عندما يسمع أي عاقل عن الخسائر من تعثر المشاريع الحكومية، تصل إلى (100) مليار ريال سعودي سنويا، فمن حق هذا العاقل أن يتوقف. ولأننا في بلد لا تبخل قيادته ولا حكومته، عن صرف المليارات ونجد أن هناك شيئا من التعثر، فلنا أن نتساءل : لماذا... وكيف ؟. وإذا كان من حق المواطن البحث.. والسؤال عن أولئك الذين أضاعوا الأمانة وعبثوا بالمسؤولية. فإنه يرجو أن يعالج أمر هذا التعثر. المشاريع تتعثر، والملايين ــ بل المليارات ــ تتبخر، وتضيع «الطاسة» ويتفرق دمها بين أدراج المكاتب، وتصريحات المسؤولين، وفي النهاية، يبقى المواطن يضرب كفا بكف.!. وما كشفته الإحصائيات الرسمية قبل شهر، من أن 25% فقط من المشاريع، تتم بموعدها المحدد.. هذا جميل.. ولكن ماذا عن البقية ؟ نفس الإحصائيات الرسمية، تشير إلى أن 50% من هذه المشاريع متأخرة عن مواعيدها، والكارثة أن تعثر أكثر من 30% من هذه المشاريع، يسبب خسائر تتجاوز (100) مليار ريال سنويا.. أكرر سنويا. ومع ذلك لم تكشف الأسباب. الغريب، أنه حسب دراسة لمعهد الإدارة العامة، فإن 48 % من العاملين بإدارة المشروعات الحكومية يقرون بوجود مشكلات، وضعف في تنفيذ المشروعات، والأغرب أن 64 % منهم يؤكدون أن مرحلتي التنفيذ والإنشاء هي الأكثر تعثرا، ولأن دم «التعثر» ضاع بين المسؤولين فإن المواطن يظل في حيرة من أمره. هناك من يلوم المقاولين، وهناك من يتهم سوء اختيار الشركات، وهناك من يرمي الكرة في ملعب البيروقراطية الفضفاض بين الوزارات المتعددة بلا نهاية، لكن المؤسف أن النتيجة واحدة.. .. ويبقي الوطن وحده هو من يدفع ثمن هذا الاستهتار والإهمال بلا عقاب. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 139 مسافة ثم الرسالة