نجح فريق طبي في مستشفى راشد بدبي في إنقاذ حياة مريضة (75 عاماً) أصيبت بجلطة دماغية حادة، من خلال إجراء جراحة شديدة التعقيد استغرقت 40 دقيقة، متفوقاً على المعدل العالمي الذي يستغرق ثلاث ساعات للحالات المماثلة. وأفاد استشاري المخ والأعصاب في المستشفى، الدكتور محمد الكيلاني، بأن المستشفى تلقى بلاغاً عن الحالة بمجرد تشخيصها من قبل المسعفين، في وقت مبكر من صباح أول من أمس، ليتم تفعيل نظام نداء الجلطة المعمول به في المستشفى، الذي بموجبه يصبح أطباء الطوارئ والأعصاب والأشعة والقسطرة الدماغية على أهبة الاستعداد لاستقبال الحالة والتعامل معها في أسرع وقت. وقال إن المريضة وصلت المستشفى في حالة عجز كامل عن الحركة، وأظهرت الفحوص المبدئية انسداد الشريان الأوسط الدماغي، الذي يغذي 70% من أنسجة الدماغ، و92% من شريان الرقبة، الأمر الذي استدعى التدخل الجراحي السريع، لإنقاذ حياة المريضة، وشرع الفريق الطبي في إجراء جراحة شديدة التعقيد في وحدة القسطرة الدماغية. ولفت الكيلاني إلى أن الفريق الطبي واجه أكثر من تحدٍّ في التعامل مع الحالة، أبرزها سن المريضة، والضرر البالغ الذي أصيبت به، وحاجتها الماسة إلى السرعة في اتخاذ الإجراء، فضلاً عن ضرورة وجود الكادر الطبي المؤهل، والأجهزة الحديثة المتطورة، مؤكداً أن كل هذه التحديات تم التعامل معها بحرفية عالية. وذكر أن 97% من الحالات المماثلة، حسب الإحصاءات، عادة ما تصاب بشلل كامل، و50% منها تموت خلال ستة أشهر من الإصابة، وذلك بسبب التأخر في التعامل الطبي العاجل والصحيح معها، إلا أن الحالة التي تم علاجها أصبحت بعد إجراء الجراحة قادرة على الحركة والمشي والحياة بشكل طبيعي. وأضاف الكيلاني أنه كلما تأخر علاج السكتة الدماغية، ازداد خطر حدوث ضرر في الدماغ، إذ يساعد العلاج الطبي الطارئ، عند حدوث الأعراض، في زيادة فرص النجاة وإعادة التأهيل بشكل فعال، مؤكداً أن تأسيس المزيد من الوحدات الطبية المتخصصة بالسكتة الدماغية في المستشفيات، من شأنه تسريع وتحسين النتائج التي يحصل عليها المريض من العلاج.
مشاركة :