59 قتيلاً وإصابة 527 في اعتداء لاس فيغاس

  • 10/4/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قُتل 59 شخصاً على الأقل وأصيب 527 آخرون، عندما فتح مسلح النار على حشد مجتمع لحضور حفل موسيقي في لاس فيغاس مساء أمس (الأحد)، في عملية اعتبرت الاسوأ من نوعها منذ عقود في الولايات المتحدة. وقال المسؤول في الشرطة جوزف لومباردو ان مطلق النار من سكان المدينة ويدعى ستيفن بادوك (64 عاماً)، وعُثر عليه ميتاً عندما وصلت قوات الأمن الى الطابق الـ 32 من فندق «ماندالاي باي»، حيث كان متمركزاً. وأضاف: «نعتقد انه انتحر قبل وصولنا»، مشيراً إلى العثور على أكثر من عشر بنادق في الغرفة، والتي يقيم فيها منذ الخميس. وارتكب مطلق النار المجزرة من نافذة غرفته، التي تطل على مساحة واسعة تجمع فيها أكثر من 20 ألف شخص لحضور حفل للمغني جايسون آلدن. ونقلت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» عن مصدر أمني قوله ان منفذ الهجوم «اعتنق الإسلام قبل أشهر عدة»، معلناً ان منفذ الهجوم يدعى «أبو عبد البر الأميركي». وقالت انه «نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف»، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال التنظيم في الشرق الأوسط. لكن الشرطة أعلنت عدم وجود سوابق جرمية لبادوك. وقال ضابط في «مكتب التحقيقات الاتحادي» (اف بي آي) انه «مع تكشف تفاصيل الحادث، توصلنا حتى الآن إلى عدم وجود صلة بأي جماعة متشددة دولية». وذكر مسؤول أميركي كبير في الإدارة الأميركية ان هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن بادوك له تاريخ من المشكلات النفسية. وقال قائد الشرطة جوزف لومباردو إن المحققين الذين دهموا المنزل الواقع في ميسكيت على بعد 120 كيلومتر عن لاس فيغاس كبرى مدن ولاية نيفادا، عثروا على «ما يزيد عن 18 قطعة سلاح ناري إضافية، وبعض المتفجرات وآلاف الرصاصات، بالاضافة الى بعض الاجهزة الالكترونية التي ما زلنا بصدد تقييمها». من جهته، قال الناطق باسم «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إي) جوناثان ليو في رسالة بالبريد الإلكتروني، ان «الاستخبارات على دراية بإعلان جماعة إرهابية أجنبية المسؤولية عن إطلاق النار في لاس فيغاس. ننصح بالحذر من القفز إلى استنتاجات قبل التوصل إلى الحقائق». وأشارت السلطات إلى أن المسلح كان يعيش في دار للمتقاعدين في ميسكيت في ولاية نيفادا. بدوره، قال اريك، شقيق بادوك في مقابلة مع «سي بي اس نيوز»، ان المهاجم لم يكن لديه «معتقدات دينية معروفة». وذكرت شبكة «اي بي سي نيوز» ان المهاجم كان يعمل محاسباً في السابق، ولديه شهادة طيران ورخصة صيد صادرة عن ولاية ألاسكا. وعبر ترامب في كلمة من البيت الأبيض عن حزنه العميق، وقال ان المسلح «قتل بوحشية أكثر من 50 شخصاً في عمل يمثل شراً خالصاً». وأضاف «في لحظات كهذه، نبحث جميعاً عن معنى وسط الفوضى، وعن بصيص نور وسط الظلام. لكن الإجابات ليست سهلة». وتابع مخاطباً عائلات الضحايا «إننا نصلي لأجلكم، أنا وميلانيا نصلي (...) لتجد الأمة بكاملها الوحدة والسلام». وأكد أن «وحدة صفنا لا يمكن أن يدمرها الشر، وروابطنا لا يمكن ان يحلها العنف. وعلى رغم شعورنا بغضب عارم بسبب قتل مواطنينا، فإن الحب هو ما يعرف بنا اليوم». وأمر ترامب بتنكيس الأعلام في حداد وطني. وقال انه سيتوجه إلى لاس فيغاس الأربعاء. ولم يتحدث في كلمته عن إعلان «داعش» المسؤولية عن الاعتداء. ووقع إطلاق النار في آخر ليلة من مهرجان «روت 91 هارفست» لموسيقى الريف «كونتري» الذي يستمر ثلاثة أيام، وأحياه فنانون كبار منهم مغني جيسون آلدن وإريك تشيرش وسام هانت. وقالت الشرطة ان عدد القتلى مرشح للارتفاع، ما يجعل الهجوم أكثر إطلاق نار جماعي دموية في تاريخ الولايات المتحدة، متخطياً حصيلة مذبحة في ملهى ليلي في أورلاندو العام الماضي قتل فيها 49 شخصاً، وأعلن «داعش» مسؤوليته عنها. وقالت السلطات انه تم إيقاف صديقة ستيفن بادوك، ماريلو دانلي، خارج البلاد التي كانت تبحث عنها قوات الأمن. وطوقت الشرطة الفندق ومشارفه للتحقيق. وتسبب إطلاق النار بتدافع كبير وسط حال من الذعر، وهرع بعض المشاهدين للفرار بينما تمدد آخرون أرضاً للاحتماء من الرصاص. من جهته، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى نظيره الأميركي، أعرب فيها عن «صدمته لفظاعة هذه الجريمة». وقال بحسب بيان صادر عن الكرملين، ان «هذه الجريمة التي أودت بحياة عشرات المواطنين المسالمين تصدم بفظاعتها» معرباً عن «مواساته ودعمه لعائلات وأقارب الضحايا». وأعرب البابا فرنسيس عن «حزنه الكبير»، مبدياً «تعاطفه الروحي مع كل الذين طاولتهم هذه المأساة المروعة»، بحسب برقية من الفاتيكان. وأثار الاعتداء الغضب بين مؤيدي الحد من حيازة الأسلحة. ويحمي التعديل الثاني للدستور الأميركي الحق في حمل الأسلحة ويدافع الناشطون المؤيدون للحق في حمل السلاح عن هذا البند بشدة. وقال السناتور عن ولاية كونيتيكت كريس ميرفي «آن الأوان للكونغرس أن ينتفض ويفعل شيئاً». لكن البيت الأبيض قال انه من السابق لأوانه بحث السياسات الخاصة بفرض قيود على حمل السلاح. وقالت الناطقة باسمه سارة ساندرز للصحافيين، ان «اليوم هو يوم مواساة الضحايا والحداد على من فقدوا. سيكون من السابق لأوانه بالنسبة لنا بحث السياسة في الوقت الذي لا نعرف فيه تماماً جميع الحقائق أو ما حدث الليلة الماضية».

مشاركة :