أبوظبي (الاتحاد) قال منظمو المؤتمر السنوي الثاني للأمن في قطاع الطاقة «أديبك 2017»، المرتقب انعقاده في أبوظبي نوفمبر المقبل، إن قطاع النفط والغاز بات «هدفاً رئيسياً قيّماً» لمجرمي الإنترنت الذين وضعوا شركات القطاع في طائلة أحدث موجة من هجماتهم العالمية. ويُنتظر أن ينعقد مؤتمر «الأمن في قطاع الطاقة» يومي 14 و15 نوفمبر المقبل، على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، الذي تستضيفه أبوظبي بين 13 و16 نوفمبر 2017 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ليسلّط الضوء على الأهمية المتزايدة لأنظمة تقنية المعلومات الحديثة في حماية عمليات النفط والغاز، عقب موجتين واسعتين من الهجمات الإلكترونية التي تُعرف بهجمات طلب الفدية وقعتا في النصف الأول من العام الجاري 2017. وبدا أن موجة الهجمات الثانية، التي وقعت باستخدام برمجية «نوتبتيا» NotPetya في نهاية يونيو الماضي، استهدفت عمداً شركات نفط وغاز, وأظهرت دراسة تحليلية أجرتها شركة «كاسبرسكي لاب» للحلول الأمنية، أن 3 قطاعات أعمال فقط شكّلت نحو 80% من الأهداف التي ضربتها تلك الهجمات، فيما كان نصيب قطاع النفط والغاز وحده نحو ربع الهجمات ليحلّ ثانياً بفارق ضئيل عن قطاع التمويل أكبر القطاعات استهدافاً، وقبل قطاع التصنيع الذي جاء ثالثاً. ووصف كريستوفر هَدسون، رئيس قطاع الطاقة لدى «دي إم جي للفعاليات»، التي تنظم أديبك بالشراكة مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، جرائم الإنترنت بأنها «مشكلة خطرة تواجه جميع الشركات»، معتبراً أن الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة «تثير المخاوف من أن تكون شركات النفط والغاز أهدافاً ذات أولوية لمن يقف وراء تلك الهجمات»، وقال: «يتيح مؤتمر الأمن في قطاع الطاقة منبراً رفيعاً لمناقشة احتياجات هذا القطاع، ما يساعد الشركات على التأكد من كونها على أهبة الاستعداد لمواجهة التهديدات عبر تجهيز دفاعات حصينة ومُحكمة». ويتوقع أحدث التقارير أن ينمو سوق أمن الإنترنت في الشرق الأوسط من 11.38 مليار دولار في عام 2017 إلى 22.14 مليار دولار بحلول عام 2022، ويقدم مؤتمر الأمن بقطاع الطاقة في أديبك أمام هذا الجانب، أحدث معلومات السوق المتعلقة بالسياسات الأمنية في الطاقة، كما يسلّط الضوء على أفضل الابتكارات والممارسات الأمنية والتخطيط للأزمات داخل هذا القطاع، وتتناول جلسات المؤتمر مواضيع رئيسية في مجال أمن الإنترنت، بينها برمجيات طلب الفدية، وإنترنت الأشياء، والتقارب بين تقنيات التشغيل وتقنية المعلومات، ومخاطر الأمن والامتثال في الحوسبة السحابية، وإدارة المخاطر في مجالي سلاسل التوريد واستمرارية الأعمال، واستخدام البيانات الكبيرة وتحليلات البيانات، وغيرها. ويُنتظر أن تركز الكلمات الرئيسية في المؤتمر على تحقيق التوازن بين الاستثمار والمخاطر، وإظهار أثر التعاون الإقليمي على أمن النفط والغاز، في حين سوف تشمل المناقشات النهجين الدفاعي والهجومي في مجال الأمن. ومن المقرر أن يُظهر البرنامج الصلة الوثيقة بين الأمن وقطاع النفط والغاز، مشتملاً على مناقشات مهمة حول التهديدات التي تتعرض لها البنية الأساسية الحيوية، حيث يمكن لأية هجمات ناجحة أن تتسبب في إحداث أعطال تشغيلية ومخاطر تتعلق بالسلامة على نطاق واسع، فضلاً عن تقديمه رؤىً متعمقة حول استراتيجيات حماية الخط الأمامي، سواء فيما يتعلق بالأنظمة الجديدة أو تحديث النظم التحكم الصناعي القائمة لبناء عمليات آمنة وقادرة على درء المخاطر، ويُعتبر حدث أديبك أحد أبرز فعاليات النفط والغاز في العالم، والأكبر من نوعه في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، ومن المقرر أن تشتمل قاعات العرض في أديبك على منطقة مكرّسة لجهات عارضة تُعنى بالأمن في مجال الطاقة. ويرى الخبير دون راندل، الذي شغل في السابق منصبي رئيس الأمن وكبير مسؤولي أمن المعلومات لدى بنك إنجلترا، أن الأنشطة الإجرامية التي تُمارس عبر الإنترنت «وُجدت لتبقى»، لكن الخبير الذي يعتزم طرح أفكاره أمام المؤتمر، قال إن فهم دوافع الجناة، مع الإعداد لطرق مناسبة للتجاوب مع ممارساتهم، والاستعداد من خلال التعلّم واكتساب المعرفة الضرورية، أمور يمكنها «أن تقلّل إلى حد كبير من الأضرار التي قد تنشأ عن تلك الممارسات الإجرامية»، وتشمل قائمة المتحدثين في المؤتمر شخصيات مرموقة عملت على التصدي لجرائم الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط، بينهم أحمد الشمالي مدير مركز الدفاع الإلكتروني التابع للهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني بدولة الإمارات، والمهندس إبراهيم الشمراني المدير التنفيذي للعمليات لدى المركز الوطني للأمن الإلكتروني التابع لوزارة الداخلية السعودية، ومحمد بوشليبي خبير الشؤون القانونية بهيئة تنظيم قطاع الاتصالات في دولة الإمارات، إلى جانب عدد من الخبراء الدوليين المشهورين في هذا المجال.
مشاركة :