي ترك فلسطين في السبعينيات «كتابات شطري البرتقالة»، ووصف مدير مؤسسة محمود درويش الكاتب عصام خوري هذه المراسلات بأنها «كانت حالة أدبية نادرة وخاصة بين شاعرين كبيرين قلما نجدها في التاريخ». توزعت أعمال سميح القاسم ما بين الشعر والنثر والمسرحية والرواية والبحث والترجمة ومن بينها: 1. مواكب الشمس -قصائد- (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م) 2. أغاني الدروب -قصائد- (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1964م). 3. إرم -سربية- (نادي النهضة في أم الفحم، مطبعة الاتحاد، حيفا، 1965م). 4. دمي على كفي -قصائد- (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1967م). 5. دخان البراكين -قصائد- (شركة المكتبة الشعبية، الناصرة، 1968م). 6. سقوط الأقنعة -قصائد- (منشورات دار الآداب، بيروت، 1969م). 7. ويكون أن يأتي طائر الرعد -قصائد- (دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1969م). 8. إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل -سربية- (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1970م). 9. قرقاش -مسرحية- (المكتبة الشعبية في الناصرة، مطبعة الاتحاد، 1970م). 10. عن الموقف والفن -نثر- (دار العودة، بيروت، 1970م).

مشاركة :