قال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في بيان اليوم (الثلثاء) ان ثلاثة من مقاتليه نفذوا هجوماً على مركز للشرطة في حي الميدان بالعاصمة السورية، أودى بحياة 17 شخصاً على الأقل بينهم مدنيين ورجال أمن. وجاء في البيان الذي نشرته قناة تابعة للتنظيم على تطبيق «تليغرام» أن «اثنين من المقاتلين أطلقا النار داخل مركز الشرطة ثم فجرا نفسيهما ونفذ الثالث عملية انتحارية استهدفت تعزيزات المرتدين القادمة إلى مكان الحادث». وأورد التلفزيون السوري الرسمي أمس نقلاً عن وزارة الداخلية، أن «إرهابيين فجّرا نفسيهما أمام قسم الشرطة، ما أدى إلى استشهاد مدنيين وعناصر شرطة»، من دون تحديد العدد. وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من جهته مقتل «16 شخصاً على الأقل بينهم ثمانية عناصر من الشرطة، وأربعة مدنيين بالإضافة إلى أربعة آخرين مجهولين»، لافتاً إلى «إصابة عدد كبير من الجرحى بعضهم في حال خطرة». وأفاد «المرصد» في حصيلة سابقة بمقتل 11 شخصاً. وبثّ التلفزيون مشاهد فيديو تظهر دماراً داخل غرفة يرجح أن يكون الانتحاري دخلها، وتصدّع أحد جدرانها، ويظهر بين الركام قميص أسود عليه شارة الشرطة. وفي مشاهد أخرى، يعمل رجلان على حمل جثة موضوعة داخل كيس أبيض. وذكر وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، في تصريحات إلى صحافيين خلال تفقده الأضرار في مقر الشرطة، أن «إرهابييْن استهدفا عناصر الحرس في قسم شرطة الميدان بمجموعة من القنابل، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم، وبعدها فجّر أحد الإرهابيين نفسه بحزام ناسف على مدخل الباب الرئيس للقسم». وتابع «تسلّل انتحاريّ آخر إلى الطابق الأول حيث اشتبك مع العناصر وتمكنوا من قتله، ليقع بعدها التفجير الثاني بالحزام الناسف الذي كان يرتديه». وسبق أن تعرض قسم الشرطة في الميدان لتفجير انتحاري مماثل في 16 كانون الأول (ديسمبر)، حين دخلت إليه فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات مرتدية حزاماً ناسفاً، تمّ تفجيره من بعد، ما أسفر عن وقوع إصابات وفق الإعلام الرسمي. وخلال النزاع المستمر منذ أكثر من ست سنوات، لم تسلم دمشق من سقوط قذائف وتفجيرات متفرقة، تسبب آخرها في الثاني تموز (يوليو) بمقتل 18 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري، استهدف منطقة باب توما شرق دمشق. وتراجعت وتيرة سقوط القذائف في الأشهر الأخيرة بعد توصل الحكومة السورية إلى اتفاقات، تمّ بموجبها إجلاء الآلاف من مقاتلي المعارضة من مدن عدة في محيط دمشق. وباتت سيطرة الفصائل المعارضة في دمشق تنحصر بأجزاء من حي جوبر (شرق) وحي التضامن (جنوب)، فيما تسيطر «جبهة فتح الشام» (النصرة) سابقاً، وتنظيم «داعش» على أجزاء من مخيم اليرموك.
مشاركة :