استنكر المجلس الإسلامي العربي الاعتداء الإرهابي الذي أصاب مملكة البحرين الشقيقة، وسائر الاعتداءات المجرمة والوحشية التي طالت أماكن مختلفة في العالم وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية. وأكد المكتب السياسي للمجلس في بيان صادر عن اجتماعه الدوري برئاسة العلامة الدكتور السيد محمد علي الحسيني، أن مخطط استهداف مملكة البحرين العزيزة ليس جديدا بل هو قديم اتخذ اشكالا مختلفة ، مثل أعمال تمرد وغوغاء وتخريب، بهدف زعزعة الاستقرار، ولما فشلت كل هذه المحاولات انتقل المتربصون شرا ببلاد العرب إلى التفجيرات الإرهابية، من خلال تحريك خلاياهم النائمة، أو إرسال المرتزقة لتنفيذ أعمالهم الجبانة. وجدد المجلس موقفه الداعم والمؤيد لمعركة البحرين ضد المخططات الإيرانية التخريبية ، والتي تسعى لإثارة الفتن والقلاقل في المملكة الهانئة، في محاولة للمس أمنها كجزء من استهداف الأمن القومي العربي، مشددا على أن الشيعة العرب يرفضون ويستنكرون أي محاولة للتعرض لأمن البلاد العربية . ولفت المكتب السياسي للمجلس إلى أن هذا الاعتداء على البحرين الذي يشتبه بالنظام الإيراني في ارتكابه ، تزامن مع اعتداءات وحشية وهائلة في عدد من دول العالم ، وخصوصا في لاس فيغاس الأمريكية، وتبني تنظيم داعش لها، يؤكد مدى التقاء الإرهابين على هدف واحد وهو إشعال الفتن بين الأديان والطوائف والمذاهب. وتوقف المجلس عند الخطابات الأخيرة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، التي أطلق فيها التهديدات في كل الاتجاهات، خصوصا باتجاه العرب، واعتبر أن هذا التصعيد ليس من عنديات حزب الله وإنما هو استجابة لحاجة إيرانية في تأزيم الموقف في الدول العربية، خدمة لمصالح وتسويات تحاول طهران تحقيقها على حساب الشعوب العربية. وأكد المجلس أن الأجدى لحزب الله في هذه المرحلة التفكير جديا بالانسحاب من سوريا وتركها لأهلها، وخصوصا بعد الخسائر الفادحة التي أصابته في الآونة الاخيرة، عوضا عن التهديد بشن حروب مدمرة للبنان وسوريا على حد سواء، معتبرا أن العرب اتخذوا خيارهم بتحقيق السلام مع إسرائيل بعد تأمين الحقوق الفلسطينية والعربية، وهو الأمر الذي ازعج حكم طهران، فانطلقوا في حفلة تصعيد، كانت خطب نصرالله العاشورائية أحد أوجهها. وفي الإطار نفسه حيا المجلس الجهود المصرية التي أثمرت بمصالحة فلسطينية فلسطينية بعد نزاع طويل ومرير وعبثي، أضعف الموقف الفلسطيني وأضر بالمصلحة الفلسطينية العليا، وخدم مشاريع إقليمية غيرعربية . وأكد أن وحدة الصف الوطني مطلوبة على الصعيد الفلسطيني، كما هي مطلوبة في كل دولة عربية، لأن المؤامرات الخارجية تستهدف الجميع دولا وشعوبا وأحزابا، في مرحلة دقيقة بدأت مشاريع التقسيم والتفتيت تطل برأسها على أرض العرب . وكرر المجلس موقفه الرافض لاستقلال إقليم كرستان العراقي، وانفصال أي منطقة عربية عن جسد الأمة، لأسباب مبدئية إسلامية وعربية، منبها في الوقت نفسه من استغلال هذه القضية من قبل الحكم الفارسي في طهران لقمع الأقليات العربية والأذرية والبلوشية وغيرها الخاضعة للحكم الإيراني. وفي الشأن اللبناني رحب المجلس بإعادة تنشيط العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والسعودية، وتعيين سفير جديد للمملكة، عدا عن الحركة السياسية الناشطة بين البلدين ، وهذا أمر إيجابي لأن الدور السعودي كان دائما يهدف إلى حماية لبنان وتحقيق مصلحته الوطنية العليا، بتحقيق الاستقرار والازدهار فيه.
مشاركة :