بينما لاتزال الولايات المتحدة تعيش أجواء الصدمة، بعد أسوأ إطلاق نار في تاريخها الحديث، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، المسلح الذي قتل 59 شخصا على الأقل وأصاب 527 في لاس فيغاس بـ "المريض" و"المجنون". وقال ترامب للصحافيين لدى مغادرته العاصمة الأميركية متوجها إلى بورتوريكو التي اجتاحها إعصار "ماريا" المدمر: "كان رجلا مريضا ومجنونا ويعاني العديد من المشاكل"، وأضاف: "نحن نتعامل مع فرد مريض للغاية". ولايزال المحققون الأميركيون يحاولون فهم الدوافع التي حملت المتقاعد ستيفن كرايغ بادوك (64 عاما) على فتح النار مساء الأحد على حشد كان يحضر حفلا موسيقيا في الهواء الطلق في لاس فيغاس. وتمركز بادوك، وهو محاسب متقاعد ثري من رواد الكازينوهات، في طابق مرتفع من فندق مطل على الحفل الموسيقي، وانتحر قبل أن يقتحم الشرطيون غرفته في فندق "ماندالاي باي". ورغم تبني تنظيم "داعش" الاعتداء، فإن السلطات الأميركية شككت في الأمر وسط غياب أي أدلة على ارتباط المحاسب الثري الذي يعيش في مدينة هادئة بولاية نيفادا بالمجموعة المتطرفة. وعثرت الشرطة في غرفة الفندق الذي أطلق بادوك النار منها على 23 قطعة سلاح من عيارات مختلفة بينها بنادق هجومية وحوالي 1000 طلقة، يعتقد أنه نقلها في أكثر من 10 حقائب، وفق ما أفاد رئيس شرطة لاس فيغاس جوزيف لومباردو. وأشار شقيق بادوك إلى عدم وجود أي شيء في حياة الأخير يشير إلى أنه كان ينوي ارتكاب مجزرة. وبعض البنادق كان يحمل جهاز تصويب، وكان المسلح يخبئ في سيارته مادة نترات الأمونيوم، وهو سماد يمكن استخدامه لصنع متفجرات. كما عثر لاحقا في منزله ببلدة ميسكيت (على مسافة حوالي 120 كلم من لاس فيغاس) على ترسانة كاملة تضم 19 قطعة سلاح إضافية وآلاف الذخائر والمتفجرات. ورفض مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) فرضية اعتداء جهادي، رغم إعلان "داعش" مسؤوليته عن الهجوم، واصفا منفذه بأنه "أحد جنود الخلافة (...) اعتنق الإسلام" قبل عدة أشهر. وقال العميل الخاص المكلف مكتب لاس فيغاس في الشرطة الفدرالية الأميركية آرون راوز "لم نتثبت من أي رابط في الوقت الحاضر مع أي مجموعة إرهابية دولية". وكان بادوك يقطن في منزل مكون من غرفتي نوم بمدينة ميسكيت، التي تبعد 130 كيلومترا شمال مدينة لاس فيغاس. وامتلك بادوك منزلا ثانيا في مدينة رينو، بولاية نيفادا، التي تشتهر أيضا بصالات القمار، ووفقا لموقع "زيلو" المتخصص بتقييم العقارات، تبلغ قيمة المنزلين نحو 700 ألف دولار. ووصف إيرك شقيقه بأنه "كثير المقامرة"، مما أدى إلى تذمر أشقائه من هذه العادة، التي أدت به إلى خسارة ما يقرب من 4 ملايين دولار، وفقا لإيرك. ومن سوابق بادوك الطريفة في فنادق لاس فيغاس، أنه قام عام 2012، بمقاضاة فندق "كوزموبوليتان"، لأنه انزلق وسقط بسبب مياه على الأرض، ولكن القضية رفضها قاض بمحكمة في لاس فيغاس. ويوم الحادث، قام بادوك بإتمام إجراءات السكن في فندق "مندلاي باي" قبل 3 أيام من الحادث المروع الأحد، وتم إعطاؤه غرفة في الطابق 32. وأكدت شرطة لاس فيغاس أن عاملين بالفندق دخلوا غرفة بادوك قبل العملية بساعات، ولم يلاحظوا أي شيء غريب. قام بادوك بإطلاق النار لعشر دقائق مستمرة على الأقل، وتوقف فقط لإعادة تعبئة الذخيرة، وتضمنت ذخيرة بادوك 23 سلاحا على الأقل. واكتشف لاحقا أن والد بادوك كان لص مصارف، وكان على لائحة المطلوبين من قبل "إف بي آي" في ستينيات القرن الماضي. وعلى الرغم من اهتمام الشرطة بصديقة القاتل، التي تدعى ماريلو دانلي (62 عاما)، فإنه تبين لاحقا أنها كانت خارج الولايات المتحدة أثناء الحادث، ولا علاقة لها بما حدث. ومن التفاصيل العائلية الحديثة، قيام ستيفن بادوك بإرسال جهاز يساعد على المشي لوالدته (90 عاما)، التي قالت إنها تشعر بالصدمة مما حدث.
مشاركة :