فقد العراق الزعيم الكردي والرئيس السابق جلال طالباني، وأعلن التلفزيون العراقي وفاته أمس عن عمر ناهز 83 عاماً بعد صراع مع المرض. ترك طالباني الرئاسة في 2014 بعد فترة علاج طويلة في أعقاب إصابته بجلطة دماغية في 2012. وقال تلفزيون رووداو الكردي إن طالباني توفي في ألمانيا. وحلّ فؤاد معصوم من الاتحاد الوطني الكردستاني محل طالباني رئيساً للعراق، وهو منصب شرفي بدرجة كبيرة في النظام السياسي العراقي. ويشغل قباد بن طالباني حالياً منصب نائب رئيس وزراء إقليم كردستان. وقال النائب الكردي زانا سعيد: «القائد الرئيس طالباني هو الوحيد الذي تثير وفاته حزن العرب والأكراد والمكونات العرقية الأخرى، ندعو الله أن تكون وفاته عاملاً يساعد على عودة العلاقات الجيدة بين الأشقاء العراقيين». ونعى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ببالغ الحزن والأسى طالباني، مقدماً عميق تعازيه القلبية لأسرة الفقيد وللعراق رئيساً وحكومةً وشعباً، ووجّه رسالة تعزية إلى رئيس العراق، ثمن فيها الدور المشهود الذي قام به الفقيد في توحيد الصف الوطني العراقي. ولد طالباني عام 1933 قرب أربيل التي أصبحت مقراً لحكومة إقليم كردستان العراق، وأقام في السليمانية معقل الاتحاد الوطني الكردستاني المنافس الرئيس للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، وكان أول رئيس غير عربي للعراق، وانتخب عام 2005. موهبة سياسية تكشفت الموهبة السياسية للرئيس العراقي الراحل، وهو في 14 من عمره، عندما أسّس سراً أول اتحاد طلبة في كردستان داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى أن قاده القدر ليكون أول رئيس كردي للعراق، والسابع في تاريخ البلاد. وخلال أربع سنوات، أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب نفسه. وفي مسقط رأسه بقرية كلكان قرب بحيرة دوكان في جبال كردستان، عُرف جلال حسام الدين طالباني باسم «مام جلال». وكان الرجل يرغب في الالتحاق بكلية الطب، لكن أنشطته السياسية حالت دون ذلك، فدرس في كلية الحقوق، ورأس تحرير صحيفتين كرديتين أثناء دراسته، هما: «خه بات» و«كردستان». وانشق طالباني عن الحزب الوطني الديمقراطي الكردستاني بعد خلاف مع زعيم الحزب مصطفى بارزاني، وأنشأ حزبه الخاص في 1975 تحت اسم «الاتحاد الوطني الكردستاني».وفي حينه، بدأ الحزب نشاطه من سوريا، حيث شارك في مفاوضات الحكم الذاتي مع الحكومة العراقية، غير أن ضغوط الحكومة التركية حالت دون تطبيق الاتفاق، خوفاً من إثارة الحقوق المكبوتة لدى أكراد تركيا. صراع جديد وبدأ صراع جديد في حياة طالباني بعد حرب الخليج الثانية، حين اندلعت انتفاضة الأكراد في الشمال ضد الحكومة العراقية. وبدأ التقارب مع الحزب الوطني الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني لتنظيم الحياة السياسية في كردستان، إلا أن التوتر بين الحزبين تطور إلى مواجهة عسكرية انتهت باتفاق وقع في واشنطن أواخر التسعينيات. وبعد حرب العراق في عام 2003، طوى الجانبان خلافاتهما جانباً وشكّلا زعامة مشتركة، وعُيّن الاثنان في الحكومة العراقية الانتقالية. ورشّحه حزب التحالف الكردستاني لرئاسة العراق، في إطار صفقة طالب الأكراد فيها بإقرار الفيدرالية ودمج كركوك لإقليم كردستان. وفاز طالباني بولاية أولى عام 2005، ليصبح أول رئيس كردي في تاريخ دولة العراق الحديثة، قبل أن يعاد انتخابه لولاية ثانية في أواخر 2011.
مشاركة :